الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يا حلو صبح وعيون بهية إلى المادة شدة وميزنا بميزة.. كيف انحدر الغناء الشعبي خلال قرن واحد

حمو بيكا ومجدي شطة
حمو بيكا ومجدي شطة

تدق الساعة التاسعة مساءً ويصطف معها المواطنون البسطاء على أحد المقاهي في أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة، يمسكون بأيديهم أكواب الشاي مستمتعين بألحان وكلمات وأغاني شعبية بسيطة خفيفة على القلب والأذن، يرددها العامة في الشوارع، والنساء طيلة اليوم عند أداء واجباتهن المنزلية، مستمتعات بفن جديد ومختلف على مسامعهن ومختلف عن رتم الأغنيات الرومانسية التي تميز بها القرن الماضي.

حالة فنية مميزة خلقها مجموعة من نجوم القرن الماضي يبدعون في تقديم الأغنية الشعبية القريبة لقلوب الجماهير، والتي يرددونها طيلة اليوم، لتستطيع أن تُغير مزاجهم في لحظات، فما بين النجم أحمد عدوية، محمد طه، محمد رشدي، محمد العزبي، ومحمد قنديل وعبد المطلب، الذين حملوا الأغنية الشعبية إلى مقام جديد برتم سريع وسهل، لـ تنتشر في جميع أنحاء البلاد، بدءًا من القرى والنجوع وحتى والمدينة والعاصمة.

قولوا لمأذون البلد.. تحت الشجر يا وهيبة.. عدوية.. عيون بهية.. مبيسألش عليا أبدًا.. يابنت السلطان.. زحمة .. ياحلو صبح".. جميعها أغاني شعبية عاشت في قلوبنا ووجداننا رغم مرور سنوات طويلة على صدورها إلا أنها عبرت عن الفن الشعبي في بداية مشواره الذي انحدر طريقه تمامًا خلال السنوات الأخيرة ليعيش الجميع حالة من الأسف على مصير الأغنية الشعبية.

في التسعينيات استمعنا لأغنيات الفنان الراحل حسن الأسمر، والذي أبدع في تطوير الأغنية الشعبية بصورته المميز، وكذلك ظهر النجم حكيم، ومع مرور السنوات وبداية الألفينات، ظهرت المهرجانات التي لم تضف جديدًا على الساحة الفنية بل زادتها خرابًا وإنحدارًا للذوق العام.
وبين ليلة وضحاها، ادعى البعض تطوير الأغنية الشعبية بما يتلائم مع العصر الحالي، فسمعنا ما يسمى بالمهرجانات الشعبية ذات الرتم السريع والكلمات البذيئة، يرددها الشباب والأطفال، وتكون هي البطل الأول في أي حفل مصري، في ظل غياب تام لأصل الأغنية الشعبية البسيطة التي عرفناها في القرن الماضي.

وخلال الأيام الماضية، ظهر أشخاص يدعون انتمائهم للوسط الفني، يحاولون تقديم أغنية شعبية جديدة إلا أن الجمهور بالفعل أصيب بحالة من الملل والرتابة من هؤلاء، فخلال ساعات قليلة سمعنا عن "حمو بيكا" و"مجدي شطة" بعد "خناقة" بينهما، فهما يطلقان على أنفسهما مصطلح فنان، لكنهما يهدران معنى الأغنية الشعبية التي لها تاريخ لا يعرفانه من الأساس، ليصبحا في ليلة وضحاها حديث الرأي العام بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي تناقلت كلمات أغانيهما بتعجب وسخرية دون إدراك المعنى أو المغزى منها مثل كلمات "المادة شدة ورب الكون ميزنا بميزة".

عدوية ورشدي والعزبي أبدعوا في الفن الشعبي، ليصادف قدرهم أمثال حمو بيكا ومجدي شطة ليكونا محسوبين على هذا الفن، أما الضحية فهي الأغنية الشعبية التي أصبحت بلا مستقبل ولا مصير.


وفي رد فعل قوي، حذر الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، من التعاقد مع أي أسماء سواء كان حمو بيكا أو غيره من الدخلاء على المجال الغنائي قد يؤدي أغاني أو أعمال موسيقية في الأعمال السينمائية أو الدرامية ما لم يكن عضوا بنقابة المهن الموسيقية أو مصرح له من النقابة حتي ولو كان العمل في إطار الدراما.

وقال الفنان هاني شاكر في بيان صادر عن النقابة، إنه تم الاتفاق والتنسيق بين الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية والدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية بضرورة عدم التعاقد مع أي فنان يؤدي أغاني وأعمال موسيقية في الأعمال السينمائية أو الدرامية ما لم يكن عضوا بنقابة المهن الموسيقية أو مصرح له من النقابة حتى ولو كان العمل في إطار الدراما. 

وأهاب الفنان هاني شاكر والدكتور خالد عبدالجليل، بالمنتجين للأعمال الفنية الإسهام في إنجاح وتفعيل الدور الريادي للفن المصري، مؤكدا أن الجميع شركاء في بيان الوجه الأجمل للفن العربي.

وأشار البيان إلى أن هذا الاتفاق يأتي في إطار الجهود المبذولة من الأجهزة الرقابية في الدولة ونقابة المهن الموسيقية لمنع الأعمال الغنائية والموسيقية التي تهبط بالذوق العام وتحط من قدر مصر باعتبارها حاضنة الفن العربي الراقي.

وكان الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية نجح في إلغاء ثلاث حفلات غنائية لحمو بيكا وتحرير أكثر من محضر ضده وأكد أنه سيلاحقه بالقانون.