الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء عبد الحسيب يكتب : مراحيض الشاشات !

صدى البلد

يبدو أن السقطات والتجاوزات الكارثية التي يصّدرها لنا كل يوم مغتصبو مهنة الإعلام علي الشاشات أصبحت أمورًا معتادة.. لا تلفت انتباهنا طويلًا ولا تثير مشاعرنا التي تكبلت بالبلادة والبرود.. بل لا يتعدى كونها أكثر من «تويتة» أو «بوست» علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ينتهي أمرهما مع حلول ظلمة الليل.. بعد أن تصّدر الجاهلون والمدعون زورًا بـ«الإعلاميين» المشهد في مهنة الإعلام من العاطلين وباحثى الشهرة، وسط غياب تام من أولى الأمر المكلفين بإدارة شئون هذه المهنة.

سياسي يهين الآخرين على الهواء مباشرة ويسبهم بأبشع الألفاظ والاتهامات الخادشة للحياء دون أن يخشى أحدًا.. و«مذيعة» تطل علينا في ذكرى قومية كبيرة بزي عارٍ وعار علي المكان والمهنة التي تنتمي إليهما، ولا يليق مظهرها المستفز بالحدث الجلل الذي تحتفل مصر بذكراه ويعيد إلى أذهاننا انتصارات وبطولات وعودة أرض مغتصبة استردت بدماء المصريين.. وهذه أيضًا برامج خرجت من رحم قنوات «بير سلم»، يسب مقدموها هذا ويمدحون ذاك.. يتحدثون عن قضايا وملفات في غاية الخطورة، ويستضيفون ضيوفًا غير مؤهلين للحديث عن هذه القضايا المثارة.. من المستفيد؟ .

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام اتخذ مؤخرًا قرارات عقابية بوقف قنوات عن البث لفترة معينة، وأصدر قراراته بمنع شخصيات من الظهور.. لكن يبدو أن هذه الإجراءات غير كافية لإصلاح المنظومة ووقف المهازل التي تحدث علي شاشات التليفزيون من سقطات وألفاظ بذيئة بل وأحيانا الاشتباك بالأيدي علي مرأى ومسمع الجميع من المشاهدين صغارًا وكبارًا حتى أصبحت كـ«مراحيض» تصّدر مخلفاتها للجميع.. بل إن الأمر يحتاج إلى إجراءات أكثرة قوة.. وقرارات استثنائية تتناسب مع الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، علي رأسها منع غير المتخصصين من الظهور إعلاميًا، وإغلاق قنوات «بير السلم» التي لا تقدم أي مادة ذات قيمة للمشاهد ولا تفيد المجتمع من أي نقاش.

قانون تنظيم الصحافة والإعلام الجديد الذي وافق عليه مجلس النواب نهائيًا وصدق عليه الرئيس.. عرف في مادته رقم «1» مسمى «الإعلامي» بأنه منصب جائز لكل من يحمل عضوية بجداول نقابة الإعلاميين.. وفي المادة «17» نص القانون علي أن يلتزم الإعلامي في أدائه المهنى بالمبادئ والقيم التى يتضمنها الدستور، كما يلتزم بأحكام القانون وميثاق الشرف المهنى أو الوسيلة الإعلامية المتعاقد معها، وبآداب المهنة وتقاليدها بما لا ينتهك حقًا من حقوق المواطنين أو يمس حرياتهم.. وفي المادة «19» يحظر القانون علي الوسيلة الإعلاميـة بث أخبار كاذبة أو ما يدعـــو أو يحرض على مخالفة القانون أو إلى العنف أو الكراهية، أو ينطوى على تمييز بين المواطنين أو يدعو إلى العنصرية أو التعصب أو يتضمن طعنًا فى أعراض الأفراد أو سبًا أو قذفًا لهم أو امتهانا للأديان السماوية أو للعقائد الدينية.

ورغم كل هذه الثوابت التي وضعها القانون الجديد لضبط منظومة العمل الإعلامي إلا أن هذا القانون ما زال حبرًا على ورق.. وما زالت السقطات والتجاوزات تسبح في عالم الميديا وتتصدر برامج «التوك شو» بشكل يسيء لمصر بشكل عام وللمهنة بشكل خاص.. هل ننتبه لخطورة الموقف ؟ .