الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجامعة مش بس للتعليم.. مي وميرنا وهاجر يرفعن شعار البيع داخل الكلية

مدرج بإحدى الكليات
مدرج بإحدى الكليات - أرشيفية

على غير عادة طلبة الجامعات، بدأت "هاجر" الطالبة بكلية الألسن جامعة عين شمس بيع الأدوات المدرسية بجوار منزلها الصغير بالهرم، وبحكم عملها تخلت هاجر عن حضور انطلاقة العام الدراسي وفرحة مقابلة الأصدقاء بعد غياب استمر شهورا، العمل بجانب الدراسة أمر اعتادت عليه منذ دخولها كلية الألسن قسم إسباني منذ ثلاثة أعوام.

كانت هاجر منذ أن وطأت قدماها الجامعة حريصة على العمل والدراسة، لم يكن بيع الأدوات المدرسية أول تجاربها، منذ أن دخلت الجامعة بدأت هاجر نشاطها ببيع الملابس في مدرج الكلية ، شجعها شقيقها على قرار البيع بالجامعة " اخويا قالي ايه رأيك نجيب هدوم وانتي تشتغلي معايا، وافقت وقلت له ماشي". خوض تجربة جديدة كان دافع الطالبة بكلية الألسن للبيع، كما أن هذه الدوافع لا تخلو – أيضًا – من الربح والمكسب وزيادة مصروفها " فكرة البيع في إني أجرب حاجة جديدة واكسب كمان".

التجربة كانت ناجحة كما قالت هاجر لـ"صدى البلد"، فمن خلال شبكة أصدقائها بالكلية بدأت هاجر البيع "كنت ببيع عن طريق إني بقول لصحابي معايا كذا وكذا وبأسعار أقل من برا وكانوا فعلًا بيشتروا". تعلمت هاجر من تلك التجربة بعض مهارات البيع والشراء التي قادتها إلى بيع الأدوات المدرسية حاليًا، لكن بيع الملابس بالكلية لم يستمر طويلًا إذ أدى غلاء الأسعار إلى توقف نشاط هاجر وشقيقها بالكلية " الموضوع استمر تيرم واحد بس، بطلنا نجيب لأن بعدها بفترة تقريبا أسعار الحاجات رفعت أوي فالموضوع كان خلاص ملوش أهمية".

بعد قرار البنك المركزي لتحرير سعر الصرف بدأت الأسعار في الارتفاع، تأثرت هاجر وشقيقها بسبب ذلك خاصة أنهما كانا يشتريان الملابس جاهزة بسعر مرتفع" التعويم أثر في إن الحاجه كده بنشتريها بسعر غالي وهنضطر نبيعها بسعر أغلى فمحدش هيشتري وإحنا مش هنكسب". توقفت هاجر عن البيع داخل الكلية بعد التعويم، إلا أنها عادت من جديد إلى البيع لكن بعيدًا عن الجامعة، ومعاونة شقيقها في بيع الأدوات المدرسية.

لا يختلف الأمر مع "ميرنا" الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة كثيرًا، إلى جانب دراستها تعمل في الصناعات اليدوية "الهاند ميد"، عبر صفحة على موقع فيسبوك تستقبل ميرنا طلبات أصدقائها بالجامعة " في صفحة خاصة بعرض عليها شغلي في التطريز لأغراض الخطوبة وكتب الكتاب لأن معظم طالبات الجامعة بيحتاجوها عشان دي فترة خطوبة وجواز"، إلى جانب "التطريز" تعمل ميرنا في تفصيل الفساتين وصناعة أطواق الورد والعرائس وأطباق الحلوى.

كان العمل بجانب الدراسة لا يروق في باديء الأمر لأهل ميرنا " لكن مع الوقت بدأو يشجعوني ويدعموني". فكرة الاستقلال والاعتماد على الذات كانا هما دافع ميرنا للإصرار على البيع منذ أن كانت طالبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية ثم الجامعة " الاستقلال هو السبب إني استمر وابيع، وإني أكون مستقلة، واعرف انتج، خاصة أن الدنيا مبقتش مستحملة، وعندي متطلبات شخصية عاوزاها فمش كل حاجة هطلبها من البيت واحمل أهلي فوق طاقتهم".

