الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد علوان يكتب: دماء في الشانزليزيه

صدى البلد

ما أشبه اليوم بالبارحة تشهد العاصمة الفرنسية احتجاجات تعيد إلى الأذهان انتفاضة 1968 والتي أثرت على المجتمع الفرنسي لعقود، وتعتبر حتى يومنا هذا نقطة تحول اجتماعي وثقافي وأخلاقية في تاريخ فرنسا الحديث حتى تجددت قبل ثلاثة أسابيع بعد أن تصاعدت الأحداث بسرعة في مشهد دموي بعد اشتباكات أصحاب السترات الصفراء مع الأمن؛ بسبب ارتفاع أسعار المحروقات القرار الذي لقي رفضا شديدا من الفرنسيين فزيادة أسعار الوقود ليست السبب الوحيد الذي أشعل غضب الفرنسيين لكنة شرارة البداية بين الفقراء والرأسماليين الذي يواجه مكرران اتهامات بأنه منحاز إليهم على حساب البسطاء أو بين سائقي السيارات والمهتمين بالحفاظ على البيئة.

فرنسا كانت صاحبة فكرة مؤتمر المناخ والراعية له ربما كانت الرؤية مختلفة لدى كل من الطبقة الحاكمة والشعب للاحتجاجات، فترى الطبقة الحاكمة أنها تناضل من أجل إنقاذ البيئة لكن الشعب يقول لماذا يتطلب منه أن يدفع ثمن قرارات الحكومة التي يراها ظالمة، لكنى أنا أراها من منظور مواطن يعيش في دول شهدت احتجاجات أطاحت بدول كاملة وتسببت في انهيارها ونشر الإرهاب على أراضيها ودعم التطرف فيها فكان يطلق عليها قبل سبع أعوام دول الربيع العربي، فعندما تتصدى الشرطة لأي مظاهرات كان هذه الدول تسارع بإلقاء سيل كبير من التهم تجاه الحكومة بل وصل الأمر إلى أن الدولة التي تشهد تظاهرات دامية الآن في الشانزليزيه قطعة التعاملات مع مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة، ورفضت تصدير الأسلحة وقنابل الغاز لمصر بحجة استعمال القوة المفرطة، لماذا هي لم تطرق المتظاهرين يعبرون عن الغضب تجاه الحكومة، ولماذا وزير الداخلية الفرنسي رفض أعطاء التصريح للمتظاهرين وحدد لهم مكانا بعيدا عن الشانزليزيه، وأين منظمات المجتمع المدني من انتهاكات الشرطة الفرنسية للمتظاهرين لا نسمع عن هذه المنظمات ولا تقاريرها إلا للدفاع عن الإرهابيين في الشرق الأوسط وفى قلبه مصر.