الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: رفع كفاءة موظفي الريف

صدى البلد

غرس الفلاح المصرى القديم بذرة الحضارة المصرية قبل سبعة آلاف سنة على ضفاف النيل الخالد الذى ضمن وحضن وحفظ هذه الحضارة، وقد تحدث العديد من المؤرخين عن براعة الفلاح المصرى فى التعامل مع فيضان النهر وعن إبداعه الذى أورثه للأجيال على مر العصور مع رقعته الزراعية التى حرص على زيادة مساحتها وخصوبتها، ولعل استخدام الفلاح المصرى التقويم المصرى الجيرجورى (أمشير وطوبة وغيرها من الشهور المصرية) فى تنظيم زراعته إلى وقتنا الحالى دليل على قدرة الفلاح على نقل الحضارة ، وعلى قدرته على خلق واقع جديد حال توافرت له الظروف.

و بالنظر إلى الريف اليوم نتلمس خطر يهدد تفوق الزراعة المصرية بل ويهدد بقاؤها ، فوعى الفلاح المصرى يتأكل شيئ فشيئ ولعل الزحف العمرانى العشوائى على الأرض الزراعية خير مثال لأسؤ كارثة ، فلو أدرك أهلنا فى الريف تكلفة إستصلاح أرض صحراوية إقتصادية و إجتماعيًا لزرف الدمع حسرة على كل سهم أرض زراعية ينزع نبته و يغرس بدلًا منها كتلة خرسانية صماء لو قدر لها الحديث لأعترضت على إرتكاب جريمة تصيب على المدى البعيد حق الأجيال القادمة فى أرض مصر الخصبة التى قال عنها أحد المؤرخين أن خصوبتها الزائدة قد تجعل الشاه تلد مرات عديدة و الأنثى لا تلد إلا توائم ، ويرجع هذا التآكل فى الوعى لتلاشى وعى القائمين على العملية الزراعية داخل الجمعيات الزراعية فى الأقاليم والمنوط بها متابعة ورفع كفائة الإستثمار الزراعى سنجد منشأت قديمة متهالكة داخلها موظفين من أهل القرية التى تقع داخلها هذه المنشأت تم تعينهم لسد عجز دون أن تتناسب مؤهلاتهم و خبراتهم وطبيعة العمل الذى يتقاضوا رواتبهم من أجله ، فالموظف داخل الجمعية الزراعية فى كل قرية فى مصر يحتاج إلى إعادة تأهيل لرفع درجة الوعى بقيمة وأهمية العمل الموكل إليه و الذى يمس الأمن القومى المصرى ، ومن ثم يرفع درجة وعى الفلاح بما يخدم زراعته وما يفيده أقتصاديًا على المدى القصير و البعيد ، وما يدعوا لأهمية و ضروة هذا التوجه أن هناك موظفون داخل هذه الجمعيات الزراعية خصوصًا تلك البعيدة عن العاصمة والمدن الكبرى فى المحافظات يفتقد صغار الموظفين فيها إلى أبجديات التعامل مع الفلاح الذى يجهل أبجديات القراءة والكتابة ، لأنه ترك دون رفع كفائة إدارية و تربوية ونفسية تؤهله للتعامل مع الفلاح .

و بالعودة إلى الموظفين فى المؤسسات الحكومية داخل الريف نجدهم ينظرون إلى الوظيفة على أنها عمل إضافى وثانوى لذلك لا يلتزم الموظف بزى مناسب لطبيعة عمله و قد لا يلتزم بمواعيد العمل الرسمية إذا تعارضت مع مصالحه الخاصة ، و يتعامل مع طالب الخدمة من الفلاحين على أنهم جائوا لطلب هبة أو منحة لا لطلب خدمة يتقاضى راتب من الدولة نظيرها ، لذلك نجد أننا فى أمس الحاجة إلى تنظيم دورات تدريبية أسوة بالدورات التى تقوم بها الوزرات الأخرى لرفع كفائة هذه الفئة من العاملين بالدولة إدارياٍ لتوفير موظف يمتلك من المقومات ما يساعده على التعامل مع الفلاح المصرى وطبيعته لخلق مناخ عمل مناسب للتطور ، لا موظف يهدر وقت المواطن فى معاملات يستغرق إنجازها ساعات لينجزها هو فى أسابيع أو يعرقل إنجازها بدعوى الروتين و القوانين التى توقفت عندها تطلعاته وثقافته الوظيفية ، ويجدر الإشارة إلى أهمية دور مؤسسات المجتمع المدنى وفى مقدمتها النقابة العامة للفلاحين لإستعادة هيبة مصر الزراعية لتحيا مصر .