الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجدي شاكر: المصري القديم واجه السيول والأمطار بخطة عبقرية

صدى البلد

رغم التقدم الذي تعيشه البشرية، تظل الأمطار والسيول من أكبر المخاطر التي يمكن أن يواجهها البشر في أي وقت، إلا أن المصري القديم كان صاحب طريقة عبقرية في مواجهة مخاطر الأمطار والسيول، وفقا لما كشفه مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار.

وأوضح "شاكر" في تصريح لـ"صدي البلد" أن المناخ كان له تأثير كبير في بناء الحضارة المصرية القديمة، حيث إنه مع حلول الشتاء وهطول الأمطار والسيول كان المصري القديم بأسلوبه الخاص قادرا على التعامل معها لمواجهتها ودرء خطرها عن منشآته ومقابره.

وقال إن المصري القديم عندما كان يقرر بناء مقبرته يراعى أماكن الأمطار والسيول، وكان يختار أجود أنواع الأحجار وأصلبها ولو لم يجد فى مكانه كان يجلبها من أماكنها ومحاجرها من أسوان والمنيا وطره.

وأضاف أنه كان يختار المواقع المرتفعة البعيدة عن أماكن السيول، بل كان يصنع مخرات للسيول بعيدا عن معابده ومقابره، كما أنشأ لمقابره مداخل صغيرة وممرات متعرجة وأبار فى الممر، لاستيعاب ما قد يتسرب منها ولإعاقة السارقين، كما صنع المصري القديم ميازيب فوق أسطح المعابد تأخذ أشكال معبودات مثل باخت وذلك لتصريف المياه، كذلك عمل فتحات فى السقف بطرق مختلفة للإضاءة وتصريف المياه.

وأشار إلى أن وسائل تصريف المياه كانت قد بدأت في مباني عصر الأسرة الرابعة على أقل تقدير، ولكنها بلغت درجة واضحة من الذوق المعماري في مباني عصر الأسرة الخامسة، وأصبحت مياه الأسطح تنساب إلى ميازيب شكلت نهايتها على هيئة رؤوس سوداء ضخمة تتناسب هيئاتها مع ضخامة المباني وفخامتها، ويمر المجرى عادة من تحت ذقن الأسد.

وأضاف أن مجاري الأرضية فكانت تنحت ضيقة في الأرضية الحجرية أحيانًا، وتجري في مواسير من النحاس أحيانًا أخرى، ثم تنتهي إلى حوض كبير من الحجر، وبهذا حافظ المصري القديم على كثير من آثاره ثابتة صامدة رغم تعرضها لكثير من السيول وتعرض بعضها للتأثر خاصة فى وادى الملوك بالأقصر.