الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بخمسة جنيه سعادة من فضلك


يقال والعهدة على الراوى إنه عندما سمع أحد الحكام بمن قال: إن المواطن بإمكانه أن يعيش بخمسة جنيهات، ومن قبله من قال ما يقترب من ذلك، ومن قبل قبله من قال إن بعض المهن حكرا على فئات معينة؛ يقال إن حاكما من حكام العصر والزمان غير معروف فى عالمنا الآن سعد جدا بهؤلاء البشر وطلب مقابلتهم، بل وعرض عليهم مناصب براقة شريطة أن يحققوا ما تحدثوا عنه مع تهديدهم بأنه فى عدم تنفيذهم ما وعدوا به فسيكون عقابهم أشد ما يكون، وقدم هؤلاء الاشاوس وجابوا البلاد وأعطيت لهم جميع التسهيلات بإقناع المواطن المأسوف عليه، بأن يأخذ العدم المعدوم ويعيش به يوما بيوم.. وقد كان ومضى يوم، وشهر، واقتربت المدة من عام، وفيهم فرح الهمام بعدم وجود شكاوى وبأن المواطن لم يتأزم ولم يرد الى الحاكم شكوى منه تؤكد أنه مشمئز من أي قرارات.

وحينها طرق المسئول باب الحاكم لينال ما وعده به، وحينما رآه الحاكم أمر وزير داخليته بتجريده من كل ما لديه وبأن يخلع عليه لقب مواطن ويترك فى الشارع بالجنيهات المعدودة التى قال إن المواطن بإمكانه العيش بها، وعبثا حاول صاحب الفكرة والرؤية إقناع الحاكم بأنه لم يكن يقصد نفسه، لأن له نظاما وطريقة فى الحياة والمأكل والمشرب؛ ولكن الحاكم سخر من كلامه وقال له: هل تعلم أنه طوال العام الذى منحته لك من أجل أن تأخذ فرصتك كاملة فى خروج فكرتك الى حيز النور وتنفيذها والبرهنة عليها هل تعلم ماذا حدث؟ لقد ارتفعت معدلات السرقة، وامتلأت السجون بمن لم يستطيعوا العيش بما اقترحته عليهم، كما إن النصب والاحتيال قد ارتفع وأضف الى ذلك القتل الذى أصبح هينا من أجل لقمة العيش، لن أحدثك عن أشياء أخرى ارتبطت بزوال الكرامة بل والانتحار لضياع الأمل فى الحصول على أبسط مقومات الحياة وهى لقمة العيش اليومية.

صمت الحاكم وأشار إلى معاونيه أن ينفذوا ما طلب ولا تأخذهم به رحمة، ويتابعون كيف سيكون مصيره، وهل سيقترب من مصير سابقيه الذين كانت لهم أراء موازية لهذا الرأى الذى إن دل على شىء إنما يدل على أن صاحب المشورة إما من زمن قديم وإما من عالم غير عالمنا هذا.

وإلى هذه اللحظة لا نعلم كيف أصبح وأمسى صاحب المشورة وسابقيه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط