الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: فى رثاء شهداء الوطن

صدى البلد

قال تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم

فى التعريف اللغوى الشهيدُ : هو من قتل في سبيل الله
وفى تعريف آخر
الشَّهيد : هو اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الحاضِر المُشاهِد ، والمُطّلِعُ على ما لا يعلمه المخلوقون إلاّ بالمشاهدة والحضور ، المُبيِّنُ بالدَّلائل والشّواهد
فإن الشهادة من أعظم الرتب، وأعلاها، وأنفس المقامات، وأحسنها، وأبهاها، ذلك لما لأهلها عند الله تعالى من الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والدرجة العالية... والشهداء أنواع ودرجات:

هناك شهيد الفكرة وشهيد الكلمة وشهيد العرض والنفس وشهيد الدين وشهيد الدنيا وشهيد الوطن ولكل منهم درجة من درجات الشهادة وتعريف خاص به إلا أننا اليوم بصدد شهداء الوطن هؤلاء الذين اصطفاهم الله دون غيرهم.

فالشهادة في سبيله سبحانه اختيار واصطفاء، قال عز وجل:( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء).
إن الشهيد هو من قتل دفاعا عن دينه أو نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله، والوطن فيه الأهل والعرض والمال، فالدفاع عنه من أكرم الطاعات منزلة، وأرفعها مكانة، وأكثرها بذلا وعطاء، وأخلدها ذكرا وثناء، وقد كان عليه الصلاة والسلام أسرع الناس إلى الدفاع عن وطنه، والذود عن حياضه، فحين فزع أهل المدينة ذات ليلة، انطلق ناس نحو الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرسه يقول:« لم تراعوا، لم تراعوا». أي لا تخافوا.

وقد ضحى شهداء الوطن الأوفياء بحياتهم دفاعا عن دينهم وأهليهم ووطنهم ومقدرات بلادهم، وإنجازات شعبهم، التي تعب في تحقيقها فلبى أبطال الوطن نداء الواجب، وأدركوا أن التقصير في حمايته والذود عنه من العظائم، فبذلوا في سبيله من الكرائم، لقد سمت غايتهم، وعلا هدفهم، ورغبوا فيما أعده لهم ربهم، قال تعالى:( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم أيكون الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة.. الإنسان الأسمى الذي حلم به أفلاطون..

فى حقيقة الأمر

نحن أحياء وهم أموات، أما الحقيقة فإننا نعيش حياة الموت نمارس العيش المزيف نلهو، نعبث، نضحك ونبكي، نحمل الهم على الأرزاق، نولول على صفقاتنا البائسة التي لا تنجح، نتشاجر على حطام الدنيا، نتفاخر، نحيا كما الأنعام، نركض خلف ألف وهم ووهم، تداهمنا الرغبة نعيش بضع سنين أخرى وفي النهاية.. يأتي الموت نحن نظلم شهدائنا مرة أخرى فهم ظلموا وقتلوا ونحن نأتي لنظلمهم ثانية فنغطي آثارهم، وندفن أفكارهم كما دفنت أجسادهم ظلمًا وعدوانًا.
أهذا جزاء الشهيد.. أهذا هو جزاء تلك الدماء الطاهرة.. أمن الحبّ لهم أن لا ننشر أفكارهم، إن الأمة التي تنسى عظمائها لا تستحقهم. ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، فهو: شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسرًا ليعبر الآخرون إلى الحرية وهو الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان والاضطهاد والتطرف والكره والارهاب
علينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن كذكرى أيّام ولاداتهم واستشهادهم وأن لا ننسى بأن الجلادين الذين قتلوهم فلم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا.. وبسكوتنا نحن سنحقق أهدافهم، ولكن إن شاء الله أن الشعب سيبقى دائمًا وفيًا لهؤلاء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير
ذهَب الشُّهداء إلى جنَّة، إلى كرامة، إلى رِضوانٍ من الله، إلى مَساكِن طيِّبة، إلى حُورٍ مَقصُوراتٍ في الخِيام، أنتم أيُّها الشُّهَداء إلى السَّعادة، أنتم إلى الطمأنينة، أنتم إلى حيث اللِّواذ بِجَلال الله وجماله، أنتم تحت ظِلِّ عرْش الله يوم القيامَة.
رحمة الله لكم وعليكم