EN 
«معديات الموت» . إنها وسيلة النقل الأكثر خطرا والأقل أمانا، لا يستغرق وقت عبورها أكثر من دقيقتين لكن يطول وقت إنتظارها ليصل في بعض الأحيان لأكثر من الساعة، تمر تلك الساعة على المنتظرين وكأنها ساعات، فلا عامل يصل إلى عمله في موعده ولا طالب يصل مدرسته في موعد حصته.
قرية أبو غالب التابعة لمركز منشاة القناطر بمحافظة الجيزة، إحدى تلك القرى التي عانت ولا تزال تعاني من تلك المعديات والتي يفصل جزئيها ترعة «الرياح البحيري»، فلا يمكن لأي فرد أن يمر من جانب إلى أخر إلا من خلال المعدية أو من خلال عبور الرياح البحيري سباحة في المياه، إضافة إلى ما تشهده تلك المعديات من معاناة للمواطنين المارة، قد تصل في كثير من الأوقات إلى حوادث سقوط من المعدية أو تعطل وسط المياه.
«الناس بتعاني ومفيش مسئول حاسس بيها.. والمعديات بتأخرهم عن مصالحهم، وكل فترة بتشهد مصيبة»، بتلك الكلمات وصف «حسام عقرب» أحد أبناء القرية، معاناة أهالي قرية أبوغالب بمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، مع تلك المعديات، وما تسببه من تأخير للمواطنين عن قضاء مصالحم، مضيفا: «الدنيا ماشية ومفيش حد بيهتم بمصلحة الناس علشان فيه سبوبة حلوة لبعض المسئولين في محافظة الجيزة من استمرار تلك المعديات».
المرور بتلك المعديات ليس مجانا، فكلما مرت سيارة من بر إلى أخر عليها أن تدفع مقابل للمشرفين على تلك المعديات، وكلما مر أحد أصحاب السيارات عليها أن يدفع ذهابا وإيابا، وهو ما وصفه قائلا: «المعديات دي مش شغاله لله العربيات دي كلها بتدفع وأقل عربية بتدفع من 3 جنيهات لـ 10 جنيهات.. علشان كده السبوبة فيها فلوس كويسة ووراها ناس بتستنفع ومش عايزه توقف المعديات ولا عايزة تخلي الناس ترتاح».
وعن حلول تلك المشكلة قال عقرب: «المشكلة حلها بسيط انشاء كوبري بدل المعدية ودا هيخدم الناس كلها ومن غير ما الناس تدفع فلوس أو حد يستغلهم.. وبدل ما محافظة الجيزة أنشات معدية بتكلفة 3 ملايين و100 ألف جنيه كانت أنشات كوبري يخدم كل الناس وببلاش»، حيث أوضح أن المحافظة بدلا من أن تشارك في وضع حلول جذرية لإنهاء تلك المعديات عملت على زيادة معدية أخرى، والتي كان من الأولى استبدال تلك المعدية المعدية بكوبري لخدمة المواطنين.
