الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: حُكم المساواة ومخالفة شرع الله فى المواريث

صدى البلد

(يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

من عظيم حكمته ورحمته وعدله اختص الله نفسَه لتقسيم الميراث في كتاب لا ريب فيه، كتاب لا يأتيه الباطل من بعيد أو قريب، لأنه يعلم مدى ظلم البشر فيما بينهم، بالجور على حقوق بعضهم البعض، وما أكثر الضلال والتضليل والظلم البين في الخفاء وفي العلن، انظر لهذا الطمع الموجود في طبيعة ونفس الإنسان "وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا .. وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا " أفلا يعلم الله من خلق وهو اللطيف الخبير العليم ! 

ولو لم تكن تلك الصفات موجودة فينا نحن البشر لكان الله ترك باب الإجتهاد مفتوحا في تقسيم الميراث انما أمر العدل والعفو والإحسان، ولأنه يعلم أن المواريث تتعلق بالبشر بما فيها النساء كبارا وصغار بنات وامهات، حفيدات وجدات، ابكارا ومتزوجات، مطلقات وارامل، والأيتام إناثا وذكروا ، وهم جميعا الحلقة الأضعف عند وفاة عائلهم، وعليه فقد نص القرآن على تلك المسائل والفروص في آيات صريحة وواضحة، ولحساسية المعاملات المادية بين البشر جائت أطول آية في القرآن هي "آية الدين" وأمر أن يكتب ويسجل بقلم كاتب عدل وبشهود بين الدائن والمدين، حتى أن تحدث عن الرهن المقبوض ساعة اخذ المال ، وذكر أنه لو كانت بينهما تجارة فلا بأس، وحسب طريقة التعامل والحسابات بينهما، فالله حريص علينا وعلى مصالحنا، وهو الوكيل ونعم الوكيل، أليس هذا إله عادل حكيم ؟! 

عندما تنظر للكتاب الذي بين أيدينا تجد أن الله "سبحانه وتعالى" لم يذكر تفاصيل فرائض كثيرة منها فريضة الصلاة التي هي اهم ركن من أركان الدين،وتركها للسنة، لكنه فصّل ووضح وحدد وقسم أنصبة الميراث لأهميته ولضمان عدالة توزيعه والتقسيم بالحق الشرعي " نصيبا مفروضا" فكيف يأتينا من يغير نص واضح الدلالة والمقصد من رب عادل حكيم رحيم .. فهل السبسي وغيره من العباد أعدل من رب العباد ! 

لماذا كل ما يسيء إلينا من تجاوزات وأخطاء بعض البشر نحيله سريعا إلى القرآن متهمينه بالتقصير وأن القرآن والسنة هما السبب وأن هذا الكتاب الذي هو معجزة نبي الإسلام ؛ غير صالح لكل زمان ومكان ! أليس العيب فينا نحن ! ألم يتكدس في نفوسنا الطمع والجشع والبخل والشح ! ألم ينتشر الظلم والفساد والجور وأكل أموال الناس بالباطل ! فما ذنب آيات الميراث في اختلاف الورثة وظلم بعضهم لبعض وأكل الحقوق بالباطل ! ما ذنب التشريع الإلهي عندما يأكل الأخ حق اخته ولا يعطيها نصيبها الشرعي في تركة ابيها ! أبذنب آيات الميراث يضيع حق اليتيم وحق الضعيف وحق المرأة ! 

ملايين القضايا تكتظ بها "أرشيفات" وجداول المحاكم واجندات القضاة، وملفات القضايا وأغلبها أكل الأموال بالباطل، والتعدي على حقوق الغير سواء كان ميراثا أو بيعا وشراء أو مستحقات وديون ! فهل يُسأل عنها الدين والقرآن !

وهل القتل والظلم والقهر والطغيان والاستبداد والاستعباد الذي سبق الإسلام وما بعد ظهور الإسلام يسأل عنه أيضا القرآن ! وهل الصراع على السلطة والحكم حتى في وجود كبار الصحابة مسؤول عنه القرآن ! وهل القتل والإرهاب الحاصل الآن يُسأل عنه القرآن !

..يا سيدنا كل الدول تضع دساتير ويُسن منها قوانين مختلفة، فهل عندما تحدث مخالفات لتلك الدساتير والقوانين، هل يستطيع فرد أو جماعة أن يحاكموا الدساتير والقوانين " الوضعية" ؟! أم يحاسب من خالف وأجرم وتجاوز وخرج عن حدود تلك القوانين ! أنلتزم بقوانين البشر ونطعن في قوانين رب البشر ! ونخالف أوامره ونأتي نواهيه ! نقصي المعروف ونؤيد المنكر ! ..

أيها المؤولون الجدد لا تهدموا الشرع بل حاكموا المخالف للشرع، فهو شرع العادل الحكيم الرحيم ..
ونعود فنقول إن على مؤسسة الأزهر الدور الأهم وربما الأوحد، في توضيح كل الأمور الشائكة ليقول قولته الحاسمة، حتى لا تُترك المسائل الفقهية الخطيرة للجهلاء يصولون ويجولون وبضاعتهم مزجاة وسلعتهم الجهل والافتراء والأكاذيب والتضليل، وما أكثرهم على الفضائيات ومواقع التواصل غير الاجتماع