الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر الإفتاء العالمي.. مفتي لبنان: الإسلام احترم حقوق الجنين في تأجيل الحد والنفقة بعد الطلاق.. ومستشار الشئون القضائية بأبوظبي: ما يفتى به للمريض لا يصلح للصحيح

صدى البلد

  • الجلسة الثانية من مؤتمر الإفتاء العالمي..
  • مفتي لبنان: الإسلام احترم حقوق الجنين فى تأجيل الحد والنفقة بعد الطلاق
  • مستشار الشئون القضائية بأبوظبي: ما يفتى به للمريض لا يصلح للصحيح
  • مستشار الرئيس السنغالي: الشريعة الإسلامية ليست جامدة

واصل المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، فعالياته بالجلسة النقاشية الثانية تحت عنوان " ضوابط الإفتاء تأصيلًا وتطبيقًا".

ترأس الجلسة الدكتور سعيد مكرم عبد القادر زاده، مفتى طاجيكستان، وشارك فيها، الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، والدكتور السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشئون القضائية والدينية قصر الرئاسة – أبوظبي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ الدكتور سالم بن هلال بن سالم الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد وزير الأوقاف العماني، والمستشار منصور مأمون النياس مستشار الرئيس السنغالي، وفضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل بن ناصر بن سعيد العوفي بمكتب وزير الأوقاف العماني، والدكتور مصطفى سيرتش رئيس العلماء في البوسنة والهرسك، وصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي.

وتحدث الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية عن موضوع الفَتْوَى وَحُقُوْقُ الجَنِيْن قائلًا: " إن الفقه الإسلامي قد عني ببيان أحكام الجنين وحقوقه المعنوية والمادية على حد سواء، وكان للفقهاء دور كبير في إظهار هذه الأحكام من خلال الاستنباط من النصوص الشرعية ،وذلك تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية وخاصة الضروريات والحاجيات منها فضلا عن التحسينيات كذلك.

وأشار الشيخ دريان إلى ماهية الفتوى وضوابطها باستعراض نبذة عن معنى الفتوى وشروط وأهلية المفتي وأهمية وجوده وفوائد الفتوى الصحيحة، ثم تطرق لحقوق الجنين في الإسلام ببيان معنى الجنين وماهيته في المذاهب الفقهية، ثم بيّن بعضًا من حقوق الجنين في الإسلام كضرورة الاختيار السليم للزوجين، كما استعرض كيف اهتمت الشريعة بالمحافظة على صحة الجنين وأمه.

ولفت الشيخ دريان النظر إلى أن الشريعة الإسلامية قدمت حقوقًا أخرى للجنين وهي بإجماع الفقهاء أن المرأة الحامل إذا ارتكبت جناية موجبة للحد تستوجب العقوبة فلا تنفذ عليها، سواء أكان ذلك الجرم سرقة أو زنا أو قتلا أو ردة حتى تضع حملها وتتعالى من نفاسها، وكذلك فهناك حقوق للزوجة ما دامت في عصمة زوجها لها النفقة وهي واجبة على زوجها فإن طرأ على الحياة الزوجية طلاق وقد تكون الزوجة حاملا فلها النفقة.

كما أشار الشيخ دريان إلى أقوال فقهاء المذاهب الإسلامية في حق الجنين في الحياة وحرمة إجهاضه، كما نبّه الى اهتمام الإسلام بحفظ حق الجنين في النسب حيث إنه من نعم الله العظيمة مشيرًا لبعض الطرق التقليدية والتي اهتم بها الفقهاء في تحديد النسب كالقيافة وغيرها.

واستعرض الشيخ دريان الشروط التي اشترطها العلماء في حق الجنين في الميراث، وحالات نصيبه في التركة، والوصية له ، والوقف عليه، وحقه في الصلاة عليه.

وختم الشيخ دريان كلمته بالتأكيد على أن عناية الإسلام بحقوق الجنين إنما يدل على عظمة الإسلام في تشريعاته السمحة، وعلى كرامة الإنسان في كنف هذا الدين العظيم ، سواء قبل خروجه إلى الدنيا ، بل حتى قبل علقوه في رحم أمه ، فضلا عن كونه حملا وجنينا، إلى أن يخرج إلى دار التكليف، وهذه رحمات الإسلام بالإنسان ، وعناية الرحمن كذلك في حفظ الحقوق لذويها ولتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، في حفظ النفس والنسب والمال والدين والعقل.

واستهل الدكتور السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشئون القضائية والدينية قصر الرئاسة – أبوظبي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، كلمته ببيان أهمية ملاحظة الواقع كضابط من ضوابط الإفتاء مؤكدًا على أن العلماء في فتاواهم يراعون اللغة والأعراف والعوائد وكانت الفتوى تقدر الزمان، والمكان، والأشخاص. فما يُفتى به للمريض ، لا يفتى به للصحيح، وما يفتى به في زمان قد لا يفتى به في زمان آخر. ويسمى الفقهاء هذا مراعاة محل النَّازلة.

ولفت الدكتور آل هاشم النظر إلى أن الشريعة الإسلامية الغراء جاءت بعبارات كلية، ونصوص منحصرة، تتناول جزئيات المسائل التي لا تنحصر، بل تتنامى مع الأيام، فالبيع مثلًا معنى كلي تندرج تحته أنواع لا تنحصر من الصور ولم ينص الشارع الحكيم على كل نوع منها، فهذا من عمل الفقيه (المفتي) الذي ينظر في كل نوع بعينه فيحكم عليه هل هو من جنس البيع أم من جنس الربا، فيتم تطبيق النص الكلي في أحد أفراده، ويسمى هذا المعنى عند الأصوليين( تحقيق المناط ) ويعرفونه بأنه النظر في الواقعة لمعرفة طبيعتها وسماتها وأوصافها ، لينزل الحكم عليها بتطابق تام، ويصح أن يسمى تحقيق المناط (ملاحظة الواقع).

وأكد الدكتور آل هاشم في كلمته على أن ملاحظة الواقع يتطلب كما اشترط العلماء في المفتى أن يتصف بالفطانة والتيقظ إذ على المفتى أن يكون على الدوام متيقظًا، يعلم حيل الناس ودسائسهم، فإن لبعض الناس مهارة في الحيل والتزوير، وقلب الكلام وتصوير الباطل في صورة الحق، فإن غفلة المفتى يلزم منها ضرر كبير في كل زمان.

واختتم الدكتور آل هاشم كلمته بقوله: إن تحقيق المناط هو تسعة أعشار النظر الفقهي، كما قال به حجة الإسلام الإمام الغزالي، ولهذا قال الأمام العلامة القرافي إن الجمود على المنقولات أبدًا ضلالٌ في الدين فتحقيق المناط هو اجتهاد لا ينقطع إلى قيام الساعة، لتجرى أحكام الشريعة على نظام واحد ، تنتظم فيه الفروع أصولها لأن مثار التخبط في الفروع ينتج عن التخبط في الأصول، ومن مظاهر تحقيق المناط قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم "لا تقطع الأيدي في الغزو" ومن هنا كان نهى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن تقام الحدود في الغزو لئلا تحمله حمية الشيطان أن يلتحق بغير المسلمين.

وقال المستشار منصور مأمون النياس مستشار الرئيس السنغالي في كلمته إن الشريعة الإسلامية ليست جامدة، بل مرنة متحركة، تُساير الزمان والمكان، والتطور البشري باستمرار، تنظم حياة المسلم تنظيمًا محكمًا، وتواكبه في أطوار حياته.