الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انطلاق مشاورات السلام بين حكومة اليمن الشرعية والحوثي برعاية الأمم المتحدة.. تفاؤل حذر بإعلان جريفيث للحوار وآلية إطلاق الأسرى وخفض التصعيد على طاولة النقاش

عناصر من ميلشيا الحوثي
عناصر من ميلشيا الحوثي الانقلابية

  • مشاورات السويد تنتظر أول اتفاق بين الشرعية والحوثيين منذ بداية الانقلاب
  • المبعوث الأممي يعلن وصول وفد حكومة هادي إلى السويد
  • تفاؤل حذر فى الاجتماعات.. والسعودية تؤكد: نحن على رأس داعمين اليمن وشعبها

تنطلق اليوم، الخميس، المشاورات المرتقبة بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات الحوثي الانقلابية في السويد برعاية الأمم المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ جولة المباحثات التي انطلقت عام 2016 وبعد متغيرات كبرى شهدها الصراع اليمني، أبرزها مقتل الرئيس علي عبد الله صالح وخسارة الميليشيات الانقلابية جبهات كثيرة.

وبعد 8 أشهر من توليه المهمة، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، أمس، الأربعاء، أن وفد الحكومة اليمنية وصل مساء أمس إلى قصر جوهانسبورج في السويد أمس، للمشاركة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية ووقف الحرب.

وأشاد ممثلو حكومة هادي وجماعة الحوثي بجريفيث الذي بدأ مهمته مبعوثا للأمم المتحدة في فبراير الماضي، وذلك لتمكنه من اتخاذ بعض خطوات بناء الثقة قبل المحادثات بما في ذلك نقل جرحى مقاتلي الحوثي إلى الخارج للعلاج.

وسبق أن رتب وسطاء سابقون من الأمم المتحدة سلسلة من مساعي السلام الفاشلة منذ انطلاق عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا التي أطاحت بها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران من العاصمة صنعاء في 2014.

صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية كشفت، نقلًا عن مصادرها الخاصة، أن سياق الاجتماعات سيكون عبارة عن "مجموعات عمل"، حيث سيتم بحث آلية تنفيذ اتفاقية إطلاق الأسرى وخفض التصعيد في مدينة الحديدة، في حين قالت مصادر أخرى إن عقد لقاءات غير رسمية مع الواصلين من وفد الحكومة اليمنية الشرعية، وسيعقد أيضا لقاءات أخرى مع وفد الحوثيين.

ورغم ذلك نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر بالأمم المتحدة قولها إنه من المستبعد أن يجري الجانبان مباحثات مباشرة في قلعة تم تجديدها خارج ستوكهولم، مشيرةً إلى أن الاتفاق سيشمل إعادة فتح مطار صنعاء وتبادل الأسرى وضمان هدنة في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين والذي أصبح محور الاهتمام في الحرب.

ومن المرتقب أن يعقد اليوم في تمام الحادية عشرة صباحا، بتوقيت السويد، مؤتمر صحفي ستكون وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم أبرز المتحدثين فيه، وستجيب عن أسئلة أبرزها الوقت المحدد للمشاورات، وهو السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتى اللحظة، رغم وجود تسريبات تفيد بأن 14 من ديسمبر هو الحد النهائي للمشاورات اليمنية.

وعلى الرغم من ذلك، يقول محللون إن إقناع الطرفين بالمجيء إلى السويد إنجاز في حد ذاته لأن الجولة السابقة من المحادثات في جنيف خلال سبتمبر فشلت لأن الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب المراكز السكانية في اليمن لم يحضروا، فيما لا يبدو أن أحدًا لا يتفاءل بنجاح المباحثات الجديدة سوى المبعوث الأممي ولفيف من المؤيدين للحل السلمي.

