تميمة اليوم الأخير في حياة «سهام صالح».. كادت أن تحترف الغناء والنصيب قادها لـ الشاشة

صباحك مصري بلون النيل وطعم قهوة الصباح، مع إشراقة مفعمة بالأمل لم تخلو من ابتسامة هادئة تحملها لك الشاشة لتخبرك بأن يومك يسير نحو الأفضل.. بتلك الحالة الآخذة في التفاؤل كانت المذيعة الشابة تظهر لتخطف ناظريك إليها وتجذبك نحوها جذبا حتى تتعلق بصباحك المصري يوميا.

الجميلة سهام صالح، كانت من أحلى الوجوه التي قدمت البرنامج الصباحي على القنوات الفضائية رفقة زميلها هشام العاصي، قبل أن تغادره لبرنامح حديث المساء، لتنهي ثنائية أعتبرت الأقوى من ثنائيات الإعلام في الوقت الحاضر، بينما كتبت لنفسها نجاحا آخر في المساء.

سهام صالح بعفوية لم تختلف عن طلتها على الشاشة فتحت خزائن حكاويها وأزالت الغشاء عن جوانب من حياتها الشخصية وكفاحها المضني للوصول الى كرسي المذيع وتبوأ مقعدا ذو ثقل، تأهلت معه بنجاح لتصبح أول وكيل لنقابة الإعلاميين المصرية في تاريخها.
تحكي سهام التي درست الفلسفة في الجامعة بينما برعت فيها بالحياة، أن دخول الإعلام لم يكن ضمن مخططاتها حتى عرض عليها أحد العاملين في المجال الإعلامي بالكويت، العمل في قناة الحرة استنادا إلى هدوء ملامحها وملاءمة تعبيراتها للشاشة بينما يزيدها هذا الصوت الإذاعي واضح الحروف وسليم المخارج وزنا وقيمة للقبول في تلك المهمة.

اليوم الأخير من الاختبارات كانت سهام قد حددت طريقها نحو المستقبل من باب قناة الحرة، وسرعان ما عبرت بنت النيل السمراء إلى استوديوهات القناة كمصرية وحيدة ضمن ثمانية من المذيعات الكويتيات لتبدأ رحلتها مع النشرة الإخبارية.

عادت سهام إلى مصر عازمة على مواصلة مسيرتها لتبدأ من اليوم الأخير أيضا في اختبارات قناة "أون تي في" تحت إشراف الإعلامي ألبرت شفيق الذي أثنى على موهبتها من النظرة الأولى وسرعان ما اختارها لتقدم النشرات والفقرات الإخبارية المفتوحة على الهواء.

بعد تجربة أون تي في تظل قناة إم بي سي مصر التي أتاحت لـ سهام الظهور في برنامج توك شو صباحي، هي المحطة الأهم في مشوار المذيعة الشابة، بعد أن أعاد اكتشافها وأضاء لها الدرب نحو ظهور جديد عملاق الإعلام في مصر "محمد عبد المتعال" رئيس قنوات إم بي سي مصر، وبدأت من خلال حلقات البرنامج تلتقط خيط التألق من برنامج صباح الخير يامصر الشهير، ليصبح صباحك مصري هو البرنامج الأكثر رواجا مع كل إشراقة صبح.

تقول سهام عن البرنامج، إنها كانت مستمتعة بتقديمه نظرا لأنه غير من مفهوم المادة الإعلامية المقدمة على مائدة الصباح، ابتعدنا عن المحتويات الرتيبة التي يتناولها زملاؤنا في المساء، خططنا لبعث الأمل والتفاؤل في نفوس المشاهدين، وامتلكنا وسيلة خاصة لجذبهم الينا من خلال فقرات خدمية تتصل مباشرة بحياتهم اليومية.

فلسفة سهام الحياتية ربما كانت أقوى من المحتوى الدراسي الذي تعرضت له، إذ انها وبلا أي تردد لا تتوانى عن منح كل ما يعرض لها في الحياة من مواقف أو أشخاص توصيفا دقيقا، تتفهم ما يضمره الآخرون، تعتمد على نفسها في كل الاحوال، قالت في إجابة مقتضبة عن سؤال حول قيمة الرجل في الحياة "مافيش راجل وست بيختلفوا في شيء .. المهم الأخلاق والتربية .. ولا أتابع أو أهتم بما يسوقه كل طرف للآخر من اتهامات، وما يتناوله الإعلام من قضايا لمذيعين ينشغلون بهذه النقطة".

تؤمن سهام بأحقية الشباب في التغيير في نطاق عملها الإعلامي، قالت إنها تكن كل التقدير للوجوه القديمة لكنها كانت صارمة في منح الموهوبين الجدد حق القيادة في سبيل إحداث طفرة تأخرت لسنوات بسبب إعادة أنظمة حاكمة للإعلام قد تكون غفت في منتصف الطريق قبل أن تصل إلى مرونة حاضرنا وتطلع على ما ساقه لنا العصر من تكنولوجيا هدمت كل الثوابت وغيرت منحى النظريات الأكاديمية.

سهام تعتبر بما تبوأته من منصب كوكيل لنقابة الاعلاميين هي أصغر مراقب على عملية الإعلام في مصر، غير أن ما تعرضت له من مواقف وما اطلعت عليه من ثقافات وما عايشته من تجارب منحها القدرة على التحليل والتفسير والتحقيق ومن ثم الاستنتاج لإصدار الحكم الأنسب في الوقت الأمثل.

عن حياتها الشخصية، قالت إنها تأخرت عن توأمتها نصف ساعة بعد الولادة، لكنها على الأرجح لم تتأخر عنها في الحياة، بل سبقت إلى عوالم أخرى من العمل ودروب المجتمع، بينما احتفظت شقيقتها بحقها المقدس في تكوين الأسرة والبيت، وعلى الرغم مما حققته من نجاحات قالت سهام إنها كانت تتمنى أن تصبح "ربة منزل".

على استحياء غنت سهام بصوت حالم آخذ في الإحساس بما تنطقه من كلمات "وصفولي الصبر لقيته خيال"، كانت سهام لتصبح مغنية من طراز فريد لولا رفض والدها الذي خاف عليها فأثناها عن هذا السبيل.

الحوار مع الإعلامية سهام صالح المذيعة بقناة إم بي سي مصر ووكيل أول نقابة الإعلاميين سيتاح على موقع صدى البلد.