الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مارتينا مدحت تكتب: أستطيع بالطبع

الكاتبة مارتينا مدحت
الكاتبة مارتينا مدحت

أستطيع بالطبع أن أقُص على مسامعك العديد من الحكايات التى لم تظن يومًا أنه -ربما- ستستطيع إليها سبيلًا، كما أستطيع أن أقول العديد من النكات فى أشد لحظاتى حزنًا و توترًا، أستطيع أن أشدّ على يدك فتلتمس دفئَا وتعضيضًا فى الوقت ذاته الذى ترتعش فيه يدىّ وتعتريهما برودة مُختبئة بالأطراف.

أستطيع أن أدع العالم وشأنه ولا أكترث البتة ولا أُلقى بالَا لشئ، بعدما كنت أحمل هذا العالم على ظهرى وأسير به لا عليه، أستطيع أن أنزع الخوف من قلبك وأزرع عوضًا عنه طمأنينة وسكينة، أن أواجهه مواجهة كاملة، وجهًا لوجه، وأقف أمامه فى عتادة الجبال، وأنا أعلم فى قرارة نفسى أن الخوف يحتل جزءًا منى ليس بقليل.

أستطيع تذكر جيدًا كل النقاشات الأخيرة للتمسك بعلاقة ستنتهى، وكل اللحظات الأخيرة فى إنتظار ما لن يأتى والقدرة التى إكتسبتها من "أواخر الأشياء" لإقتلاع جذور كل ما كان بداخلىي، الذى لم يصبح له اليوم مكانًا وطَوَى حدته النسيان.

أرى أمامى كل تلك الليالى التى ناجيت فيها بحماسة صادقة ومحبة خالصة وإيمان تام الأشخاص الخطأ، أسمع فى أذنى كل تلك الأصوات التى ظننت يومًا أنها سترافقني لنهاية الطريق وكيف إلتمست فيها حميمية غير معهودة.

أتذكر كل الجمال المخادع وما أخفاه وراءه من قساوة وغدر وعدم إخلاص وكل الأغانى التى ملكتني وعشت بداخلها كثيرًا ثم نسيتها تمامًا، وأثر ما تركه كل ذلك فى قلبي وروحي من ألم بسبب حب حملته فى قلبي لأشخاص إضطروني أن أقطع طرقًا طويلة للإبتعاد عنهم.

قد يُخدش الإيمان ويُحارب، فنُؤذى ويكون الجرح غائرًا عميقًا ولا يتوقف عن النزف ويصعب إلتئامُه، ليس من السهل أن ينهار لنا ثابت عظيم قد آمنّا به كثيرًا دونًا عن سواه، قد نتمايل بين المتناقضات ولكننا نعلم جيدًا ما نحن بحاجة إليه، ما نريده وما نبحث عنه.

رغم كل شئ لم يسلبنى ذلك الألم، الفرح بكل جميل وإن كان مؤقت والإستعداد التام للمقامرة بكل شئ إذ تطلب الأمر، إستطعت وسط صخب هذا العالم، وفى غفلة منه أن أقتنص الكثير من اللحظات الآمنة التى لا يمكن لأحد إنتزاعها منى.

فا أنا أستطيع أيضا أن أُغمض عينىّ واتسلل إلى كل تلك الأيام التى ضاقت فيها الكلمات ولم تستطع وصف مدى فرحتي فيها وبها .