الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البرلمان يستدعي وزيرة الصحة بشأن كارثة ديرب نجم الطبية.. زايد لـ النواب: أشعر بالذنب ولن أتراجع عن المحاسبة.. لن اتحدث عن سبب الوفاة حتى صدور تقرير النيابة.. ودعم مصر: ما حدث نتيجة إهمال جسيم

جلسة استماع النواب
جلسة استماع النواب إلى وزيرة الصحة

وزيرة الصحة أمام البرلمان:
  • كارثة ديرب نجم كانت ستكون أكبر لولا التعامل الجيد
  • مش هقدر أقول على سبب وفاة حتى صدور تقرير النيابة
  • الوزيرة: أنا ست ماليش شلة في الوزارة

عقدت لجنة الصحة بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، جلسة للاستماع إلى بيان وزيرة الصحة بشأن ما أثير حول وفاة ثلاثة مرضى غسيل كلوى وإصابة ما يقرب من 12 مريضًا ما بين حالات إعياء شديد وإغماء بمستشفى ديرب نجم المركزى بمحافظة الشرقية.

وفي البادية، قالت وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، إن الوزارة شكلت لجنة فنية حول وفاة ثلاثة مرضى غسيل كلوى بمستشفى ديرب نجم المركزى بمحافظة الشرقية، لافتة إلى أن مهمة هذه اللجنة هي إعداد تقرير لرفعه إلى النيابة العامة باعتبارها الجهة المنوطة بالكشف عن سبب الوفاة من خلال تقرير الطب الشرعي.

وأوضحت الوزيرة أن الوزارة أرسلت عددا من اللجان إلى مستشفى ديرب نجم المركزي للتحقيق في الحادث، وكذلك لفحص المصابين، والإجراءات التي اتخذتها الشركة المنوطة بإجراء صيانة لمحطة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم المركزي.

ولفتت إلى أن لجان الوزارة أخذت عينات من المياه وعينات دم لتحليلها بهدف إعداد تقارير مبدئية، مشيرة إلى أن الوزارة أحالت مدير المستشفى ومدير الوحدة إلى النيابة العامة عقب وقوع الحادث، مشيرة إلى أن الأطباء في المستشفى تعاملوا بإيجابية مع باقي الحالات المصابة، وقاموا بعمليات إنقاذ ونقل ناجحة لهذه الحالات، وهو ما قلل من عدد الوفيات، قائلة: "أنا ست مليش شلة في الوزارة، وربنا يعلم الظروف الأسرية اللي كانت عندي يوم واقعة ديرب نجم ومع ذلك توجهت على الفور للمتابعة".

وأكدت أنها لا تستطيع الكشف عن سبب الوفاة والإصابات فى هذه الأزمة إلا بعد تقرير النيابة العامة، قائلة: "مش هقدر أقول سبب الوفاة والإصابات إلا بعد تقرير النيابة العامة والطب الشرعى وغلط أنى أقول السبب عشان هيكون تجاوز"..

ولفتت إلى أن كل حالات الإصابات خرجت من مستشفى جامعة الزقازيق، ومستشفى التيسير ما عدا حالتين لا يزالوا يتلقون العلاج، مؤكدة أن فى مصر 583 وحدة غسيل كلوى منها 218 قطاع خاص، بواقع 7 مليون و842 ألف غسلة سنوية، منهم 656 مليون جنيه على نفقة الدولة.

وأكدت أن ما حدث فى ديرب نجم فى محافظة الشرقية كارثة، ولكن كانت ستكون أكبر من ذلك لولا التعامل الجيد من أطباء الباطنة بالمستشفى وإنقاذ المصابين، موجهة الشكر لأطباء الباطنة الذين تعاملوا مع الحادث بالمسؤولية الكافية.

وفى ردها على تساؤل النائب محمد السويدى، رئيس إئتلاف دعم مصر، بشأن أن أحد أسباب هذه الكارثة يرجع إلى الإهمال الإدارى قالت الوزيرة: "كلنا عايشين فى مصر والإحساس بالمسؤولية ليس على القدر المطلوب وأنا مش هحط عسكرى على كل طبيب وممرض".

