الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد زلط يكتب: 10 ملايين زملكاوي يشعرون بالسعادة

صدى البلد

خسر الأهلى اللقب الإفريقي وتجرعت الجماهير الحمراء مرارة الهزيمة القاسية والتي لم يكن يتوقعها أحد في الحسبان حتى أسوأ المتشائمين، فريق القرن لم يخسر البطولة فقط لكنه خسر هيبته ورونقه المعروفان عنه طيلة تاريخه، فهو لم يهاجم ولم يهدد على مدار التسعون دقيقة واكتفى بالدفاع والتشتيت كأنه نادي هاوي قادم من الدرجة الثانية، وأقسم بالله من يدخل ملعب رادس دون علمه باللقاء سوف يظن من الوهلة الأولى أن الترجي صاحب الزى المعروف يواجه أحد الأندية المغمورة باللون الأزرق، لكنه سيفيق سريعًا لأن فانلة الأهلى لا تخدع أى شخص مهما كانت جنسيته لأنه ببساطة شديدة نادي القرن، بداية اللقاء كانت مبشرة لكن بمرور الوقت انقلب الحال وتقهقر الأهلى بشكل غريب إلى منتصف ملعبه لأسباب لا أعلمها وقبل نهاية الشوط الأول افتتح سعد بقير أول الأهداف، فانصرفت على الفور وعرفت أن البطولة في طريقها إلى تونس، وأن في طريقي للبيت لفت نظري شخص يقول بالنص "عليا الطلاق لو فاز الترجي هوزع كانز عـ الكل" ظننت في البداية أنه أحد جماهير الترجي المتواجدة بمنطقة الحسين السياحية لكنى أدركت من نبرته أنه زملكاويًا وكل أحلامه أن يرى غريمه التقليدي يخرج بفضيحة من تونس، وصلت إلى سكني وفتحت الحاسوب الشخصي فور انتهاء المباراة فوجدت عبارات التشفي والفرح تملأ موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وكان أشهرها والمدوي بوست "عشرة مليون زملكاوي يشعرون بالسعادة"، اندهشت وتساءلت في ذات الوقت "أليس هؤلاء مصريون مثلنا!؟" سكت قليلا وحوٌلت السؤال إليهم "لما كل هذا السباب، تشمتون في فريق مصري خسر اللقب؟" فجاء الرد سريعًا من صديق عزيز "ده الأهلى مش مصر" من هنا أدركت تمامًا حجم المأساة التي نعيشها، فالمشجع الزملكاوي يرى من وجهة نظره أن البطولة سوف تُنسب للأهلى فقط وليست إلى مصر، ومصر في عقله تمثل المنتخب فقط، (كارثة بكل المقاييس) .... نحن نغلب المصلحة الخاصة على العامة بسبب أهوائنا الشخصية، ولدينا شيء من الغل والحقد تجاه بعضنا البعض دائمًا ما ينكشف في الأوقات التي يجب أن نكون فيها يدًا واحدة، شيء مؤسف حقًا أن تفرح جماهير الزمالك في هزيمة الأهلى وتعبر عن ذلك صراحة، ما حدث يجعلنا نستنبط شيئا مهمًا لم ندركه طيلة السنوات القليلة الماضية "إذا كنا غير متسامحين في أبسط الأشياء وأجملها وهى الرياضة، فكيف لنا أن نتفق في أصعبها وأعقدها وهى السياسة".