الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية بلكونة شهدت قصة عشق زوجين مسنين.. و40 طعنة أنهت حياتهما من أجل السرقة..صور

الشقة موقع الحادث
الشقة موقع الحادث

داخل أحد شوارع حي روض الفرج، الذي يتسم بالترابط الأخوي بين المواطنين، يساندون بعضهم البعض فى الأفراح والأحزان، حيث خيم الحزن على المنطقة بالكامل من هول الجريمة البشعة، بعد عثورهم على جثتين مذبوحتين وبهما طعنات لرجل وزوجته يبلغان من العمر 70 عاما.

وانتقل موقع "صدى البلد"، إلى مقر الحادث ليرصد تفاصيل الواقعة ومعرفة الأسباب، التي حولت شخصا ليس بداخله رحمة ولا إنسانية إلى حيوان مفترس، لينقض على رجل مسن وزوجته ويقوم بذبحهما وطعنهما عدة طعنات، تعدت الـ 40 طعنة.

حال أهالي حي روض الفرج، لا يختلف كثيرا عن حال فقدان أب لأولاده، وزوجة لزوجها بعدما عرفوا بمقتل رجل الإنسانية وسيدة الرحمة والطيبة، كما يطلق عليهما سكان المنطقة.

"بلكونة" اقل من متر فى متر كانت تجمع المسن وزوجته فى كل ليلة، وبالتحديد ما بعد العصارى، تجدهما كعصافير الكنارى رغم كبر سنهما، مصطحبين أدوات التسلية وكأنهما فى فترة الخطوبة، مجتمعين فى جنتهما الصغيرة ، يتبادلان الحكاوى بينهما.

"الله يرحمهم" بهذه الكلمات بدأ علي . م .، والذي يعمل حارس عقار بأحد المبانى المجاورة لموقع الحادث، قائلا: "أنا متواجد في الشارع ما يقرب من 40 عاما، أعمل حارسا، لم أجد من الرجل المسن وزوجته شيئا مخلا بالمرة، لم أسمع لهما صوتا ولم أرهما منذ عام، حيث يصطحبان بعضهما الى بلكونة منزلهما فى الدور الأرضي، ولا يعرفهما أحد على الإطلاق".

يلتقط أطراف الحديث حسينى . ع .، صاحب كوافير حلاقة بالعمارة المجاورة لموقع الحادث قائلا: "ماتوا الناس الطيبين" مضيفا: "أعمل حلاقا بالمنطقة منذ ما يقرب من 35 عاما، لم أقابل الرجل وزوجته يوما على الإطلاق ولم اسمع عنهما شيئا ولم اعرف لهما اسما، تعجبت كثيرا لأمر هذا الرجل وزوجته لما يفعلانه رغم كبر سنهما الذي تخطى الـ 70 عاما، ولم أعلم عنهما إلا أنهما علي المعاش مكتفين ببعضهما البعض، لا يهتمان بشؤون أحد ولا يختلطان فى الأمور التى تحدث فى المنطقة، مستكفين بوحدتهما وسكنهما الهادئ.

وأضاف حلاق المنطقة: "انتظرت المسن الذي راح ضحية الغدر كثيرا، أن يأتى الي، ومن ثم يطلبنى لكى اقوم بالحلاقة له، ولكن لم يفعل شيئا من هذا القبيل، حينها تأكدت ان هذه الشقة التى تظهر وكأن لم يجد بها أحد وما تحتويه من أشخاص ليس لها علاقة بأحد من المنطقة على الاطلاق.

"الله يرحمهم، كانوا ناس طيبين وفي حالهم" ، بهذه الكلمات بدأت ام حسام صاحبة سوبر ماركت أمام العمارة، محل واقعة العثور على جثى روض الفرج، وبالتحديد أمام" البلكونة" التى شهدت شباب المسنين، قائلة: "لا أعرف هل هذا حقيقى أم كابوس شنيع سوف استيقظ منه على وجه الملاك البشوش " المسنة"، تعاملت مع السيدة المسنة كثيرا، ولم أجد منها شيئا مخلا علي الاطلاق، وكانت تتعامل معى مثل معاملة أم لابنتها.. وكانت لا تتحدث فى أمور أحد ولا تنشغل بغير نفسها وزوجها المسن، ولا تتحدث معى كثيرا فى غير الأمور العادية، وكانت تطمئن علي من وقت لآخر وكأنها والدتى التى لم تلدنى".

وأضافت صاحبة السوبر ماركت، والدموع تنهمر من عينيها، بعدما عرفت بالحادث الذى انقض عليها كالطامة الكبرى: "توفيت الروح الخفيفة على قلوب من تعرف عليها أو تعامل معها".. رغم أن السيدة المسنة التى راحت ضحية الغدر ليس لها علاقة بأحد، كانت دوما تصطحب زوجها الي بلكونة الشقة بالدور الارضى "امام السوبر ماركت" يتبادلان فيما بينهما القصص والحكاوى، فيما تظهر عليهما ملامح الطفولة البريئة، قد تجد "البلكونة" شهدت قصة حب لاثنين عاشا مع بعض دنياهما علي الحلوة والمرة.

ووجهت أم حسام رسالتها الي المصريين، ألا ينساقوا وراء الشائعات، ولا يبدوا فى أمور الرجل المسن وزوجته بغير الحقيقة، موضحة أنهما كانا يعيشان فى أمان فيما بينهما، بعد مصرعهما، لا يعرف أحد عن حياتهما شيئا علي الإطلاق.

البداية حينما تلقى اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة، بلاغا بالعثور على جثتين مذبوحتين داخل مسكنهما فأمر على الفور بتشكيل فريق بحث لمعاينة مسرح الجريمة وتحديد وضبط الجناة.

فى الوقت الذى انتقل فيه فريق من النيابة العامة ورجال المعمل الجنائي لرفع البصمات ومعاينة الجثتين وحصر المسروقات، حيث تلقى العميد حسام عبدالعزيز رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة روض الفرج بعثور الاهالى على جثتين داخل شقة بالعقار سكنهما بعد انبعاث رائحة كريهة من داخلها.

وكشف مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، أن المعاينة الأولية لمسرح جريمة قتل زوجين بالمعاش داخل شقتهما بروض الفرج كشفت عن أن هناك بعثرة بمحتويات الشقة مما يشير إلى أن الجريمة حدثت بدافع السرقة وبعد افتضاح أمر اللص ارتكب جريمته خشية افتضاح أمره وتمكن من سرقة أموال ومجوهرات جارٍ حصرها.

وانتقل فيه رجال البحث الجنائي لمكان الحادث وتبين من المعاينة ان الجثتين لزوجين بالمعاش وليس لديهما اولاد وبهما آثار طعنات نافذة بالرقبة فيما يقوم رجال المباحث باستجواب الجيران وشهود العيان وفحص علاقات المجنى عليهما فى محاولة للتوصل الى الجناة، وباشرت النيابة التحقيقات واستعجلت تحريات المباحث حول الحادث.