الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الشباب ودورهم في التنمية والتغيير

صدى البلد

الشباب هم عصب الحياة وشركاء اساسيون في التنمية والتغيير ولدينا في مصر إحصاءات رسمية صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عام 2018 ان عدد الشباب الذي يتراوح عمره ما بين 18 -29 عاما حوالي 21% من اجمالي سكان مصر يعني اكثر من 22 مليون نسمة تقريبا يحتاجون الي الاهتمام من قبل الدولة وهذا ما فعله الرئيس السيسي عندما بدأ عام 2016 في اطلاق سلسلة مؤتمرات الشباب في مصر ومحافظاتها وعلي مستوي العالم مثلما رأينا مؤتمر شباب العالم الذي استضافته مدينة شرم الشيخ وضم اكثر من 5000 شاب من مختلف الجنسيات للتحاور حول المشكلات التي تعاني منها الدول وهي مشكلات عديدة بلا شك ،

ومن اهمها مشكلة الفقر والبطالة بين الشباب وعدم القدرة علي ان يحصل عي فرصة عمل بالجهاز الحكومي وايضا في العمل الخاص الا من خلال وساطة او معرفة للشاب داخل هذه المؤسسة او ذاك الامر الاخر والدولة لم تصمت علي هذا فهي علي قدر المستطاع تحاول العثور علي فرص عمل للشباب من خلال المشروعات الصغيرة وتقديم القروض من خلال جهاز تنمية المشروعات ومبادرة البنوك الوطنية من اجل تقديم القروض للشباب من مختلف الاعمار وبشروط ميسرة.

الشباب يحلم ولديه الطاقة والقوة والنشاط يستطيع تنفيذ مهام عديدة عندما نمنحه الفرصة والقيادة مثلما تفعل الدولة حاليا لبعض الشباب وعندما تكرم الشباب المتفوق في كافة المجالات وهذا شيء محمود بلا شك تقوم به الدولة تجاه هذه الفئة التي تعد الاكثر حركة وحماسا ولديها افكار جديدة وليس افكارا معلبة عفا عليها الزمن ..

ومن ناحية اخري يستقي بعض الشباب ثقافته من وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع يوتيوب والاخبار المختلفة ولم يسع الي القراءة بل يهجرها تماما بحيث لا تجد شابا مهتما بالقراءة والتثقيف والتدريب بل يلجأ الي الشيء الاسهل واليسير وربما ينساق الي اشياء غير مرغوبة وخطيرة تهدد الأمن الوطن لاجل الحصول علي المال بأي طريقة او اللجوء الي الادمان للهروب من واقع البطالة والاحباط والفراغ وعدم وجود اهداف لديه الامر الذي جعل هناك نسبة كبيرة من المتعاطين للمخدرات بين الشباب والمدمنين الذين يعانون من ثراء فاحش لدي ابائهم او فقر مدقع يجعلهم يلجأون الي وسائل غير مشروعة للكسب والعيش كالسرقة والنصب والغش التجاري حيث يعد الفقر واحدا من أهمّ المشاكل التي يعاني منها الشباب، فالفقر يمتلك أشكالًا كثيرة كعدم الحصول على عمل جيد، بحيث يستطيع أن يغطّي تكلفة معيشته اليوميّة.

والدولة لا تستطيع ان توفر للشباب فرص عمل في الجهاز الحكومي المتخم بالعمالة والموظفين بأي حال من الاحوال وهذا ما يخلق مجموعة من المشاكل الكثيرة، كعدم التمتّع بصحة جيدة، وقلّة الاهتمام الشخصيّ، كما أنّ نسبة كبيرة من سلوك الشباب تكون طائشة وغير متوقّعة، كاعتماده على السرقة، وتعاطي المخدرات والتي تزيد من حد القضيّة، وقد تؤدي به إلى السجن, وربما تؤدّي به إلى الوفاة.

ومن ناحية اخري فمسؤولية تنمية الحوار بين الشباب ضرورة ومسئولية الدولة في هذا الامر عظيمة مثلما هو حادث الان من مؤتمرات الشباب المتعددة منذ اكثر من عامين , وهو مسئولية الأسرة في البداية فيجب على الأب والأم تشجيع أبنائهم على الحوار، إذ يتوجب وجود حوار بناء بين الأبناء داخل البيت الواحد وبين الجيران وبين الاصدقاء في المدرسة والنادي ، حيث يكون تحت رقابة الأهل من أجل تعديل بعض المعلومات والمفاهيم الخاطئة، وضرورة وجود حوار يجمع ما بين الأب والأم والأبناء، أو أحد هذه الأطراف معًا من أجل مناقشة قضية ما، وبالتالي تنمية مهارة الحوار لدى الأبناء.وفي المؤسسات التربوية تشجع المدرسة الأبناء والشباب على تنمية الحوار لديهم، كحوار المعلم مع طلابه، وكذلك حوار الأستاذ مع تلامذته في الجامعة، وحوار الطلاب مع بعضهم البعض، وهذا ما ينمي حوار الشباب والتواصل مع بعضهم البعض من أجل تحقيق حوار بناء. دور العبادة يجب خلق حوار بناء ما بين الشباب وعلماء الدين، ويتم ذلك بمناقشة الآراء، والأفكار، وتعديل ما لديهم من آراء خاطئة، ومعتقدات. 

وورش العمل والمراكز الثقافية تهتم بتنمية الحوار لدى الشباب باعتبارها على درايّة تامة بالمسؤولية التي تقع على عاتقها في بلورة أهمية الحوار بالنسبة للشباب، وذلك بعقد ورش عمل تتعلق بقضايا الشباب ..الشباب هم شركاء المجتمع في التنمية والتغيير الي الافضل فلا نتركهم فريسه للجهل والبطالة والمخدرات وفقدان الهوية وعدم الانتماء.