وتابعت حديثها: "أتفق مع أن ما حدث 100 فى المئة إهمال وده وارد فى البلد كلها لكنه غير مبرر فى قطاع الغسيل الكلوى بوزارة الصحة..ﻷننا بنقوم بدورنا بشكل جيد والمعدات زى ما الكتاب بيقول ومخصصات الغسيل الكلوى المالية متوفرة ولايوجد بها عجز "قائلة:" معدلات الغسيل الكلوى فى مصر وفق المعدلات المالية وزي الكتاب مابيقول".

وواصلت حديثها: "كل مريض غسيل كلوى يتوفى فى رقبتى شخصيا وأى إهمال غير مبرر مهما كانت التحديات ويكفى مريض الفشل الكلوى المعاناة التى يعاني منها ونتشرف أننا بنخدمه والتعليمات واضحة للإسعاف بنقله بسهوله فى أى وقت"، وأضافت: "اللى حصل غير مبرر وإهمال جسيم والمتسبب فى الكارثة الأخيرة لازم يتحاسب وإحساسى بالذنب كبير عن هذه الكارثة والموضوع ن هيعدى كدا بمرور الكرام".

وتابعت: "معندهاش بني آدمين بتشتغل، نحن نعاني عجز تام في القوة البشرية فى المستشفيات"، مشيرة إلى أن 60% من الأطباء موجودين في السعودية، والباقي يسعى للعمل في القطاع الخاص، مشيرا إلى أنها طالبت كثيرا بوضع حد للإعارات للخارج، كما أن هناك زيادة في عدد الصيادلة غير مبررة، مؤكدة أنها سعت من أجل زيادة عدد كليات الطب ومعاهد التمريض مثل العريش والسويس ودمنهور والأقصر وحلوان.

ولفتت الوزيرة إلى أنه بالرغم من عمل مشروع الكادر، وتحسن المرتبات إلا أن الأداء لم يتحسن، قائلة: "مش هقدر أنافس رواتب السعودية والقطاع الخاص"، وبشأن أعداد مرضى الفشل الكلوى قالت: "هنعمل أكبر مسح شامل محصلش قبل كدا لمرضى السكر والسمنة والضغط وكلها أسباب للفشل الكلوى".

وأضافت أن الإطار التشريعى للتبرع بالأعضاء متاح بضوابط ولا توجد أى قيود عليه سوى موافقة المتبرع وهذا الأمر متبع فى كل دول العالم، مؤكدة أنه للأسف ثقاقة التبرع بالأعضاء ليست منتشرة فى مصر، مشيرة إلى أن المواطن فى دول العالم متبرع بأعضاءه ما لم يحدث العكس فى أن يكتب أنه غير متبرع.

ولفتت وزير الصحة إلى أننا لو حاسين بالمعاناه التى يعانى منها مرضى الغسيل الكلوى مثلا، سنعمل على تفعيل التبرع لهم بتلقائية، مشيرة إلى أن الوزارة ستعمل على توجيه رسائل إعلانية وإعلامية بشأن ثقافة التبرع خلال الفترة المقبلة، وتابعت حديثها:"مش حاسين بالمرضى ...والتبرع أحسن وثقافة جيده".

وفى سياق آخر، قالت زايد إن وزارة الصحة انتهت من 20.864 ألف حالة من قوائم الانتظار فى أقل من شهرين حتى الآن.

وأضافت الوزيرة "كانت قوائم الانتظار 17.888 ألف حالة، وتم تكليفنا من قبل رئيس الجمهورية بالانتهاء منها خلال 6 أشهر، ولكننا تمكنا من الانتهاء منها فى شهرين و4 أيام إلى جانب استقبال قوائم انتظار جديدة، لنتمكن من الانتهاء من 20.864 ألف حالة حتى الآن".

وكشفت الوزيرة أنه قريبا سيتم توفير منظومة إصلاح طبي كامل للأسر المصرية تتمثل فى عمل مراكز رعاية مخصصة وحضانات، وطوارئ، وغرف عمليات، مستطردة "هذا من ضمن الأولويات مثلها مثل قوائم الانتظار".

