منذ عام ونصف العام تقريبا، كانت "رحمة" الطالبة بجامعة الأزهر تجلس تتصفح موقع "فيسبوك" كعادتها تكتب تارة منشورًا على صفحتها وتعلق على إحدى صديقاتها تارة أخرى، لتقع أمام عينها إحدى الصفحات المتخصصة في بيع الزواحف، ليراودها فضولها كثيرا للدخول والنظر فيما يجرى، لتجد عالمًا آخر لا تدري عنه شيئا، بعيدًا عن القطط والكلاب والعصافير.
أسماء وأشكال متنوعة للزواحف جديدة على مسامع الفتاة العشرينية، لتبدأ بجدية التفكير في هذه المخلوقات ومتابعة كل ما يكتب بشأنها، لتتخذ بعدها خطوتها الجدية الجريئة وتذهب لشراء حرباء بعد أن أدخرت من مصروفها 80 جنيها ثمنها، لتتغير حياتها مع دخول هذا الكائن غير المألوف قلبها ومنزلها.
الأمر كان
صعبًا عندما دخلت رحمة المنزل، وفي يديها كيس قماش يحتوي على حرباء، فهي تعلم رأي
أسرتها حول هذا الأمر سابقا، لتواجه ما توقعته وهو الرفض التام لاستقبال هذا
الكائن خشية أن يكون سامًا ومؤذيًا، لكن تبدلت مشاعرهم سريعا، بعد أن وجدوا معها
الألفة والسلام فهي تجلس في هدوء داخل صندوق زجاجي تتغذى على الحشرات والدود فقط،
فيما تغير حال الفتاة لتهوى الزواحف وتبدأ في اقتناء حيوان آخر، لما وجدته من
سهولة في تربية الزواحف، لتختار الضب الشبيه بالتمساح ليكون رفيق دربها، وثعبان
استقبلته لمدة يوم واحد فقط، بعد الذعر الذي أصاب أهلها عند رؤيته رغم أنه صغيرا
وليس سامًا.
"كتكوت" اسم النسناس الذي اقتنته "نغم"، البالغة من العمر 24 عاما، ليؤنس أيامها، برغم من أن الأمر كان مكلفا جدا حيث تم استيراده من أحد البلاد الأفريقية، للتأكد من خلوه من أية فيروسات وأمراض، فيلزم عند دخوله البلاد أن يكون معه الشهادات الطبية التي تؤكد سلامته.
استكشاف هذا
الحيوان واستضافته في المنزل ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كان رضيعًا، هكذا تقول
"نغم"، حيث استقبلت "كتكوت" وهو في عمر 5 أشهر، وبالطبع كان
يحتاج إلى معاملة خاصة ومختلفة بعض الشئ عن القطط والكلاب، مؤكدة أنه حيوان أليف
جدا، يحب الاهتمام، لكنه يحتاج إلى رعاية دائما، وجلوس أحد معه طوال الوقت، لما
يتسم به من حبه للتسلية واللعب والقفز في كل مكان، ليتعاون شقيقها وزوجته معها في
الأمر.
على مدار الأيام نشأت بين نغم ونسناسها، علاقة حب وطيدة، مثل الأم وطفلها، فتؤدي دورها على أكمل وجه تقرأ الكثير عن حياته وكيفية تربيته، للحفاظ على روح هذا الكائن، وسعادته، فتجهز له طعامه الذي يجب أن يخلو من اللحوم النيئة، لعدم إصابته بتعب، وتهتم بنظافته دائما واللعب معه، وشراء ما يحتاجه من بلوفرات صوفية في الشتاء وأدوات للنظافة، كما خصصت صفحة شخصية على موقع "فيسبوك" له ونشرت صوره عليها.
ومن النسناس
للتماسيح، بدأت سمر حسين، 32 عاما، تجربتها مع تربية تمساح، منذ سنتين، عندما مرت
بموقف صعب وقاس دفعها لقهر خوفها، واختيار حيوان مفترس ليعلمها ولو جزءا بسيطا من
المكر، بعد أن كانت تهوى تربية اليمام والعصافير والسلاحف الأليفة.
ولكن شغف سمر
لم يقاومه رفض والدتها، فاشترت تمساحا صغيرا مرة ثانية، واستضافته في حجرتها،
لتعيش معه وقتًا لطيفا قضت به على مخاوفها.