الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الخارجية البحريني يكشف أهم محاور قمة المجلس التعاون المنتظرة ويفتح النار على تميم: وجودك في القمة الخليجية ليس مهما والأزمة القطرية مستمرة ولن تنتهي.. الدوحة أغرقت كل السفن وتحالفت مع الأعداء

الشيخ خالد بن أحمد
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة

  • وزير الخارجية البحريني في حوار مع "الشرق الأوسط" اللندنية:
  • قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة ستناقش التعاون العسكري
  • التمثيل القطري في القمة لا يهمنا فوجوده من عدمه سيان
  • الأزمة مع قطر وصلت إلى نقطة بعيدة جدًا.. والخلاف لن ينتهي
  • ليس هناك مخطط لزيارة رئيس وزراء إسرائيل ولم تحدث اتصالات في هذا الشأن


بعد حوالي عام ونصف العام على إعلان الدول العربية الأربع لمكافحة الإرهاب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، على مقاطعة إمارة قطر بسبب إصرار الأخيرة على موقفها الداعم للإرهاب والارتماء في أحضان تركيا والنظام الإيراني الذي لا يتوانى عن زعزعة استقرار المنطقة، لا يزال الحديث يتردد عن البيت الخليجي وتماسكه في ظل الخلاف مع الدوحة.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، وجهت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دعوات رسمية لدول الخليج بما فيها قطر لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي المقرر عقدها في العاصمة الرياض في التاسع من ديسمبر الجاري، في حين تلقى أمير قطر تميم بن حمد دعوة رسمية من الملك السلمان لحضور القمة.

وبعد ساعات من دعوة خادم الحرمين لتميم، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على تمسك مصر بشروط الرباعي العربي الـ13 لإنهاء الأزمة مع قطر، وذلك خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية — الكويتية، قائلًا إنه إذا كان هناك توجه حقيقي لتغير المسار والكف عن التدخل في الشئون الداخلية والابتعاد عن التنظيمات المتطرفة والترويج لها من خلال أبواق إعلامية في قطر فهناك مجال للحديث".

وفي أول تصريح لدولة الإمارات العربية المتحدة حول القمة، أكد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش اليوم، الخميس، أن هذه القمة تعكس استمرار قوة المجلس برغم الأزمة السياسية مع قطر، مضيفًا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نجاح المجلس الأساسي في جوانبه الاقتصادية وخلق سوق خليجية مشتركة".

في السياق ذاته، نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية فجر اليوم، حوارًا مطولًا لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن بن أحمد آل خليفة كشف من خلاله عن أبرز المحاور التي من المتوقع مناقشتها في القمة المقبلة، فضلًا عن رسائل نارية للنظام القطري وبعض النصائح لدولة تركيا في سبيل مراجعة مواقفها تجاه الأزمة الخليجية.

وقال الشيخ خالد: "القمة في الحقيقة أهم ما فيها هو من دعا لها، والتقدير أولا وأخيرا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة لهذه القمة، وفي الواقع أمام القمة عدة ملفات معروفة لكن أهمها التعاون العسكري الاستراتيجي بين دول المجلس وهذا محور مهم وستكون هناك قرارات، كما أن القمة ستعقد ليوم واحد فقط وهناك محدودية في الوقت".

وفيما يتعلق بالتمثيل القطري في القمة، وصف الشيخ خالد تمثيل الدوحة في القمة بـ"غير الهام" وأن "وجوده من عدمه سيان"، مؤكدًا أن قرارات الرباعي العربي كانت عبارة عن ردة فعل تجاه ما قامت به قطر وما تنتهجه، متسائلًا: "هل قطر تنتمي لمجلس التعاون؟"، ليجيب بالقول: "هي عضو في المجلس، لكنها تستعين بقوات أجنبية، عوضًا عن استعانتها بقوات تنتمي لها مثل قوات درع الجزيرة، القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي القطرية أكبر تهديد وضعته الدوحة لتهديد دول المجلس".