وقال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، في تصريحات للـ"شرق الأوسط": "التحالف منذ اليوم الأول يدفع بالاتجاه السياسي ويدعمه، ونجح في تحقيق ذلك من خلال جمع الأطراف على الطاولة، وبالتالي نأمل أن تحقق هذه الخطوات نتائج إيجابية للوصول إلى حل سياسي شامل وفقًا للمرجعيات".

وشدد آل جابر على أن المملكة العربية السعودية على رأس الداعمين للشعب اليمني عبر جملة مساعدات مباشرة وغير مباشرة، سواء من خلال المنظمات الإنسانية المختلفة، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية، مضيفًا: "جب ألا ننسى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي أكد خلالها في افتتاح أعمال دورة مجلس الشورى السعودي قبل أسابيع أن مساعدة اليمن واجب على المملكة وهذا هو ديدن إسهامات المملكة في هذا المجال بشكل عام".

في الوقت ذاته، كشف وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، عن الشروط التي ستحددها الحكومة الشرعية قائلًا: "سنطالب بإطلاق سراح الجميع، وسنتبادل قوائم الأسرى والمعتقلين المقترحة مع الحوثيين من طرفنا وطرفهم، بحيث نتأكد من هوية الأشخاص الموجودين في هذه القائمة، أيضًا هناك مسألة أخرى".

وأضاف الوزير: "لقد نبهنا المبعوث بأنه في الوقت الذي سنطلق فيه مقاتلين حوثيين سيشاركون في استدامة هذه الحرب الظالمة ضد شعبنا اليمني، هم سيطلقون سراح مواطنين اعتقلوهم من شوارع صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، وقد يقبضون عليهم مجددًا أو يعتقلون آخرين، نحن نريد من الأمم المتحدة أن تتحمل مسئوليتها بالمطلق ألا يكون هناك اعتداء على كرامة الناس أو اتخاذ أسلوب البلطجة، على غرار ما تفعله إسرائيل التي تعتقل الناس وتعيد اعتقالهم حتى تتاجر بهم لاحقًا أو تفاوض بهم على قضايا أخرى".

ورحّبت الولايات المتّحدة بمحادثات السلام واصفةً إيّاها بأنّها "خطوة أولى ضروريّة وحيويّة"، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت: "ليست لدينا أوهام، ونحن نعلم أنّ هذه العمليّة لن تكون سهلة، لكنّنا نرحّب بهذه الخطوة الأولى الضروريّة والحيويّة".

من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكي الأمير خالد بن سلمان، أن التحالف كان ولا يزال ملتزمًا بالحل السياسي في اليمن رغم مماطلة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، مشددًا عبر حسابه على "تويتر" على أن تحالف دعم الشرعية في اليمن نجح في تحقيق العديد من أهداف العمليات العسكرية، التي كان يؤكد عليها دائمًا ومنها إرغام الحوثيين المدعومين من إيران على الجلوس إلى طاولة الحوار والانصياع للقرارات الدولية، وأبرزها القرار الأممي رقم 2216.

وقال الأمير خالد بن سلمان إن تحالف دعم الشرعية في اليمن نجح في تحقيق العديد من أهداف العمليات العسكرية التي كان يؤكد عليها دائمًا ومنها إرغام الحوثيين المدعومين من إيران على الجلوس إلى طاولة الحوار والانصياع للقرارات الدولية وأبرزها القرار الأممي رقم 2216.

بدوره، أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، أن تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران غير مبرر ولا ينم عن نوايا حسنة نحو السلام.

وقال في تصريح صحفي لموقع "سبتمبر نت" التابع للجيش اليمني، إن ميليشيا الحوثي هاجمت، أمس مواقع الجيش بمديرية نهم شرق صنعاء بالتزامن مع وصول وفود التفاوض إلى العاصمة السويدية ستوكهولم.

وأكد أن الميليشيا الانقلابية مستمرة بإطلاق القذائف والصواريخ التي تستهدف مناطق المدنيين، لافتًا إلى أن الجيش الوطني سيرد بقوة على هذه الاعتداءات والخروقات المتكررة، ولن يقف مكتوف الأيدي.