منتجات ميرنا من الـ "هاند ميد" كانت تعرضها لأصدقاء الجامعة في الكلية، لكن مع مرور الوقت أصبحت ميرنا تعرض المنتجات للجميع، لم تساعدها الجامعة في استمرار عرض منتجاتها داخلها، نظرة الطالبات لها كانت غير مشجعة لها على الاستمرار " الجامعة بقت تنقل لي شعور مش كويس، بقى صعب إني أعرض منتجاتي هناك، في ناس بتحسسني دايمًا إني محتاجة عشان كده بشتغل، لأن الجامعة فيها كل التصتيفات، الغني والفقير، لكن في الحقيقة أنا ببيع من غير سبب ومش محتاجة". رغم ذلك لم تتوقف ميرنا عن البيع " مش هحط نظرات الناس في اعتباري".

يحدد جدول المحاضرات الأوقات التي تعرض ميرنا فيها منتجاتها" جدولي وطلبات الدكاترة هما اللي بيحدد وقت الشغل". على حسب مواعيد المحاضرات تقوم ميرنا بصناعة مستلزمات البيع منزليًا في وقت فراغها "جدول المحاضرات مواعيده بالليل، فدي اكثر حاجة مش مساعداني لأني بروح الساعة 10 باليل فهيكون صعب إني اشتغل واروح الجامعة الصبح".

مثل "هاجر" تأثرت ميرنا بقرار تحرير سعر الصرف، فتوقفت عن صناعة بعض الأشياء بسبب ارتفاع أسعارها وعدم جدوى العائد المادي، فتوقفت على سبيل المثال عن صناعة العرائس بعدما أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة سعر خامات العرائس "أصبح صعب جدا اصنع عروسة لأنها بتكلفني خامات مثلا بـ 200 جنيه، وسعر البيع هيكون 320 وده صعب ان بنت تشتري عروسة في الجامعة بالسعر ده لأن فيه ضروريات أهم مثل الكتب والملازم".

إلى جانب ميرنا وهاجر، تسكن " مي" الطالبة بجامعة الأزهر في المدينة الجامعية للبنات في كفر الشيخ، مع بداية العام الدراسي تنطلق مي إلى الجامعة، تبدأ في حضور المحاضرات، وإلى جانب ذلك تعرض منتجاتها من إحدى شركات مستحضرات التجميل والصناعات اليدوية إلى الطالبات الأخريات داخل المدرج.

البيع داخل مدرجات كلية الدراسات الإسلامية مسموح به " لأنه بيكون بين المحاضرات مش وقتها". تعمل مي في أوقات الدراسة فقط طمعًا في عائد مادي يساعدها على مصاريف ومستلزمات شخصية، أصبحت معروفة بين بنات دفعتها ببيع المنتجات " أنا طريقة بيعي بتكون في المدينة الجامعية، ولأصحابي في المدرج إللي يعرفوني كويس".

كان هدف مي من البيع في باديء الأمر هو التسلية، لكن عندما وجدت أن الأمر يساعدها ماديًا واصلت في ذلك لتخيفف الأعباء الاقتصادية عن كاهل والدها خاصة أن لها شقيقان" اللي بيعود علي من البيع بيساعدني أشتري اللي بحتاجه، لأن مش كل شوية هقول لوالدي على فلوس، المصاريف كثير والحياة غالية".

العمل لا يعطل مي عن المحاضرات والمذاكرة " الشغل مش بياخد وقت كثير، في الأول بخلص مذاكرة وبعدين بشوف الشغل". كما أن فكرة عملها وجدت ترحيب من والد مي الذي لم يعترض على ذلك " لو كان البيع عطلني عن المذاكرة بابا مكنش هيوافق".