الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تشهد موجة جديدة من كابوس السترات الصفراء.. الآلاف يخرجون في شوارع مدينة النور مجددا.. الحكومة تدفع بـ89 ألف شرطي وتحذر من التمرد.. تكهنات حول مصير رئيس الوزراء وماكرون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اندلاع موجة مظاهرات السترات الصفراء اليوم السبت وسط تأهب أمني كبير
حكومة ماكرون تدفع بـ89 ألف شرطي وقوات الدرك في الشارع وتحذر من التمرد
محللون يؤكدون: هناك اختلاف في وجهات النظر بين ماكرون وحكومته
تزايد التكهنات حول مصير فيليب وماكرون

في 17 نوفمبر الماضي، تحولت عريضة نشرها بعض النشطاء الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي تنديدًا بأسعار الوقود، إلى احتجاج شعبي عارم عرف إعلاميًا بمظاهرات "السترات الصفراء" خرجت تندد بارتفاع الضرائب وتفشي الفقر في البلاد.

تخلل تلك المظاهرات، أعمال عنف وتخريب تسببت بمقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح المئات، ولم تنجح محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومته، في كبح جماح هذه الحركة التي دعت إلى الخروج في احتجاجات جديدة اليوم السبت، وذلك على الرغم من تراجع الحكومة الفرنسية عن قرار رفع ضريبة الوقود بعد الزيادة التي أشعلت الأزمة بالأساس، غير أن ذلك لم ينجح في وقف حركة لا قادة لها ولا هيكلية منظمة، تتطور خارج الأطر المحددة.

يحمل المتظاهرون معهم حزمة مطالب تطورت مع مرور الوقت من السعي إلى إلغاء قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات إلى رفع القدرة الشرائية للمواطنيين قبل أن تتحول الاحتجاجات إلى حراك شعبي ضد سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الإقتصادية والاجتماعية برمّتها.

وقد وضعت السلطات الفرنسية نفسها في حالة تأهب قصوى لمواجهة أعمال العنف والشغب المحتملة من قبل بعض المحتجين الذين وصفهم وزير الداخلية، كريستوف كاستناير بـ“المتطرفين الساعين فقط إلى التخريب ونشر الفوضى”، بعد أن عرض تدابير أمنية "واسعة النطاق سيتم اتخاذها لهذه المناسبة، ومن ضمنها استخدام آليات مدرعة لقوات الدرك قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجون في العاصمة كما حصل يوم 1 ديسمبر 2018.

وتكرر السلطات التنفيذية أنها في حال التيقظ القصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلي بالروح الجمهورية، وهي لا تخفي قلقها حيال مخاطر انزلاق الوضع ربما إلى ما يشبه التمرد، بينما استجاب جميع أصحاب المحلات والمطاعم والمقاهي الواقعة على جادة الشانزليريه التي أصبحت محور عمليات التخريب؛ لدعوات الحكومة باغلاقها. و حذا حذوهم عدد من أصحاب المحلات الكبرى في قلب باريس والمدن الفرنسية الكبرى كليون ومارسيليا بوردو.

وقال كاستانير إن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، واصفا بذلك حركة "السترات الصفراء" التي باشرها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديدا بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، غير أنها باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات وأخر المنضمين إليها طلاب الثانويات.

ومن المقرر أن يتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك في جميع أنحاء فرنسا اليوم السبت لتفادي تكرار مشاهد الأسبوع الماضي من مواجهات تحت قوس النصر وحواجز مشتعلة في الأحياء الراقية وأعمال نهب ودخان غازات مسيلة للدموع سعيا لتفريق "السترات الصفراء" ومرتكبي أعمال التخريب.

وتتحدث بعض الشعارات التي تطلَق على مواقع التواصل الاجتماعي، الوسيلة الرئيسية لتنظيم تحركات "السترات الصفراء"، بشكل واضح عن تغيير للنظام أو عن رحيل الرئيس إيمانويل ماكرون الذي ما زال يلزم الصمت حتى الآن، غير أنه من المفترض أن يلقي كلمة حول هذه الأزمة الخطيرة مطلع الأسبوع المقبل، وذلك في وقت بدأت فيه التكهنات حول مصير رئيس الحكومة إدوار فيليب؛ الذي اعتبر محللون سياسيون فرنسيون أنه من المحتمل أن يكون “كبش فداء” حراك “السترات الصفراء”.

ورأى هؤلاء المحللون أن إعلان قصر الاليزيه، يوم الأربعاء الماضي عن الإلغاء النهائي للضريبة على الوقود التي كانت وراء اندلاع حراك السترات الصفراء قبل أربعة أسابيع، في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة يدافع من أعلى منبر البرلمان عن القرار الذي أعلن عنه قبل ذلك بيوم والقاضي بتجميد زيادة هذه الضريبة لمدة ستة أشهر؛ يوضح أن هناك اختلافًا في وجهات النظر بين ماكرون وحكومته