الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد زلط يكتب: العم الواصي والكنز المفقود!!‎

صدى البلد

مع بدايات عام 2018 أطلقت محافظة القاهرة حملة تشويقية تحت شعار "خليك زي آدم" دون التنويه عن مقصدها، وهى عبارة عن لوحة إعلانية ذات خلفية زرقاء مرسوم عليها ولد صغير باللون الأبيض، ظن البعض من الوهلة الأولى أنها حملة لأحد المحلات الكبرى، وهناك من اعتقد أنه برومو ألبوم غنائي أو أفيش فيلم جديد، وآخرون وهم كثيرون ذهب بهم الخيال بعيدًا فتصوروا أن "آدم" رجل خيٌر سوف يفيض عليهم بالمال والطعام، لكن عندما تم حل اللغز وعرف الجميع أنه ولد نظيف لا يلقى بالورق على الأرض، هدأت التساؤلات وتراجع صخب الحملة، وكأن النظافة ليست ضمن اهتماماتنا الشخصية.

وبما أننا مصريون لا نستطيع العيش بدون صخب حتى ندخل في صخب آخر، جاءت الحملة المثيرة والمجنونة "الحق إنزل البلد بسرعة عمك لقى كنوز"، وهى مستوحاة من رسالة ترافقت مع أحداث 25 يناير، واستهدفت جميع التليفونات المحمولة للشعب ولا أحد يعرف حتى الآن مصدرها وكيف وصلت إلى ذلك الكم الهائل من المواطنين، المهم، عادت الرسالة الغامضة والمثيرة تجوب شوارع القاهرة مرة أخرى على هيئة لوحات إعلانية دون التنوية عن مقصدها أيضا، لكن هذه المرة تراجع المصريون عن التفكير في الفزورة بسبب "آدم" الذي خذل جيوبهم وبطونهم.

فات الكثير ولم تكشف شركة الدعاية عن حقيقة تلك الكلمات المثيرة حتى الآن، لكن يبدو أن أمامنا وقت ليس بالطويل حتى نلتقي "العم الواصي" ونستلم "الكنز المفقود"، أحلام داعبت خيالنا في 2011، وحان الوقت كي نصبح أغنياء، أتمنى من الله أن تكون الرسالة هادفة وموجهة بشكل مباشر لأولئك الذين يفتشون عن القطع الأثرية أسفل بيوتهم وكذلك التنقيب عن المقابر الفرعونية، لأن ما يحدث حاليًا أشبه بمسرحية كوميدية تتمحور فى سؤال ساخر "كيف لأحفاد الفراعنة الذين صعدوا 139م لبناء الأهرامات، أن يتدنى بهم الحال تحت الأرض يبحثون عن الوهم!؟"، هم ارتقوا لأعلى ونحن انزلقنا لأسفل.

عقلي وخبرتي الصحفية يؤكدان لي، أنه لا توجد مصادفة بين الرسالة الغامضة وأحداث 25 يناير، ولو أضفنا إليهما شائعة الـ 60 مليار دولار لـ"مبارك" سوف نجد أنفسنا أمام ثلاث كوارث واحدة منها كفيلة بتدمير أى بلد مهما كانت قوته، الأولى - ثورة بدون هدف أنتجت في النهاية "الفوضى"، الثانية - رسالة مجهولة عن الآثار أصابت الفقير بالجنون فذهب يبحث عن الثراء تحت الأرضٍ، الثالثة - الكل ترك عمله في انتظار تقسيم ثروة الرئيس السابق، فتوقف المزارع عن الزراعة، والصانع عن التصنيع، والدكتور عن الدكترة، والمهندس عن الهندسة، فحدثت فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب تسربت منها طيور الظلام وأحدثت الفتنة، عندما نتأمل تلك النقاط الثلاثة سنجد أنفسنا أمام مثلث دمار شامل "فوضى، جنون، فتنة"، نجونا من الهلاك لكننا لم نسلم من المعاناة، حمى الله الجيش، حمى الله الوطن (بطلوا حفر يا مصريين).