وفى هذا السياق، أشارت زايد إلى توجيهات رئيس الجمهورية بمراجعة المخازن الإستراتيجية، وفتح مخازن الشركة القابضة والمصرية لتجارة الأدوية، موضحة أنه تم تجميع ٣ ملايين علبة لبن للأطفال، فضلا عن البدء فى عمل مخازن إستراتيجية فى الصعيد.

وجددت الوزيرة التأكيد أن قوانين الوزارة تسمح بالتعاقد مع الأطباء بعد بلوغهم سن التقاعد فى المناطق الحدودية وفى الحضر إلا أن الأطباء يفضلون التعاقد مع القطاع الخاص، موضحة أنها لحل تلك الأزمة تمكنت من تخصيص مبلغ ٥٠٠ مليون جنيه وافقت عليها وزارة المالية وذلك للتعاقد مع الأطباء خارج وزارة الصحة.

وشهد الاجتماع مشادة كلامية، حيث اعترضت الدكتورة هالة زايد، على تصريح النائب خالد الهلالي، عضو اللجنة الصحية، الذي أكد أن نسبة الوفيات في مصر بين مرضى الغسيل الكلوي يصل لنحو 30%، ووجهت الوزيرة سؤالا للنائب: من أين جئت بهذه الإحصائية هذا الرقم غير صحيح، فرد النائب: توقع ونسبة تقريبية، فاعترضت الوزيرة، قائلة: الإحصائيات لا يوجد فيها تخمينات.

وعاود خالد الهلالي الرد على الوزيرة، مؤكدا أن الوزارة هي المسئولة عن تحديد الإحصائيات والنسب، قائلا "مفيش شخط هنا وبراحه علينا شويه.. ولو أنا غلط قولى أنتى الصح"، ورفضت الوزيرة الإفصاح مجددا على سبب حالات وفيات ديرب نجم، مؤكدة أن الأمر مرهون بتقريري الطب الشرعي والنيابة، مؤكدة أن أى حديث عن إحصائيات لابد من إعلان مصدرها.

من جانبه وجّه النائب محمد السويدي، القيادي بائتلاف دعم مصر، انتقادات حادة للقائمين على مستشفي ديرب نجم بالشرقية، بسبب واقعة حدوث وفيات وإصابات بوحدات الغسيل الكلوي بالمستشفي.

وقال السويدي، ما حدث بديرب نجم، نتيجة إهمال جسيم وصل إلى حد الجريمة، منتقدًا عدم اتخاذ أي إجراءات وقائية لتأمين المرضى، مضيفا: "واضح إن مفيش مشكلة مالية، ولكن هناك خطأ إداري واضح، إدارة مستشفي ديرب نجم، لم تتخذ الإجراءات اللازمة بعدد من محطات الغسيل لتأمين المرضي.

فيما أكد النائب حاتم عبدالحميد أن الكارثة التى حدثت لمرضى الغسيل الكلوى، بمستشفى ديرب فى الشرقية تحدث فى جميع محافظات الجمهورية، فمن لم يموت أثناء الغسيل يموت أثناء عودته لمنزله من الغسيل.

وكشف عبدالحميد الذى أعلن أنه مريض بالفشل الكلوى أن السبب الرئيسى فى وفاة مرضى الفشل الكلوى ديرب يرجع لعدم قيام القائمين على وحدة الغسيل الكلوى بتعقيم الماكينات بمادة سامة تعمل على قتل الميكروبات وتنظيف الماكينات جيدًا بعد الصيانة ولكن قام مسئولى الوحدة بعمل الغسيل للمرضى دون التعقيم الجيد الماكينات بعد الصيانة.

وأضاف أن مدة صلاحية ماكينات الغسيل الكلوى 5 سنوات ولكن الموجود منها حاليا، يستخدم منذ 20 عاما، مطالبا وزيرة الصحة بمخاطبة صندوق تحيا مصر والحصول على مليار جنيه لاستبدال ماكينات الغسيل الحالية.

ولفت إلى أن عدد مرضى الفشل الكلوى فى مصر يتجاوز المليون مريض، متابعا حديثه: "أنا مريض بالفشل الكلوى وعملت غسيل أثناء تواجدى بالسعودية لأداء العمرة وبعدها قمت بكامل صحتى ولفيت حول الكعبة 7 مرات لكن انا هنا لما بغسل باطلع متكسر".

