الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: العشم المميت‎

صدى البلد

قد يتحمل المرء أن ينام في العراء في إحدي ليال ديسمبر ،ويقاوم ظلام الليل الدامس منتظرا بزوغ الفجر بفارغ الصبر، وفي اليوم التالي يجد نفسه محاط بأشعة الشمس من كل صوب واتجاه تعويضا له ،كنوع من أنواع المكافأة التى يستحقها بعد ليلة طويلة من المعافرة والمثابرة
بينما إذا جاء إليه أحدهم ليخبره أنه سيحضر له غطاء ليحميه من برودة الليل... ماذا عليه أن يفعل عندئذ ؟ !

لاشك أنه سيرفع سقف التوقعات، وسيرسم الآمال في مخيلته، وأهمها: أنه سينعم بليلة دافئة، مما يجعله يتخلي عن قوته ، فتضعف عزيمته وتفتر إرادته... ويتمتم في قرارة نفسه: وما الحاجة إلي كل هذه المقومات طالما سيكون هناك بديلًا عنها!

وفي اليوم التالي: حاول الجميع أن يوقظ هذا الشخص ولكنه لم يستيقظ كعادته .. لماذا؟!
لأن أحدهم قد خذله، وقطع له عهدا لم يكن أهل له، وعشمه بالغطاء، مما جعله يلفظ صبره ويبغض معافرته ،فلو كان تركه علي وضعه لعاش ، ولكن استطاع أن يوهمه بطرف خيط من الأمل ثم جذبه من يده فجأة، مما جعله يسقط أرضا ويلقي حتفه.

لا تعشم أحدا بمشاعر زائفة، وحب كاذب، واتركه يستند على نفسه ولا تعطي له جرعة من الوعود فيتكئ عليها فينكسر، ولا تأخذ عهودا علي نفسك ثم تنقضها فينهزم.