EN 
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، إن أولادنا يستقبلون عاماً دراسيًا جديدًا، يبدأ به بعضهم ويستأنف به البعض الآخر مسيرة إخراج العقول من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وهي التي تقوم عليها حضارة الأمم ، وبمقدار ما تمتلك أمة من الأمم من العلماء النوابغ، مقدار ما ترتقي وتحتل مرتبة متقدمة في ترتيب الأمم.
وأوضح «شومان» خلال خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: «استقبال العام الدراسي الجديد»، أن العلم والتعليم أطرافه من البشر ثلاثة، آباء وأبناء ومعلمون، وأغلبنا من هؤلاء، فأغلبنا أب له أبناء يتعلمون، وكثير منا كان ابنًا تعلم وتدرج في مراحل التعليم ، وبعضنا يعمل في هذا الحقل الشريف معلمًا، ولنا وقفات سريعة مع أطراف عملية التعليم، حتى تنطلق انطلاقة قوية صحيحة».
وأضاف قائلًا: فيا أيها الآباء، أدركوا قيمة تعليم أبنائكم، واجعلوها في مقدمة أولوياتكم، واعلموا أنها الاستثمار الحقيقي، وهو ما يبقى لهم لا ما تركتموه لهم من أموال في البنوك وغيرها، فمن كان يريد لابنه مستقبلًا حقيقيًا قويًا آمنًا، فليعلمه تعليمًا صحيحًا وعلمًا نافعًا، ناصاحًا: وليكن الآباء عونًا للمعلمين على أبنائكم وعلموهم أهمية العلم، وشجعوهم على الجد والاجتهاد، فهو الذي يبني عقولهم ويكون مستقبلهم.
وحذر «وكيل الأزهر»: إياكم إن كنتم من ذوات المناصب العُليا أن تتعالوا على من يعلمون أبناءكم، فمهما كان موقعكم ، فاعلم أن المعلم أرقى منكط بكثير، فلست أفضل من هارون الرشيد، الذي اتسع ملكه حتى كان ينظر إلى السحابة في السماء، فيقول لها أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك، فدفع بولديه إلى معلم يعلمهما، وأوصاه بألا يدلل ولديه، بل أعانه عليهما.
حضر صلاة الجمعة الثانية من شهر المحرم الهجري، الموافق الحادي عشر من الشهر، لفيف من علماء الأزهر والأوقاف، وذلك بالجامع الأزهر الشريف.
