الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: فيلم الدولة صناعة حربية

صدى البلد

فى القرن الماضى وبعد أن أنهكت الحروب كاهل الدول الكبرى والصغرى، وبعد حسم أمريكا لحربها الباردة منزوعة السلاح، وتلمس أمريكا الكلمة وقوتها فى الحرب العالمية الثانية، حين أولت للحرب الإعلامية مكانة عالية بتخصيص سرب من الطائرات التى تقوم بشن غارات إسقاط المنشورات على الدول المعادية، وتطورت عملية قذف المنشورات بإختراع قنبلة "مونرو" التى تحمل أكثر من 80 ألف منشور تحوى معلومات وحقائق عن الحرب للنيل من معنويات الطرف الآخر، بالإضافة إلى خرائط وأدلة عن الممرات والطرق الأمنة لتشجيع الجنود على الاستسلام، واكتشفوا أن هوليوود تعد ترسانة عسكرية تفوق فى تأثيرها ترسانات جيوش العالم حين وجدوا أن أكثر من 80 مليون أمريكى يزور دور السينما فى العام، فحرصوا مع نهاية الحرب العالمية الثانية على إمتلاك أكثر من نصف دور السينما فى العالم ليزور أفلامهم ملايين الناس حول العالم ولم يكن ذلك ليحدث لولا إيمان القائمين على صناعة الأفلام أو الصور المتحركة بأن كل فيلم يمكن أن يزيد من شهرة البلاد أو أن ينقص منها فى الخارج، أو كما يقال الرئيس الأمريكى "روزفلت" ( أن صناعة الصور المتحركة يمكن أن تكون أقوى أداة للدعاية فى العالم سواء حاولت ذلك أم لا )، وفى سبيل ذلك تم إنشاء مكتب الإستعلامات الحربية فى يونيو من عام 1942 م، وأصدرت الحكومة الأمريكية دليلًا موجهًا إلى هوليوود لتحديد الموضوعات التى تخدم الأمن القومى، حيث صنفت الأفلام بأنها صناعة حربية رئيسية، ومن تلك الموضوعات تشجيع العمل والإنتاج، ورفع معنويات الشعب فى الداخل، تصوير بطولات القوات المسلحة، وغيرها من الموضوعات.

ولم يتوقف اهتمام أمريكا بالسينما عند هذا الدليل، بل أن هناك مجموعة أفلام قصيرة وتسجيلية والمعروفة بإسم سلسلة أفلام لماذا نحارب؟ أشرف علي صناعتها رئيس هيئة الأركان "جورج مارشال" شخصيًا والتى صنعها "فرانك كابرا" والذى رفض فى بداية الأمر تنفيذها بدعوى أنه لم يقوم بصناعة أفلام تسجيلية من قبل وكان رد الجنرال عليه ( وأنا لم أكن قط رئيسًا لهيئة الأركان ).

مما سبق ندرك كيف طوع الأمريكان السينما لخدمة أهدافهم، فهل يدرك صناع السينما عندنا أهمية وخطورة صناعتهم، والتى تمس الأمن القومى؟، وأن ثورتهم على الرقابة المؤسساتية من الدولة هى ثورة على عُرف قديم أقدمت عليه عاصمة الديمقراطية والحرية فى العالم لبناء دولتهم و الحفاظ على أمنهم، هل فكر أحد المنتجين فى إنتاج فيلم للدولة يروى بطولات القوات المسلحة أو يحث الشعب على الإنتاج أو مواجهة الفكر المتطرف أو غيرها من الموضوعات التى تقوى الجبهة الداخلية وتساهم فى دعم السلم الإجتماعى؟، فالفيلم الذى ينظر إليه على أنه تجارة محسومة الربح ، تراه أمريكا راعية السلام وحقوق الإنسان فى العالم أداة حرب لا غنى عنها، فهل فكر أحد هؤلاء فى دعوة النجوم باسم فيلم الدولة ويكون المشافهة بين العاملين بداية من المؤلف والمخرج والملفات الحسابية والرقابية بأنه فيلم الدولة بغض النظر عن أسمه السينمائى، ويكون هدية سنوية تمنح إلى مصر وشعبها، فمصر بدون تعمق النظر هى من منحت هؤلاء النجوم سمائها ليسبحوا فيها، فلنعتبرها ضريبة اجتماعية للوطن الذى نعيش فيه.