وأضاف: "السياسة العدائية التي انتهجتها قطر ضد دول المجلس واضحة، وأقرب مثال ما تمارسه من عداء سافر ضد السعودية في الفترة الأخيرة، وبالأخص انتهاجهم لسياسة الإساءة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد كل هذا هل قطر تنتمي حقيقة لمجلس التعاون؟ وعلى فكرة قطر تعتبر أقل دولة التزمت باتفاقيات المجلس، لذا لن نضيع وقتنا بالأماني والأحلام، وعلى قطر أن تصلح حالها بنفسها، هناك واقع يقول إن قطر لن تغير من نهجها، ولدينا أمنيات نرجو أن تتحقق".

وكشف وزير الخارجية البحريني أن الأزمة مع قطر وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة، مستشهدًا بذلك على تصرفاتها المستفزة مثل الارتماء في أحضان أعداء المنطقة مثل إيران وإبعاد نفسها عن دول المجلس، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات لا تعطي أي إشارة أن قطر ستبقى ضمن دول المجلس، قائلًا: "قطر حرقت جميع سفن العودة، ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها يمكن أن تعيدها إلى المجلس، فقد حرقت مراكبها مع سبق الإصرار، لكن المجلس يجب أن يواجه الحقائق والواقع، من لا يريدك بهذه الطريقة ليس منه أي منفعة، لنكن واقعيين، هناك مطالب لم ينفذ منها مطلب واحد، ومتى ما التزمت قطر بتنفيذ المطالب وبكل جدية فسيكون لنا رأي آخر، الآن أصبح توقع ذلك غير مضمون، نريد جدية وضمانات تجعلها تحت المجهر، وتحت المراقبة، ساعتها لن نغلق الأبواب، لكن سيكون هذا اتفاق جديد وله نظام جديد".

وأضاف: "لا أرى أي تجميد للخلاف مع قطر أمير الكويت سعى بنية صادقة للمحافظة على مسيرة مجلس التعاون، وهذا يعكس جهد الشيخ صباح الأحمد، لكن هل حققنا شيئا؟ في الواقع لم نحقق أي شيء، وبالتالي وجود قطر في القمة من عدمه سيان، مهما كان الشخص الذي يجلس على المقعد القطري في القمة، لأن القضية أكبر من حلها بـ"حب الخشوم"، فما مارسته قطر من تسويف وتصعيد يجعل الحل أصعب، ولنعد للموقف القطري من بداية الأزمة حتى الآن، من ناحية الابتعاد عن دول المجلس ومن ناحية التآمر، ومن ناحية المكابرة، أما مسألة الجلوس على طاولة الحوار، فهذه جربناها أكثر من مرة، وما هي إلا تسويف".

وشدد الشيخ خالد على أن قائمة الشروط التي أعلنتها دول الرباعي العربي لا تزال مستمرة وأنها لم تأت من فراغ، بيد أن أغلبها تشمله اتفاقيتا الرياض يضاف لها وجود القوات التركية، الغالبية للشروط من الاتفاقيات التي وقعها أمير قطر أمام القادة ووعد بالالتزام بها.

وعن وجود أي مبادرة خليجية ستشهدها القمة فيما يتعلق بالخلاف الخليجي أو العلاقة مع الدول الإقليمية أو النزاع اليمني، قال الشيخ خالد: "الحل السياسي يجب أن يشمل الجميع وإن كان هناك من تطور فهو الاجتماعات التي ستعقد في السويد، وهذا الاجتماع يحظى بدعم دول التحالف العربي، وتركيا كان لدينا آمال كبيرة معها، ورأيناها كدولة تربطنا بها أخوة الدين ولديهم قدرات، لكن عندما دخلت في الخلاف الخليجي إلى جانب قطر، هذا الموقف كان صادما بالنسبة لنا، ولذلك على تركيا أن تراجع مصالحها هل معنا، أم مع النظام القطري المتآمر علينا، إن أرادت ذلك فليس لها مصلحة معنا وليس لنا مصلحة معها".

واختتم وزير الخارجية البحريني حواره مع "الشرق الأوسط" نافيًا ما تردد من أنباء عن زيارة مسئولين إسرائيليين إلى البحرين، قائلًا: "يتردد اليوم عن زيارات فهو غير صحيح، وليس هناك مخطط لزيارة رئيس وزراء إسرائيل، ولم تحدث اتصالات في هذا الشأن، ولم يحدث شيء في الواقع، وإن حدث فنحن لا نتردد في الإعلان عنه".