الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفاق وتفتيت الشعور بالمسؤولية فى محاضرات مسرح الفكر بمعهد جوته

صدى البلد

أقام معهد جوته الثقافى مُحاضرة جديدة في الموسم الثّاني لمسرح الفكر تحت عنوان: النّفاق وتفتيت الشُّعور بالمسئوليّة .

تأتى المحاضرة في إطار استكمال مشروع التّحرير لاونج جوته لسلسلة مُحاضرات مسرح الفكر مع أُستاذ علم الاجتماع عمرو علي والتي تهدف إلى دعم مفهوم التفكير النقدي والإبداعي، حيث يواصل المشروع مواصلة العمل على المحاور الخمسة الأساسيّة للمشروع والذي يأتِي من بينها المسؤولية، التّعبير الإبداعي والوعي.

تناولت المُحاضرة المفاهيم الأساسيّة المُرتبطة بفكرة النّفاق وتفتيت الشُّعور بالمسئوليّة، ومفهوم الاحترام والخصوصية، ومن ثم طرح د. عمرو علي العديد من الأسئلة الهامة مثل: هل تلعب وسائل التّواصُل الاجتماعي دورًا في تفتيت الشّعور بالمسؤوليّة؟ ما هي فكرة البدايات ومدى ارتباطها بمفهوم الحُريّة والمسئولية؟ .

تطرّق عمرو علي إلى عدّة محاور هامة لفهم مغزى تفتيت الشُّعور بالمسؤوليّة، يأتِ على رأسها التّراكُم والتّسارع والسرعة الفائقة للأحداث وعدم وجود فرص لحدوث عملية الاستيعاب والانعكاسات (مراجعة الذات)، فضلًا عن تسليط وسائل التّواصُل الاجتماعي الضّوء على ملفّات معينة، ومدى تأثير ذلك على وجود حالة من الازدواجيّة والحث على الكذب والظّهور بمظهر مُغاير للواقع في العديد من النّواحي الشخصيّة والمجتمعيّة على حدٍّ سواء.

وانتقل إلى الحديث عن نموذج شخصيّة "الهولنديّ الطّائر" الأُسطوريّة، كنموذج عملي من الفلكلور الهولندي لفكرة الصّراع في الإبحار بلا مَرسى، لا هو يدري إلى أين المسار ولا يعلم متى العودة، وهو الصّراع نفسه الموجود في حالة النّفاق ومُحاولة استرضاء جميع الأطراف على حساب النّفس، والشعور لاحقًا بالأسر نتيجةً لذلك. وواصل الحديث عن ضرورة وجود القدوة، والدور المنوط به تعزيز الشُّعور بالمسؤولية ونبذ الكذب ومن ثم تضييق دائرة النّفاق.

وأردف أنَّ ليس فقط سوء استخدام وسائل التّواصُل الاجتماعي هي التي تلعب دورًا في هذا الصّدد، حيث توجد العديد من العوامل في العصر الحديث التي تساعد على زيادة حالة النفاق المجتمعي وتزيد مفهوم الحاضر المتهالك مما يزيد من عواقب عدم الوفاء بالوعود "الوعود الكاذبة".

تناولت المحاضرة جانب من فلسفة "هانا ارندرت" وسلطت الضوء على تقدير المساحات في التعامل مع الاخر وطرحت مسألة هل ينظر الفرد لنفسه في العصر الحديث على انه يستخدم مرة واحدة في المجتمع او انه قابل للاستهلاك مما يتنافى مع مفهوم الاصالة والاستمرارية فلا يهتم بترك بصمة في المجتمع؟
المُحاضرة تأتِ في إطار سلسلة مُحاضرات مسرح الفكر، والذي انطلق عام 2017 من خلال 3 حلقات تدور حول مفاهيم فلسفيّة وأبعاد فكريّة تم تطويرها مع أُستاذ علم الاجتماع ومؤسّس "Alexandria Scholars" أ.د عمرو علي، ناقش خلالها العديد من النظريات والأبعاد الفكرية والفلسفية بشكل مُبسَّط، مُستهدفًا المهتمين بالقضايا الفلسفيّة والفكريّة.

جديرٌ بالذّكر أنَّ سلسلة حلقات مسرح الفكر لهذا العام قد انطلقت من مُحافظة الإسكندرية وصولًأ إلى مُحافظتي القاهرة والمنيا.