الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسناس وتمساح وحرباء.. رفاق درب 5 فتيات.. قصة حب من نوع آخر.. صور

صدى البلد

منذ عام ونصف العام تقريبا، كانت "رحمة" الطالبة بجامعة الأزهر تجلس تتصفح موقع "فيسبوك" كعادتها تكتب تارة منشورًا على صفحتها وتعلق على إحدى صديقاتها تارة أخرى، لتقع أمام عينها إحدى الصفحات المتخصصة في بيع الزواحف، ليراودها فضولها كثيرا للدخول والنظر فيما يجرى، لتجد عالمًا آخر لا تدري عنه شيئا، بعيدًا عن القطط والكلاب والعصافير.



أسماء وأشكال متنوعة للزواحف جديدة على مسامع الفتاة العشرينية، لتبدأ بجدية التفكير في هذه المخلوقات ومتابعة كل ما يكتب بشأنها، لتتخذ بعدها خطوتها الجدية الجريئة وتذهب لشراء حرباء بعد أن أدخرت من مصروفها 80 جنيها ثمنها، لتتغير حياتها مع دخول هذا الكائن غير المألوف قلبها ومنزلها.


الأمر كان صعبًا عندما دخلت رحمة المنزل، وفي يديها كيس قماش يحتوي على حرباء، فهي تعلم رأي أسرتها حول هذا الأمر سابقا، لتواجه ما توقعته وهو الرفض التام لاستقبال هذا الكائن خشية أن يكون سامًا ومؤذيًا، لكن تبدلت مشاعرهم سريعا، بعد أن وجدوا معها الألفة والسلام فهي تجلس في هدوء داخل صندوق زجاجي تتغذى على الحشرات والدود فقط، فيما تغير حال الفتاة لتهوى الزواحف وتبدأ في اقتناء حيوان آخر، لما وجدته من سهولة في تربية الزواحف، لتختار الضب الشبيه بالتمساح ليكون رفيق دربها، وثعبان استقبلته لمدة يوم واحد فقط، بعد الذعر الذي أصاب أهلها عند رؤيته رغم أنه صغيرا وليس سامًا.


 لم تكن رحمة الأولى التي تغير تفكيرها وتربي حيوانا غير مألوف، فيوجد كثير من الفتيات غيرن اتجاههن بعد أن وجدن في هذه الحيوانات، أمانا وسكنًا وصداقة عكس المتوقع والمعروف عنهم، وهذا انطبق على نغم سامي، التي كان حلم حياتها أن تربي نسناسًا أو شمبانزي منذ صغرها، لتناقش الأمر مع شقيقها محمد، ووالدتها اللذان شجعاها على اقتناء نسناس حتى تحقق الحلم منذ 6 أشهر.


"كتكوت" اسم النسناس الذي اقتنته "نغم"، البالغة من العمر 24 عاما، ليؤنس أيامها، برغم من أن الأمر كان مكلفا جدا حيث تم استيراده من أحد البلاد الأفريقية، للتأكد من خلوه من أية فيروسات وأمراض، فيلزم عند دخوله البلاد أن يكون معه الشهادات الطبية التي تؤكد سلامته.


استكشاف هذا الحيوان واستضافته في المنزل ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كان رضيعًا، هكذا تقول "نغم"، حيث استقبلت "كتكوت" وهو في عمر 5 أشهر، وبالطبع كان يحتاج إلى معاملة خاصة ومختلفة بعض الشئ عن القطط والكلاب، مؤكدة أنه حيوان أليف جدا، يحب الاهتمام، لكنه يحتاج إلى رعاية دائما، وجلوس أحد معه طوال الوقت، لما يتسم به من حبه للتسلية واللعب والقفز في كل مكان، ليتعاون شقيقها وزوجته معها في الأمر.


على مدار الأيام نشأت بين نغم ونسناسها، علاقة حب وطيدة، مثل الأم وطفلها، فتؤدي دورها على أكمل وجه تقرأ الكثير عن حياته وكيفية تربيته، للحفاظ على روح هذا الكائن، وسعادته، فتجهز له طعامه الذي يجب أن يخلو من اللحوم النيئة، لعدم إصابته بتعب، وتهتم بنظافته دائما واللعب معه، وشراء ما يحتاجه من بلوفرات صوفية في الشتاء وأدوات للنظافة، كما خصصت صفحة شخصية على موقع "فيسبوك" له ونشرت صوره عليها.

