الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أميرة خلف تكتب..حرب أكتوبر إرادة شعب

أميرة خلف تكتب..حرب
أميرة خلف تكتب..حرب أكتوبر إرادة شعب


يحتفل الشعب المصرى فى ذلك الوقت من كل عام بذكرى أغلى وأكبر وأعظم إنتصار فى تاريخ البشرية المصرية إنتصار السادس من أكتوبر، فهو يوم لا يُنسى حَقَقَ فيهِ خير أجناد الأرض الأبطال ما انتظروُه على مدار 6 سنوات منذ هزيمة 67 وانتصروا على الجيش الإسرائيلى فتمكنوا من عبور قناة السويس في الجهة الجنوبية وتدمير خط بارليف ، وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلي ، وكسر شَوكتهم الذين سقطوا قتلى وأسرى على يد جيش مصر العظيم لتتهاوى معه " أسطورة الجيش الذى لا يُقهَر وليَعرف العالم كله حقيقة جيش إسرائيل

إننا عندما نتحدث عن حرب أكتوبر .. فنحن نتحدث عن بسالة وإرادة شعب .. نتحدث عن الجيش المصرى العربى .. الوطنى العروبى بلا منازع .. كما أن الحديث عن هذه الحرب وما سبقتها من حرب فترة الاستنزاف (1967ـ 1970) هو حديث عن إرادة التحدى والصمود كمفتاح للإنتصار وتحقيق إنجاز حقيقى لايقبل الشك أو التزوير والتلاعب التاريخى ، كما أنه يمثل بارقة الأمل فى مستقبل مضمون.


لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية استطاعت فيها مصر أن تُحَقِق انتصارًا عسكريا على إسرائيل بل كانت اختبارًا تاريخيًا حاسمًا لقدرة الشعب المصري على أن يُحوِّل حِلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى حقيقة لقد ظل هذا الحلم يُؤرق كل مصري من العسكريين والمدنيين الرجال والنساء .


تلك الحرب التى تحملت فيها القوات المسلحة المسئولية الأولى وعبء المواجهة الحاسمة وكانت إنجازًا هائلا غير مسبوق ، إلا أن الشعب المصرى بمختلف طوائفهُ وفئاتهُ كان البطل الأول للحرب وتحقيق نصر أكتوبر ، حتى أن تلك الحرب المجيدة يطلق عليها " حرب الشعب المصرى " كله حيث لا تُوجد أُسرة مصرية لم تُقدِم شهيدًا أو مصابًا أو مقاتلًا فى تلك الحرب.


ويُعتَبر الشعب المصرى البطل الحقيقى فى تلك الحرب لأنه استطاع فى زمن قياسى تجاوز مِحنة النكسة وما حدث فى 1967، فرغم الحزن الشديد إلا أنه ما لبِثَ أن ساند النظام وأرجع النكسة إلى ما كان عليه من تآمر القوى الاستعمارية ، ومن هُنا رفض الشعب تنحى الزعيم جمال عبد الناصر وأصر على بقائهِ ليواصل المسيرة وتحقيق النصر .



كما أكد الخبراء العسكريون أنهُ لولا حرب الاستنزاف لاستمر الحال على ما هو عليه ، ولكن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية استطاعت من خلال عمليات الاستنزاف التعرف على كل قدرات وإمكانات العدو فى مختلف الأسلحة سواء الجوية أو البرية أو البحرية والمدرعات والمدفعية ، وهو ما مَكن القوات المصرية من تطوير أداء ومعدلات السلاح الذى تملكه .

لقد تَولَّد شعور وطنى لدى الشعب أن ما أُخِذ بالقوة لا يُستَرد إلا بالقوة وبَدأ الإعداد لمعركة الكرامة ورد الاعتبار ، وتُشير وقائع الأحداث إلى أن الفترة التى فصلت بين 5 يونيو 67 ويوم 6 أكتوبر 1973 كانت تُنبأ بحدوث العبور العظيم.


فقد بدأ الجيش المصرى بتجميع المعلومات عن طريق الكمائن المصرية شرق قناة السويس ، حيث أفادت بأن الجندى الإسرائيلى لا يتمكن من إبداء أيةَ مقاومة تُذكر عندما يَدهمهُ هجوم مفاجئ ، مما ساعد الدوريات المصرية على تنفيذ مهَامِها المحددة بالسرعة والدقة المطلوبتين ، والدرس الأهم الذى تم استخلاصه هو أن الوسيلة الوحيدة لتحطيم خط بارليف هى الاقتحام المباشر بواسطة أفراد المُشاة بعد توفير وسيلة العبور الآمنة لهم من غرب القناة إلى شرقها

لم يكن إنشاء خط بارليف لاعتبارات دفاعية فقط تبتغيها إسرائيل ، وإنما كان الهدف سياسيا فى المقام الأول دون النظر لأى اعتبارات عسكرية ، فالمهم هو فرض أمر واقع على الأرض وإظهار جدية التمركز بطول خط المياه على حافة قناة السويس مباشرة ، ولم يرد فى ذهن إسرائيل أن مصر يمكن أن تمتلك خيارات وبدائل للتعامل مع خط بارليف الذى كانوا ينظرون إليه فى تل أبيب على أنه رمز القوة الإسرائيلية التى لا تقهر.


وكان هناك شبه إجماع بين معظم الخبراء العسكريين فى العالم بأن عملية العبور واقتحام خط بارليف شبه مستحيلة ، و وسط هذا المناخ وفى ظل حالة اللاسلم واللاحرب بعد توقف حرب الاستنزاف اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب.

ومما لا يدع مجالا للشك، فإن فكرة العبور حَدثًا تَنبهر له العقول ، فضلًا عن عبقرية التخطيط ، فإن قدرة مصر على خداع الجميع كان من أهم عوامل تمكين القوات المصرية من أداء مهامها بامتلاك كامل لزمام الأمور وحرمان إسرائيل من أية ضربة مضادة


كما يرى المراقبون أن نصر أكتوبر أعادَ رسم خريطة القوى فى العالم ، فلم تكن حرب أكتوبر مجرد حرب للعبور وتحرير الأرض لكنها كانت نقطة تحول كبرى فى تاريخ أمة بأكملها ، لقد عَلا الصوت العربى وأفاق العالم أجمع على قوة المصريين والعرب وأحست أوروبا والولايات المتحدة بالقلق من ذلك السلاح الخطير الذى استخدمه العرب ضدهم ، وهو سلاح البترول الذى سار متوازيًا مع انتصار أكتوبر ، وأدرك الجميع أن العرب حينما يَتحدون يستطيعون مواجهة أية قوة ظالمة .


وعلى أية حال، خلاصة القول ، أنهُ علينا أن نتعلم من حرب أكتوبر الدرس ألا وهو " لقدرة على الصمود والانتصار ، وتوليد الأمل فى حياتنا المدنية لحل كل مشكلاتنا الداخلية بالاعتماد على الذات وخيار أن الشعب هو الحل وليس أى خيار آخ ر.

وهنيئا لجيشنا الوطنى فى ذكرى انتصار أكتوبر المجيد ، والذي يُعتبر من أهم الحروب فى القرن العشرين بشهادة كبار المؤرخين واعترافات قادة اسرائيل أنفسهم والقادة العسكريين فى العالم أجمع .


وفى النهاية أُؤكد أن حرب أكتوبر كانت نصرًا عظيمًا للعرب ، فما حدث فى أكتوبر 73 لم يحدث فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى كله ، حيث أكدت شهادات العدو على قدرة الإنسان المصرى على العطاء والمقاومة ومعايشة الأهوال لتحقيق الأهداف الكبرى .