الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دويتشه فيله الألمانية: العراق حلبة منافسة اقتصادية شرسة بين أمريكا وألمانيا

العلمان الأمريكي
العلمان الأمريكي والألماني

ذكرت وكالة دويتشه فيله الألمانية أن ألمانيا تخوض صراعًا حقيقيًا مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بسبب الأساليب التى تستخدمها أمريكا فى الحرب الاقتصادية ضد ألمانيا، وفى الوقت الحالى أصبح العراق هو حلبة الصراع بينهما.

وبحسب موقع "نيوز فرونت" الإخباري الروسي، يدور الصراع فى العراق بين ألمانيا وأمريكا حول العقد الخاص ببناء محطة طاقة تبلغ 11 جيجاوات في السنوات الأربع القادمة، والذي تحاول الشركة الألمانية سيمنز إبرامه مع بغداد، وذلك بهدف حل مشكلة الكهرباء فى مناطق معينة من العراق، خاصة في الجنوب، حيث إن تلك المناطق خلال فصل الصيف تعانى من انقطاع الكهرباء، ما يتسبب ببعض أعمال الشغب الممولة من الخارج.

والجدير بالذكر أن تكلفة المشروع تبلغ حوالي مليار دولار. وقد التقى جو كيسر، المدير المالي للشركة الألمانية، ووزير الطاقة الألماني توماس بارايس قبل بضعة أسابيع مع رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي.

وأوضحت شركة سيمنز حقيقة أن الاتفاق معها سيساعد في خلق "الآلاف من فرص العمل في البلاد، ودعم مكافحة الفساد، وتحفيز تعليم العراقيين"، ويمكنه أيضًا تقديم "مساهمة كبيرة في إعادة إعمار العراق وتدريب الأخصائيين.

لكن الموقع أضاف أن شركة جنرال الكتريك الأمريكية ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يلعبان دورا كبيرا للتصدى لذلك المشروع الألمانى. وعلاوة على ذلك، تستخدم واشنطن كافة اسلحتها ضد المشروع.

وفى ذلك الإطار حذر مسئولون رفيعو المستوى في إدارة ترامب من خطر هذا المشروع على العلاقات الثنائية الأمريكية الألمانية إذا فازت شركة ألمانية بصفقة لبناء منشآت الطاقة في بغداد.

وفى 30 أكتوبر، أصدرت شركة جنرال إلكتريك تقريرها الفصلي، بعد خمسة أيام من الموعد المخطط له بالفعل. وتوقع الموقع أنه على الأرجح سينتهى الأمر بإستسلام ألمانيا، لأن برلين لا تستطيع ممارسة الضغط على بغداد مثلما تفعل واشنطن، التي تتجاوز قدراتها العسكرية وصناعة الدفاع الوطني فيها قدرات ألمانيا بشكل كبير.

وتساءل الموقع: على الرغم من إستياء ألمانيا من الأساليب التي يستخدمها ترامب، فما الذي يمكن أن تفعله فى ذلك الوضع؟

وأوضح الموقع أن الموقف الذى تعيشه ألمانيا الآن يتشابه مع ما تعرضت له موسكو قبل عام، حيث تعرضت شركة سيمنز الألمانية لهجوم حاد من الاتحاد الأوروبي واتُهمت بتزويد شبه جزيرة القرم بالتوربينات، وفرض الاتحاد الأوروبى سلسلة من العقوبات ضدها. يظهر هذا السيناريو مرة أخرى مع روسيا، حيث طالب الاتحاد شركة "روستك" الروسية بسحب معداتها من القرم.

وفي هذا السياق، تساءل الموقع: ألم يحن الوقت لتعلن موسكو وبرلين تحالفهما؟ لأنه إذا كانت واشنطن في "الحرب الاقتصادية" تربط بين الصفقات التجارية والعقود العسكرية، فالدول الأخرى تحتاج إلى التنافس معها بالطريقة نفسها.

وأضاف الموقع أنه ربما ينبغي على موسكو وبرلين التفكير خلال مباحثتهما المستقبلية أن تتحدثا حول الاتفاقات المبرمة على المستويات الحكومية؟ فالشركات الألمانية قادرة على تفديم منتجات عالية التقنية، في حين أن الشركات الروسية قادرة على تقديم أسلحة عسكرية لا مثيل لها.

وكان مسئول ألماني قد صرح بأن الألمان والروس "يفهمون بعضهم البعض بطريقة خاصة". ومع ذلك، فهذه هي أصوات فردية لم تتجسد بعد في قرارات ملموسة على مستوى الحكومة الفيدرالية الروسية والألمانية.