الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب : كارثة اليوم الدراسي

صدى البلد

كارثة مرتقبة بسبب تغيير مواعيد اليوم الدراسي بكافة المدارس الابتدائية الحكومية والذي اتخذه وزير التربية والتعليم مع بداية العام الدراسي الحالي وهو انتهاء اليوم الدراسي في تمام الساعة الثانية والنصف عصرا ومن ثم علي الاطفال والاولاد الذين هم في الصفوف الاولي الابتدائية حتي الصف السادس والذين يعدون بالالف في المدرسة الواحدة وفي فصول محدودة وصغيرة الحجم وبها 100 تلميذ علي الاقل ولا ينزلون الي الحمامات المتهالكة والتي لا توجد بها مياه وأحوال سيئة للغاية ومباني متهالكة لهذه المدارس ,

ومن ناحية اخري سوف يساعد هذا الوضع المتدهور والمتدني لمدارسنا الحكومية الي سرعة انتشار الامراض بين التلاميذ في المدرسة لكثافة الفلوس وسوء التهوية والحر الشديد وعدم وجود عمالة كافية في مدرسة قوامها 5 الاف تلميذ كمدرسة المقطم للتعليم الاساسي علي سبيل المثال والتي يظل اولياء الامور يتشاجرون ويهتفوا ويكسرون ابواب المدرسة لاخراج ذويهم وابنائهم منها للحفاظ عليهم من انتشار الامراض بين الاطفال ورغم ذلك عليهم ان يبقوا في هذه المدرسة بكل ما فيها من اوبئة وامراض معدية بين التلاميذ وعدم وجود وقاية من امراض العدوي او احتياطات صحية .

فضلا عن عدم وجود مدرسين فهناك عجز في المدرسين حتي الساعة الثانية والنصف وقبيل العصر بالرغم من انتهاء الحصص فعليا في تمام الساعة الثانية عشرة الا ان معالي وزير التربية والتعليم الهمام كان له رأي اخر اتخذه وهو جالس في التكييف كعادته وكذلك باقي المسئولين دون ان ينزلوا علي ارض الواقع ليعرفوا جيدا الحقيقة وهو لابد من الحضور في تمام السابعة والانصراف في الثانية والنصف دون مراعاة ان هناك اطفالا صغارا لا يستطيعون البقاء في مكان به 100 تلميذ في الفصل الواحد لمدة 8 ساعات متواصلة دون وجود فترة ترويح وهي ما يطلق عليها "الفسحة" ودون وجود مياه للشرب او للصرف الصحي ودون وجود مدرسين ومشرفين علي الادوار الامر الذي سيسبب بلا شك كوارث لم تحدث حتي الان بسبب القرار الارعن الذي اتخذه الوزير دون دراسة حقيقية لهذا الامر .

فنحن دائما اعتدنا علي الخروج من المدرسة منذ سنوات طويلة في تمام الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة ولم يحدث ان كان الخروج في الثالثة خاصة ان المدرسة المذكورة فترة واحدة وليست فترتين الامر الذي يزيد من صعوبة الامر ان الاعداد كبيرة جدا في المدارس الحكومية والتي تصل الي اكثر من 10 الاف تلميذ في مدرسة واحدة للتعليم الابتدائي مثل مدرسة المقطم وغيرها من المدارس المجاورة وربما هي المدرسة الوحيدة للتعليم الاساسي الموجود في الهضبة العليا بالمقطم بينما هناك مدارس للاعدادي وثانوي ..!

اولياء الامور لا يعرفون الي اين تتجه بالشكوي من اجل تعديل هذا القرار بان ينتهي اليوم الدراسي والمعاناة اليومية المفروضة عليهم الي ما كان عليه من قبل ! وربما هذا القرار العجيب الذي اتخذه الوزير لن يقضي علي ظاهرة تسرب المدرسين الي العمل بالدروس الخصوصية والمجموعات المدرسية لان الامر اعمق من هذا بكثير فالمدرس الذي يحصل علي راتب ضئيل لا يكفي للعيش الكريم ربما تتوقع منه اكثر من هذا وصورة الدروس الخصوصية المنتشرة في المجتمع هي نتيجة عادلة لفشل الدولة في حل موازنة توفير حياة كريمة للمدرس شأن الدول الاخري التي ترتقي بالمعلم وشأنه ومكانته ولا تهينه وتجعله يبحث عن الدروس الخصوصية والمجموعات من اجل ان يعيش كانسان فقط وبين ان يقوم بواجبه مع التلاميذ كما ينبغي وكما يحتم عليه ضميره واخلاقياته والرسالة التي يقوم بها ولكن سياسات الحكومات السابقة فشلت في هذا الامر !

نحتاج الي معايشة للواقع الدراسي بدلا من اخذ القرارات عبر الغرف المكيفة والوزارة لابد من تحرك الوزير وعمل زيارات ومتابعة طوابير المدرسة ومواعيد انتهاء اليوم الدراسي الذي ينبغي الا يتعدي الثانية عشرة باي حال من الاحوال وان تكون هناك دورات مياه صحية وادمية لاولادنا وان تكون هناك عمالة كافية في المدارس الحكومية ومدرسين يتم توفير حياة كريمة لهم بشكل لا يجعلهم يلهثون وراء اعطاء الدروس الخصوصية والمجاميع حتي يستطيعوا العيش الكريم ونموذج مدرسة المقطم لابد ان يحظي بزيارة حكومية من قبل الوزير لان جميع المتناقضات تجمتع في هذه المدرسة والادارة هناك تفعل ما عليها وفق الامكانيات المتاحة من منطلق المثل الشعبي " الشاطرة تغزل برجل حمار " وتؤدي الادارة دورها كما ينبغي وفق الامكانيات المتاحة ولكن الكوارث ربما تأتي قريبا اذا لم تتدخل الوزارة لحماية المدارس الحكومية ومتابعتها بجدية وتعديل التوقيت انتهاء الدراسة حماية لاطفالنا قبل ان تقع الفأس في الرأس !