الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن تصدق وتؤمن بكام !!


الراحل العظيم أحمد فؤاد نجم كتب مقال يستشهد فيه بجملة "تصدق وتؤمن بكام" ليوضح مدى تغير الذمم والأخلاق والأعراف عند بعض الشخصيات بمقابل ما يحصلون عليه، وعندما تتجول فى سطور المقال تنحنى لعبقرية شاعرنا الفريد نجم، وفى هذه المرحلة نطالب بعودة نجم إلى الحياة ليقيم لنا كثيرين ممن تتغير آراءهم وفقا لما سيحصلون عليه من ماديات ومناصب وتزكيات ايا كان نوعها.
 
فى هذا الزمن الغريب أصبحت الموروثات الأخلاقية موضة قديمة إذا اقتضت الضرورة وصفها بذلك وتصبح فى نفس ذات الوقت تاريخ واصول وعلم إذا تطلب الأمر ذلك وعلى لسان نفس الشخص الذي تتذبذب أقواله وفقا للشباك الذى يهل منه نسيم الصباح أيا كان نوعه اخضر احمر ودائع.

الحقبة الحالية توصف بـ المهزلة الأخلاقية فقد جمع شاب مقالات لشخصيات معروف عنها انها تسير فى الركب ووفقا لمنظومة يعرفونها جيدا.. المهم هذا الشاب جمع مقالات متعددة على فترات متفاوتة ووضعها تحت المقارنة والمجهر وللعجب العجاب وجد ان نفس الكاتب الذى هاجم نفس الشخصيات واتهمها بما لا تتهم به عاهرة قد دافع عنها ووصفها بوصف البتول.

ومع اختلاف تواريخ القذف والمدح اتضح ان الماديات والمناصب كانت وراء هذا التغير المفجع فهو حينما سن قلمه واعتلى المنبر ليهجوهم كانوا لاحول لهم ولاقوة أو منبوذين من القيادة السياسية أو من السلطة الحاكمة؛ وعندما مدح وفاض فى المدح كانوا على قمة الهرم سواء الوظيفى أو المادى أو السلطوى. 

هذا الشاب حينما أراد ان يبرز هذه التناقضات للكل اغتالوه فكريا واتهموه بالعمالة ولم يتركوه الا وقد اعلن استسلامه وتركه المهنة بل والبلد كلها . ومن خلال ما قيل عن نوعية كتاب عاش الملك مات الملك ومن على شاكلتهم ؛ يتأكد لنا عبقرية فؤاد نجم فى وصف هذه النوعية ممن يطلق عليهم للاسف نخبة أو صفوة فهو قد اعطاهم وصفا ينطبق كلية عليهم ان لم يكن مفصلا تفصيلا عليهم.. فهم يقيسون مايقولون بقدر ما يأخذون ويزيدوه حلفا بأغلظ الأيمان بأنهم صادقون فيما يتحدثون عنه وله وبه . 

نجم عندما قال تصدق وتؤمن بكام كان من العبقرية بأن يترك جملة تدرس فى أرقى مدارس الحياة وجامعاتها فهى جملة مانعة جامعة تأخذ معانيها من أشخاص جعلوا همهم هو التقرب ممن بيدهم الأمور، وايضا تصف حال شريحة من رجال الميديا لاتتغير مبادئهم غير السوية بتغير الاشخاص ولكنها تتغير بتغير المناصب والاوضاع المادية والسلطوية .. سلاما على شاعرنا نجم الغائب الحاضر ؛ وخلص الكلام على أصحاب المبادئ الاستيكية والقيم اللولبية والوجوه المهلبية ؛ ولكى الله يابلدى ولنا الصبر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط