الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تدرس فرض حالة الطوارئ لمواجهة احتجاجات السترات الصفراء.. دعوات لنزول الجيش إلى الشوارع.. واجتماع مغلق في الإليزيه لبحث الأزمة

صدى البلد

غضب فى فرنسا على خلفية احتجاجات السترات الصفراء
ماكرون رئيس حكومته في اجتماع مغلق بالإليزيه ويدين الاحتجاجات العنيفة ويعد بالرد
استنفار أمني في كافة أرجاء البلاد تحسبا للمزيد من العنف


ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن فرنسا قد تضطر إلى إعلان حالة الطوارئ بعد يوم من الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين مع الشرطة والذي نتج عنه إصابات عديدة في كلا الطرفين، وسط دعوات لإرسال الجيش لإخماد الاضطرابات المدنية.

وكانت باريس أمس مسرحا للفوضى ولعنف منقطع النظير على هامش احتجاجات ذوي السترات الصفراء، حيث احتل المحتجون وسط باريس وأضرموا النيران في السيارات، وحطموا نوافذ المحلات والنوادي واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب.

وفي محاولة للشرطة لتفريق صفوف المحتجين والتغلب على أسوأ أعمال شغب تشهدها فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات، استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتحقيق ذلك.

وبدأت مظاهرات ذوي السترات الصفراء التي احتجاجا على رفع الضرائب على الوقود في 17 نوفمبر، لكنها امتدت إلى أسابيع من الاضطرابات المدنية، وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، وانتهت أمس بـ133 جريحا من بينهم 23 ضابط شرطة واعتقال 412 متظاهر.

وقالت الحكومة الفرنسية اليوم الأحد إنها ستفكر في فرض حالة الطوارئ لإنهاء العنف، حيث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوس النصر وتعهد بتقديم المتظاهريين للعدالة.

ويعقد ماكرون حاليا اجتماعا مع رئيس كل من رئيس الوزراء ووزير الداخلية في محاولة لقمع التحدي لرئاستة، فيما قال متحدث باسم الحكومة إنه من غير المرجح أن تصبح كل عطلة نهاية أسبوع اجتماعا او طقسا للعنف.

وستسمح حالة الطوارئ بصلاحيات إضافية لقوى القانون والنظام، بدءًا من التوقف والتفتيش إلى تنفيذ غارات على منازل المشاغبين المشتبه بهم، وسط دعوات لاستدعاء الجيش، وكانت آخر حالة طوارئ بفرنسا عام 2015، في أعقاب هجمات إرهابية استمرت حتى نوفمبر 2017.

وكان قوس النصر نفسه من بين مئات المباني التي هاجمها المحتجون السبت الماضي عندما تم تحويل الشانزليزيه إلى منطقة حربية وسط باريس، وعلى واجهة القناطر الشاهقة التي تعود للقرن التاسع عشر، كتب المحتجون بأحرف سوداء كبيرة: "ستنتصر السترات الصفراء"، بينما وقف المتظاهرون السلميون على طول الشانزليزيه يرفعون شعارات مكتوب عليها "ماكرون، توقف عن معاملتنا مثل البلهاء".


وقال المتظاهرون إن أعمال الشغب التي وقعت أمس كانت بداية ثورة، في أعمال العنف التي أعادت ذكرى ثورة 1968، فيما وقال فريدريك لاجاش من اتحاد شرطة التحالف الذي دعا الى حالة الطوارئ "نحن نواجه حالة من التمرد".

وأضاف لاجاش أنه يجب جلب تعزيزات من الجيش لحماية المعالم العامة وإعطاء الشرطة الحرية للتعامل مع الاضطرابات الأخرى.

تم وضع 16 نقطة تفتيش للهوية وحواجز للشرطة في الشانزليزيه لأول مرة في تاريخها في محاولة لتجنب أعمال الشغب، لكن تلك الإجراءات فشلت أثناء محاولة وقف الفوضى في باريس.

من جانبه علق ماكرون على الاحتجاجات العنيفة في البلاد قائلا "لا سبب يبرر الاعتداء على السلطات، ونهب الشركات وتهديد المارة أو الصحفيين أو تشويه قوس النصر.

وأضاف " أولئك المذنبون بهذا العنف لا يريدون التغيير، إنهم لا يريدون تحسينات، هم فقط يريدون الفوضى، إنهم يخونون الأسباب التي يدعون أنها تخدمهم والتي يتلاعبون بها".

وتابع "سيتم التعرف عليهم وتقديمهم إلى العدالة بسبب أفعالهم، سأحترم دائما النقاش وسأصغي دائما للمعارضة لكن لن أقبل أبدا العنف".

انتشرت حركة ذوي السترات الصفراء عندما خرج سائقو السيارات إلى الشوارع وهم يرتدون السترات الصفراء التي يطلب من السائقين حملها في سيارتهم في فرنسا، ومنذ ذلك الحين، اكتسب الاحتجاج زخمًا واتخذ هدفه لارتفاع تكاليف المعيشة والاستياء على نطاق واسع من رئاسة ماكرون.

وانتشرت الاحتجاجات أمس إلى ما بعد باريس حيث قام متظاهرون يرتدون السترات الصفراء بإغلاق الطريق السريع في بياريتز في جنوب غرب البلاد وأطلقوا قنابل الدخان الأصفر في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة في فرنسا، كما وصلت احتجاجات السترات الصفراء إلى لاهاي بهولندا، حيث تجمع الناس خارج مبنى البرلمان الهولندي يوم السبت الماضي.

وواجهت الحكومة الفرنسية صعوبات في التعامل مع المتظاهرين لأن الحركة لا تملك قيادة حقيقية ولم تنحاز إلى أي تنظيم سياسي.

وسعى ماكرون لإخماد الغضب من خلال وعده بإجراء ثلاثة أشهر من المحادثات على مستوى البلاد حول تحويل فرنسا إلى اقتصاد منخفض الكربون دون معاقبة الفقراء.

كما تعهد بإبطاء معدل الزيادة في الضرائب على الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل سريع للغاية ولكن فقط بعد رفع الضرائب المقرر في يناير.

حاولت الحكومة الجمعة الماضية - في الغالب عبثا - التحدث مع ممثلي الحركة، وقد تمت دعوة ثمانية منهم للقاء رئيس الوزراء إدوارد فيليب ولكن اثنين فقط استجابا للدعوة، وخرج أحدهم بعد إبلاغه بأنه لا يستطيع أن يدعو كاميرات التليفزيون في بث اللقاء المباشر للأمة.

واشتعلت الاحتجاجات في الوقت الذي كان يحاول فيه ماكرون مواجهة انخفاض شعبيته إلى 30 في المائة، وقد كشفه رده الذي العنيد على اتهامات بأنه ليس على اتصال بالناس العاديين.