الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. راندا رزق تكتب:السيسي وخارطة الطريق واسترداد مكانة مصر في المجتمع الدولي

صدى البلد

بكل الفخر والاعتزاز تسمرت أمام شاشة التليفزيون لمشاهدة كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، وكنت شديدة الفخر بكون كلمة الرئيس السيسي ضمن أول 37 كلمة على جدول الأعمال في اليوم الأول للاجتماعات المستمرة حتى الأول من أكتوبر.

في الحقيقة إن وقع ما حققته مصر من تأثير إقليمي ودولي خلال فترة رئاسة الرئيس السيسي يلقى صدى واسعا في الأوساط الدولية، ويقابل باحترام شديد، فنجاح مصر في تحقيق الاستقرار الداخلي انعكس بشكل فعال على المنطقة بأثرها، ونحن نرى مظاهر الحلحلة في سوريا والعراق وليبيا، بفضل ما حققته مصر من استقرار للمنطقة.

وكنت شديدة الاعتزاز بكلمة الرئيس التي اتسمت بالقوة، خاصة حين بدأ كلمته بتوجيه اللوم إلى المنظومة الدولية، متحدثًا عن الخلل الذي يعتري أداء هذه المنظومة في الفترة الأخيرة ومطالبًا جميع الدول بالاعتراف بوجود هذه الخلل، وأن أي خلل يطرأ على أداء المنظومة الدولية سينعكس دون شك على مصادقية الأمم المتحدة أمام الشعوب، وهنا بدت القوة على صوت الرئيس وملامحه في الوقت الذي أنصت الجميع لسماع كلماته بعناية شديدة.

وناقش الرئيس بكل حسم أمام العالم رؤية دول منطقتنا للأمم المتحدة في السنوات الأخير، وكيف لهذه الشعوب أن تلمس أهمية لدور هذه المنظمة العالمية وهم محاطون بالتفكك والانهيار والصراعات الطائفية والمذهبية، وهنا ألقى الرئيس حجرا في المياه الراكدة، وكأنه يقول للمجتمع الدولي برؤسائه المجتمعين ما جدوى هذه النقاشات ما دامت غير قادرة على تحقيق الاستقرار والسلام في المناطق الساخنة حول العالم.

وانتقل الرئيس إلى طرح رؤية مصر بشأن استعادة الأمم المتحدة لدورها وفعالياتها، والتي تتمحور حول ثلاثة مبادئ، وأكد الرئيس أن أول هذه المبادئ هو تأصيل مبادئ المواطنة والديمقراطية والمساواة، فلا يمكن لدول تقع تحت وطأة التفكك والنزاعات الأهلية والطائفية أن تكون مصدرًا بأي شكل من الأشكال لاستقرار الأوضاع الملتهبة في مناطق الصراع.

وفي خضم حديث فخامة الرئيس عن دعم المواطنة والمساواة حول العالم، تطرق إلى قضايا المنطقة العالقة في سوريا اليمن وليبيا والقضية الفلسطينية، وأكد الرئيس أنه لا مخرج من تسوية هذه الكوارث الإنسانية إلا باستعادة الدولة الوطنية والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها، مؤكدًا أن مصر في طليعة الدول الساعية للحل السياسي في المنطقة، وأن حل القضية الفلسطينة مرهون بحصول الفلطسينين على حقهم في إقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية.

وقال الرئيس إن تصور مصر لاستعادة الأمم المتحدة مكانتها يتضمن مبدأين آخرين، أولهما الالتزام بإيجاد حلول سلمية مستدامة للنزاعات الدولية، فهى المبرر الأساسي لنشأة الأمم المتحدة، وعلى الرغم من جهود المنظمة الدولية في نزاعات عديدة مثل جنوب السودان وأفريقيا الوسطى ومالي، إلا أن الإضرابات هناك مازالت ناشئة، وثانيهما فهو الالتزام بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بوصفها الشرط الضروري لنظام عالمي مستقر، وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية.

في رأيي أن يقف رئيس مصري بكل هذه الثقة ليواجه الأمم المتحدة بتراجع دورها المأمول، بالإضافة إلى طرح حلولا مصرية خالصة تساعد هذه المنظمة العالمية على الخروج من مأزقها، واستردادا مصادقيتها لدى الشعوب لأمر رائع يستحق الفخر والاعتزاز بالمكانة التي أصبحت مصر تتبوأها في المجتمع الدولي في عهد الرئيس السيسي.

حقيقة يمكنني القول بكل ثقة إن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نجحت في إعادة صياغة سياستها الخارجية بما يتناسب وحجم مصر الحقيقي وأهميتها في المنطقة، الأمر الذي أجبر المجتمع الدولي على احترام مكانتها وقدرتها على حلحلة تعقيدات منطقة الشرق الأوسط، ما جعل مصر لاعبًا رئيسيًا مؤثرًا في الساحة الإقليمية والدولية.