 وعن أبرز المواقف التي تعرضت لها نغم مع نسناسها، عندما كانت تتنزه معه في إحدى المرات بمنطقة الشيراتون، وتفاجأ عدد من الأطفال بها وهي تحمله بين ذراعيها، لتنتابهم الصدمة ويهرولون سريعا خشية أن ينقض عليهم النسناس، كما قام أحد بسرقته ذات مرة خلال إحدى النزهات حيث اختفى عن أنظار والدتها، وتم بيعه لشخص في المنيا، لتبدأ رحلة البحث عنه حتى استعادته مجددا.


ومن النسناس للتماسيح، بدأت سمر حسين، 32 عاما، تجربتها مع تربية تمساح، منذ سنتين، عندما مرت بموقف صعب وقاس دفعها لقهر خوفها، واختيار حيوان مفترس ليعلمها ولو جزءا بسيطا من المكر، بعد أن كانت تهوى تربية اليمام والعصافير والسلاحف الأليفة.


 وذات يوم، سألت سمر والدها المحب للحيوانات والطيور، عن مكان بيعها، ليدلها على سوق الجمعة، لتشتري منه تمساحا صغيرا، بلغ سعره 200 جنيه، لكن الأمر لم يلق قبولا عند والدتها، وأصرت على مغادرته من المنزل، لتعيده الفتاة بعد أسبوع للمحل الذي اشترته منه دون مقابل.


ولكن شغف سمر لم يقاومه رفض والدتها، فاشترت تمساحا صغيرا مرة ثانية، واستضافته في حجرتها، لتعيش معه وقتًا لطيفا قضت به على مخاوفها.


 طعام التمساح سهل إحضاره، فهو يتغذى على اللحوم النيئة، ويعيش داخل صندوق تزينه "سمر" بالأحجار والخضرة، وتنظفه من فضلاته بكل يسر.


 نفس الحال، جربته رنا رامي، مدرسة لغة إنجليزية، والتي تعلقت بالحيوانات كثيرا، لتنشئ مكانا خاصا لهم في منزلها، يحتوي على 21 كلبًا "جيرمان وبيتبول" وتمساحين، وسلحفاة، فضلا عن عدد من الأسماك والعصافير، لحبها الشديد فيهم وليس كموضة يتخذها البعض حاليًا.


 واتخذت رنا، البالغة من العمر 24 عاما، أسلوبا خاصا في رعاية كل هذه الحيوانات والحرص عليها، خاصة مع اختلاف أنواعها، خشية أن يهاجم أحدهم الآخر، مؤكدة أنها لم تخف من شراء تماسيح، فتربيتهم سهلة جدا وكل ما يحتاجوه هو "صندوق زجاجي ومياه نظيفة تسكن بها وأسماك زينة تأكلها".


 لكن التحدي الحقيقي الذي كان يواجهها هو المياه التي يعيش فيها التمساح، فمن الضروري أن تكون مياه نيلية، مما أدى إلى نفوق أحد تماسيحها، لذلك قامت ببيع الآخر خشية عليه من عدم تجانسه مع البيئة ونفوقه أيضا، لكن هذا الأمر أثر فيها بشكل سلبي لما لها من ذكريات كثيرة معهما، ناصحة أي شخص يود تربية حيوانات غير مألوفة بأن يقدم على الخطوة بكل جرأة ودون تردد.


 واختلف الأمر بالنسبة لـ ميرنا ماجد الطالبة بكلية علوم عين شمس، والتي برغم حبها لطائر البومة، إلا أنها لم تفكر في شرائها مسبقا، حتى فاجأها شقيقها بها لكي يربيها، مؤكدة أنها فرحت بالأمر كثيرا، حيث أحضرها من نوع القزم، وهي فصيلة لا ينمو حجمها مع كبر عمرها.


 ونفت ارتباط طائر البومة بالشؤم والنحس، فقالت "ميرنا": "دي أغلب من الغُلب.. ما حصلش حاجة من ساعة ما جت، الكلام ده إشاعة عنها"، لافتة إلى أنها تطعمها في فمها مثل العصافير، ولكن أكلها مختلف فهو يعتمد على اللحوم النيئة فقط.