الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مينا سمير يكتب : جمال حقيقي أم ظاهري

صدى البلد

حديثنا اليوم قد يكون صادما بعض الشيء، لكننا أحيانًا نحتاج إلى ما نسميه صدمة بسيطة حتى نستفيق من سباتٍ عميق ، فى الحقيقة فى الأيام السابقة قرأت فى موضوع جعلنى حزينًا مما أقرأه وذلك نظرًا لقسوته الشديدة وأطلقنا على هذا الموضوع اسم جمال حقيقى ام ظاهرى فماذا تعنى كلمة جميل ؟

هل هذه الكلمة تقترن بجمال الملامح فقط؟ هل يوجد صور وأشكال للجمال، بالبحث فى معنى كلمة جميل وجدنا أنها حالة يحرص فيها الإنسان على الظهور بأفضل الصور، ولكن الجمال لا يقترن بالملامح فقط فهناك المزيد من الناس يتمتعون بجمال الشكل الخارجى فقط اما من الداخل فهم أشبه بلوحة رثة عتيقة تخلو من وجود التفاصيل الواضحة.

ولكى نحاول تقريب الصورة التي نود ان نطرحها اليوم فسوف نروى قصة حقيقية لسيدة تدعى مارى آن بيفان كانت تلقب بأبشع امرأة فى العالم ، ولدت مارى عام 1874 ، كانت شابة جميلة جدًا وكانت تعمل ممرضة تزوجت وأنجبت أربعة أطفال ، وعندما بلغت من العمر 32 عاما بدأت تظهر عليها أعراض مرض العملقة وتضخم الأطراف وتغيرت ملامحها نهائيًا ،وهذا سبب لها نموا غير طبيعى وتشوه ملامح الوجه وصداعا مستمرا وضعفا حادا في البصر وآلاما فى المفاصل والعضلات وبعد أن توفى زوجها ومع مرضها الشديد كان يجب عليها ان تتحمل مسئولية ابنائها الاربعة والديون التى تراكمت عليها وبسبب مرضها طردت من العمل ومع إحباطها وبسبب احتياجها المادى اضطرت إلى الاشتراك بمسابقة ( ابشع امرأة فى العالم ) وحازت على الجائزة وكانت قيمة الجائزة 50 دولارا فقط.

بعد ذلك أخذوها إلى السيرك وطافوا بها جميع المدن فى بريطانيا ،وكان الناس يتهافتون لرؤية أبشع امرأة فى العالم كانت تعتصر ألمًا من الداخل وكان جسدها مليئا بالجروح والالتهابات وحتى شروط العمل فى السيرك كانت مرهقة جدًا بالنسبة لها حيث كان يِطلب منها ان تسير لمسافات طويلة لكى يراها الناس ويأتوا إلى السيرك ، وبالرغم من ما تعانيه من آلام نفسية ومعنوية ، الا أنها كانت تصمد من أجل أبنائها وواصلت عملها حتى تستطيع الانفاق على أبنائها وتربيتهم وكان الأطفال بالسيرك يقومون بإلقاء الحجارة عليها لأنها مخيفة بالنسبة لهم وكانوا يلقبونها بـ ( الوحش المخيف )، وكانت تبكى أمامهم وتصيح وتقول أنا أحبكم أيها الأطفال أنتم تشبهون أبنائى ولكنهم كانوا يعاملونها معاملة قاسية .

واستمرت بهذا العمل الذى يجعل قلبها ينشطر يوميًا إلى ان ماتت من الألم وصفق لها الجمهور اعتقادًا منهم أنها تمثل وتحاول إضحاكهم ، يروى أحد أبنائها ان أمه كانت تبكى طوال اليوم ، وكانت تقول انها تشعر أنها أم غير صالحة أو بالأحرى لا تستحق لقب أم وكانت تسأل نفسها بشكل دائم هل لابد أن تكون جميلة حتى تحوز على احترام من حولها ، وهنا يأتى رأينا المتواضع ان هذه السيدة بالفعل تتمتع بجمال من نوع خاص جمال حقيقى نابع من القلب جمال الدور الذى شعرت به نحو أبنائها او جمال التضحية من أجل أبنائها.. فهل هذه السيدة تستحق ان تكون موضعا للسخرية ام تستحق ان تكون اجمل سيدة فى العالم.

ختامًا نود أن نسلط الضوء على مقولة هامة ألا وهى إذا كان هناك مقاييس لجمال الإنسانية لاستحقت هذه المرأة عن جدارة لقب أجمل سيدة فى العالم بدون منازع.