الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد خالد النشوقي يكتب: إنها سلمى‎

صدى البلد

في إحدى بقاع الأرض وأثناء سيري على ضفاف النهر مساءً عائدًا من عملى واستمتاعي بجماله لفتت انتباهي فتاة، لا ترى النهر جميلًا، فكانت تنظر إلي السماء دائما فقلت أثناء سيرى هذه الفتاة قد فقدت عقلها، وبدأ عقلى يحدثنى كثيرًا هل هناك أحد لا يرى النهر ليلًا جميلًا؟! فقررت ألا أتعب تفكيري بهذا الأمر، وذهبت إلي بيتي كي أرتاح قليلًا من زحام عقلى وزحام هذا اليوم ثم أديت صلاتي وخلدت إلي النوم.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلي عملى وكعادتى أحب عملى كثيرًا حتى أنني لا أشعر بالوقت أثناء تأدية عملى وبعد الانتهاء من عملى كعادتي أسير ع ضفاف النهر كي أشعر بالسعادة وبالفعل ذهبت إلي ضفاف النهر فوجدت نفس الفتاة التى تدير ظهرها للنهر وتنظر إلي السماء والنجوم وكأن بالها مشغول بحلم مناله مستحيل، وبكل شجاعة قررت أن أذهب إليها بعد ما قتلنى فضولى لمعرفة قصة هذه الفتاة ثم أقبلت عليها وقلت لها السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، فردت السلام بكل طلاقة وجمال روح، ثم استأذنتها بالجلوس؟

فقالت نعم تفضل ومن جمال تلقائيتها فرحت أنها ستخبرنى عن قصتها وينتهي فضولى.

ثم سألتها أولا ما اسمك؟

قالت اسمى سلمى....

ثم سألتني نفس السؤال؟

فقلت اسمى مازن...

ولشدة فضولي سألتها: لماذا تديرين ظهرك للنهر وتنظرين إلي السماء وكأنك تريدين أن تصبح لك أجنحة؟

وبحسرة وكادت الدموع تنهمر من عينيها قالت: أنا سلمى.. حلمى الوصول إلى لندن.. فلندن مدينة أحلامى.. حيث إنني حلمت منذ أن كنت فى الصف الرابع الابتدائي أن أصبح طالبة في كلية العلوم وظللت أدافع عن حلمى كسبّاح مبتدئ يحاول تعلم السباحة لأنها ببساطة حلمه ولا يفكر في الخطورة القريبة منه، فأنا تلك الفتاة التى ظلت تحارب الظروف حتى أصبحت طالبة في كلية العلوم ولكنى طموحة وأحلامى كثيرة، لكنى في مجتمع يرى النساء ربات بيوت فقط.. يرونهن يغسلن ويمسحن ويقومن بكل الواجبات المنزلية دون نظر الرجال إلى حاجات النساء اللاتى يحافظن على بيوتهن أثناء مكوثهن في عملهن ويحافظن على سعادة بيوتهن.. وتساءلت: لماذا لاتنظرون لنا على أننا بشر مثلكم باستطاعتنا فعل أشياء كثيرة.. باستطاعتها تغيير الواقع وجعله أجمل.. فأنا أحلم أن أصل لعمل دكتوراه كى تساعدنى للسفر إلى لندن وسأفعل هذا إن شاء الله.
............
...........
...........
وبعد مرور 6 أعوام تزوجت وأنجبت ابنة اسميتها "شروق" وهى الآن تبلغ من العمر عامًا كاملًا وزوجتى دكتورة في الجامعة ونحن الآن نعيش بلندن.. الآن تعلمون من هي زوجتى بالفعل هي "سلمى" حققت جميع أحلامها وهي خطيبتي وعندما قررنا الزواج اتفقنا على أن لندن ستكون مدينة أحلامنا، وبالفعل أصبحت سلمى دكتورة بعد ما حصلت ع الدكتوراه وسافرنا إلى لندن وها نحن الآن بمدينة أحلامنا لندن.

بالتأكيد تريدون معرفة كيف تزوجت "سلمى" ومتى حققت أحلامها؟

كان فضولى عندما رأيت سلمى أن أعرف لماذا لا تفعل مثل بقية العالم وأن تنظر إلى المياه وجمال المياه والشعور الرائع الذي يشعر به من ينظر إلي هذا المنظر الخلاب ولكن أصبح فضولى أن أساعد سلمى على بلوغ مسعاها فقررت أن أكون الصديق الذي يدفع صديقه إلي الأمام وبالفعل أصبحت أنا وسلمى أصدقاء.. فلم يكن في استطاعتى إلا تحفيزها بكلماتى.. وبالفعل أصبحت أنا سندها وأصبحت واثقة بي، حتى دق قلبي للمرة الأولى فلم أستسلم إلى قلبي لأنى أؤمن بأن الحب يحطم الصداقة وسيبطئ حركة سلمى للوصول إلي أحلامها...

وظللت أنا السند والرفيق والمشجع وفي فترة قصيرة وأصبح لسلمى كل شيء حيث حققت أول أحلامها وهو الالتحاق بكلية العلوم ولكنها لم تعد ترانى صديقها بل حبيبها.. نعم (سلمى) أحبتني كثيرًا.. وكانت المفاجأة الأسعد في حياتى ورغم ذلك حافظت على تقدمها ومرّ العام الأول بتقدير ممتاز، والثانى كذلك وفي بداية العام الثالث تقدمت لخطبتها وفرحت فرحًا شديدًا ووافق والديها ولم تحدث أي عقبات، لأننا ببساطة أصبحنا داعمين لبعضنا البعض، وأكملنا طريقنا، وفي العالم والرابع امتياز مع مرتبة الشرف وتخرجت سلمى ضمن أوائل دفعتها وقررت عمل دكتوراة سريعة وبالفعل أصبحت (دكتورة سلمى) وأصبحنا نملك المال كي نذهب إلى لندن وبالفعل تزوجنا في مصر.. أما عن شهر العسل فسيكون في لندن بل أصبحت لندن مدينتنا وبعد عام جاءت ثمرة حبنا ألا وهي "شروق" الجميلة وأصبحنا أسعد زوجين على الإطلاق.