وأشار إلى أن الازمة الحقيقية التى تواجه مرضى الفشل الكلوى هى وجود نقص حاد فى الأدوية، مطالبا المستشفيات بإعداد وجبة للمرضى أثناء قيامهم بالغسيل نظرا لطول فترة الغسل التى تصل إلى 4 ساعات.

وقالت النائبة سماح سعد عضو مجلس النواب، إنه يجب تفعيل القانون في محاسبة المهملين، مطالبة وزيرة الصحة بسرعة التحرك لحماية صحة المواطنين.

وأضافت: "حضرتك بتقولي في مشكلة ضمير في مصر، وانا بقول لحضرتك كلنا معندناش ضمير، فياريت حضرتك تفعلي القانون بدل ما نقعد نقول مفيش ضمير مفيش ضمير".

وكانت الوزيرة قد اشتكت خلال الاجتماع الطارئ، من قلة ضمير بعض العاملين في القطاع الصحي، وقالت:"مفيش بني أدمين يشتغلوا، وعندنا مشكلة ضمير وعشان كده بزود عدد العاملين في قطاع التمريض خاصة من الذكور لضمان الاستمرارية وعدم المعاناة من مشاكل ما بعد التخرج للممرضات".

من جانبه، عقب الدكتور محمد العمارى رئيس لجنة الصحة ورئيس الاجتماع الطارئ على هذا الأمر، قائلًا: أطالب بحذف عبارة "كلنا معندناش ضمير"، واستطلع رأي النواب ايه؟ موافقون على الحذف، فقام عدد من النواب برفع أيديهم فأبلغ مُحضر الجلسة بحذف العبارة من المضبطة.

وشهد الاجتماع أيضا، اضطرار النائب محمد العمارى، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، لرفع الاجتماع لمدة 5 دقائق بسبب سخونة المشادات بين وزيرة الصحة والنائب سعيد حساسين، وانفعلت وزيرة الصحة على حسانين، بسبب اتهامه لوزاراتها والحكومة بالتقصير فى التعامل مع أزمات المواطنين، مطالبة النائب بعدم التعميم وإلقاء الاتهامات جزافا.

وهاجم النائب سعيد حساسين، مدير مستشفيات وزارة الصحة لعدم اهتمامهم بمعاناة المواطنين، قائلا: «بنبوس ايد ورجل مديرين المستشفيات والمديريات علشان يقبلوا يعالجوا المرضى ومفيش حد يستجيب»، فردت الوزيرة: "مكتبى مفتوح أمام الجميع وكفى هجوم على الموظفين فهم مصريين وليسوا من الهند ويبذلون قصارى جهدهم"، ومع ارتفاع سخونة المشادات بسبب انحياز عدد من النواب، لموقف النائب سعيد حساسين، اضطر رئيس اللجنة الدكتور محمد العمارى لرفع الاجتماع لمدة 5 دقائق.

ووجّه النائب محمد الشورى، انتقادات حادة لوكلاء وزارة الصحة بمحافظات الجمهورية، متهمًا إياهم بالتقصير فى أداء واجبهم، وقال النائب للوزيرة: "عايزين وكلاء الوزارة فى المحافظات يقوموا من مكاتبهم، دول دراعاتك يا معالى الوزيرة لازم يشتغلوا، للأسف الدكتور بيروح يمضى والتمريض يشيل المسئولية، الدنيا سايبة".

وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان: "اللي هيقصر هنقطع رقبته، ومحدش هيقعد غير الكفء".

وتابعت: "غير مقبول ان نقصر في تقديم الخدمة للمرضى، وشرف لكل طبيب وعامل وحتى عامل الأسانسير في المستشفى، أن يقدم خدمة لأي مريض".

وأكدت الوزيرة أن العنصر الإنساني في تقديم الخدمة أصبح غير موجود بعد دخول الدروس الخصوصية في كليات الطب، قائلة: "مهما بنينا مباني واشترينا أجهزة ومفيش الجزء الإنساني مش هنوصل للمطلوب في علاج المرضى".

واعترفت الدكتورة هالة زايد، أنها تتحمل المسئولة عما حدث في ديرب نجم، قائلة: "أنا لا أعفي نفسي من المسئولية في الحادث".