الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد مقدم يكتب: قتل مع سبق الإهمال والتسيب‎

صدى البلد

يطل علينا الفساد كل يوم بوجهه القبيح بين إهمال أو إهدار مال عام أو رشوة أو محسوبية أو استيلاء على المال العام أو غيرها من أشكاله المختلفة، ولكن للأسف هذه المرة أطل علينا أمس في مستشفي ديرب نجم بمحافظة الشرقية بجريمة قتل مع سبق الإهمال والتسيب.

نعم إهمال أدى إلى قتل 3 مواطنين مصريين وإصابة 22 آخرين وقد أطل علينا مع هذه الحادثة المؤسفة وجوه بعض المسئولين بين مسئولي وزارة الصحه الذين حاولوا أن يهونوا من هذه الحادثة بتصريحهم أن مصر بها 12000 مركز غسيل كلوي وإنها حادثة فردية وإنه لشيء خطير أن يتعامل المسئولون بهذه الطريقه مع إزهاق أرواح المواطنين. وأيضا بين بعض النشطاء والمزايدين الذين هولوا من الحادث وحاولوا إظهار أن الحادث مؤشر خطير وأن جميع مستشفيات مصر ومراكزها العلاجية عباره عن سلخانة يتم ذبح المصريين فيها دون حساب أو رقيب وهذا أيضا غير صحيح نسبيا.



وأعتقد أن هذه الحادثة هي نتيجة لفساد سنوات وسنوات وأن إصلاح منظومة الصحه في مصر يحتاج إلي المزيد من التطوير وإعادة رفع الكفاءة سواء للأجهزة والمعدات أو للعنصر البشري من تمريض وأطباء وصيانة ونظافة وأمن. وأعتقد أن ميزانية قطاع الصحه في الموازنة العامة تحتاج إلي دعم قوي. لأننا إذا حققنا في هذه الحادثه بمفردها، سيكون نتيجة التحقيق كبش فداء تقدمه لجنة التحقيق لإسكات الرأي العام.



ومع احترامي الكامل لطريقة عمل تلك اللجان الإدارية والفنية التي يتم تشكيلها من أساتذة الجامعات ومسئولين بوزارة الصحه والتي سوف تتعامل مع الحادثة بطريقة أكاديمية فقط، نعم سوف يكون هناك مسئول عن هذه الحادثة ونعم سيعاقب بل وأطالب بالحزم والحسم في عقوبة المتسبب في تلك الجريمه وعدم تسويف الموضوع وإطالة التحقيقات حتي يهدأ الرأي العام وتمر الحادثه مرور الكرام.



ولكننا سوف ننتظر تكرار تلك الحادثة مرات ومرات. لأننا لم نعالج المرض ولكن نتعامل مع العرض. . وأشير في هذا المقال إلي ضرورة النظر بشمولية أكبر علي القطاع الصحي في مصر وعلي منظومة الرعاية العاجلة بالذات التي يوجد بها قصور كبير مثل الحضانات وغرف الرعاية المركزة ووحدات الغسيل الكلوي التي تعاني من عجز قد يصل إلي حوالي 40% من المطلوب.

يجب وضع إستراتيجية شاملة لتطوير منظومة الصحة بمصر وتخصيص ميزانية مناسبة لتلك الإستراتيجية، وإلا سنصبح مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال.