الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على هامش قمة المعرفة بدبي.. تحالف ثلاثي بين مصر والإمارات والسعودية لتنفيذ أكبر مكتبة رقمية في العالم.. تكريم طارق شوقي بجائزة تحدي الأمية.. وجلسة لشرح إستراتيجية تطوير التعليم المصري

صدى البلد

* وزير التربية والتعليم: القيادة السياسية المصرية وضعت بناء الإنسان المصري كأولوية أولى لها
* وزير التعليم العالي: تطوير التعليم لا يجب أن يكون فقط في المنشآت ولكن أيضًا في الفكر والمناهج



شهدت فعاليات قمة المعرفة 2018 في دبي مشاركة مصرية قوية تمثلت في حضور كل من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي.

شارك الوزيران المصريان في جلسة تم تخصيصها للحديث عن النموذج المصري لتطوير التعليم، قدما خلالها عرضًا يشرح تفاصيل إستراتيجية تطوير التعليم فى مصر.

فمن جانبه، أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم خلال هذه الجلسة، أن القيادة السياسية المصرية، وضعت بناء الإنسان المصري كأولوية أولى لها من خلال الاهتمام بمحوري التعليم والصحة.

وأشار الوزير إلى أن منظومة التعليم الأساسي في مصر ضخمة جدا تضم بداخلها 22 مليون طالب، ومليونا و300 ألف معلم، و55 ألف مدرسة، ومليونًا و700 ألف عامل.

وقال إنه بدراسة الأوضاع في ظل نظام التعليم التقليدي ، وجدنا أننا نعاني من ان الشهادة والدرجات في مصر ظلت هي الهدف من التعليم خلال السنوات الماضية، وبالتالي أصبحت المجاميع عالية دون ان تعبر عن المهارة ولكنها تعبر عن الحفظ وصناعة الدرجات فقط. 

وأضاف "نسعى لاسترجاع التعلم في التعليم المصري ، ولذا اتخذنا قرارا استراتيجيا خطيرا جدًا بأن نبني نظاما تعليميا مختلفا وجديدا تماما من جميع النواحي ، إلى جانب محاولة تحسين النظام القائم".

وأوضح أن مصر بدأت تطبيق مشروع التعليم الجديد على تلاميذ رياض الاطفال والصف الاول الابتدائي من سبتمبر الماضي ، لافتًا إلى أن أول دفعة من هذا النظام ستتخرج خلال عام 2030.

وأشار الوزير إلى أن النظام الجديد المطبق على رياض الأطفال والصف الاول الابتدائي ، تم فيه مراعاة تعليم الاطفال المهارات التي ستكون مطلوبة في وقت تخرجهم ، والانتقال من التعليم التلقيني للتعليم القائم على الفهم والمعرفة.

وقال الوزير أن التعليم الابتدائي في النظام الجديد لن يكون منقسم إلى مواد منفصلة ولكن سيكون فيه منهج واحد متعدد التخصصات إلى جانب تدريس اللغات و التربية الدينية ، ثم في المرحلة الاعدادية ستبدأ عملية تدريس المواد في كتب منفصلة بدلا من المنهج الواحد المتعدد التخصصات ، كما سيتاح للطالب الاختيار من المواد. 

وأكد الوزير أنه تم بناء المناهج على 4 مهارات أساسية هي تعلم لتعرف، وتعلم لتعمل وتعلم لتعيش ، و تعلم لتكون .

وبالنسبة للمرحلة الثانوية ، أعلن الوزير أن في النظام الجديد ستنقسم إلى شعبة العلوم والتكنولوجيا ، والعلوم الانسانية ، والفنون ، والتربية الشخصية ، وهذا النظام لن يكون له اي علاقة بالنظام القديم .

وأوضح الوزير أن مصر لم تشتري مناهج النظام الجديد من أحد ، ولكن جميع المناهج الجديدة تم اعدادها بواسطة مركز المناهج المصري بالتعاون مع جهات عديدة حول العالم منها ديسكفري ايديوكشن واليونيسيف والبنك الدولي والجايكا ، لافتا إلى أن الملكية الفكرية لكل المناهج الجديدة تعود لوزارة التربية والتعليم المصرية "مش مأجرينها ولا شاريينها من حد".

ومن جانبه ، قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إنه لن يكون هناك تقدم لأي دولة إذا لم يكن هناك ترابط وتواصل وتعاون مع الدول المحيطة بها، مشيدًا بدور مؤسسة محمد بن راشد في نشر المعرفة في الوطن العربي.

وأكد الوزير، خلال عرضه التقديمى حول إستراتيجية تطوير التعليم العالى فى مصر، بمشاركته فى قمة المعرفة المنعقدة بدبى، أن مصر متميزة في مجالات البحث والرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، موضحًا أن ترتيب مصر في مجال تقنيات النانو تكنولوجي الـ 23 على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن طريق النهضة التعليمية طويل، و يبدأ من نظام التعليم، ومن هنا يبرز دور المدرسة كجزء بالغ الأهمية في عملية بناء الإنسان وشخصيته ومعارفه والمهارات التي يحتاج إليها.

وأضاف عبد الغفار، أنه يجب الابتعاد عن المناهج التي تعتمد على التلقين، والاتجاه نحو المناهج التي تعتمد على الابتكار والتفكير، لاسيما أنها مهارات القرن وأيضًا من المهم اعتماد امتحانات تُعنى بالتفكير النقدي والابتكار والمعرفة، لافتًا إلى أن رؤية مصر لعام 2030 تهدف إلى التوسع في التعليم العالي والتركيز على نوعية وجودة التعليم، بحيث تصل إلى مستويات المنافسة العالمية، مؤكدًا أن مصر ستكون بحلول عام 2030 ضممن الـ 40 دولة في مؤشر المعرفة العالمي، وستشهد نموًا متسارعًا في براءات الاختراع واستقرار الوضع الاقتصادي، متوقعًا زيادة عدد الطلاب في المراحل ما بعد الثانوية إلى 4 ملايين بحلول عام 2030.

وأشار الوزير، إلى أنه بالنظر لمؤشر المعرفة نجد أن 4 محاور من أصل 7 تعتمد على التعليم، حيث إن تقدم أي دولة في المعرفة يعتمد على مراحل التعليم المختلفة، موضحًا أن دولة بحجم مصر لديها 25 مليون طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية، مؤكدًا أن هذا يظهر حجم المسئولية الصعبة التي تواجهها في تطوير النظام التعليمي.

ونوه عبدالغفار، إلى أن رحلة المستقبل تبدأ من التعليم الأساسي من أجل الوصول إلى تأهيل الخبرات والمهارات المطلوبة للأجيال، حتى تكون مخرجات التعليم الأساسي مدخلات للمستقبل، وذلك لنضمن أن الطالب الجامعي لديه المهارات الأساسية لممارسة العمل.

وأكد الوزير، أن تطوير التعليم لا يجب أن يكون فقط في المنشآت، ولكن أيضًا في الفكر والمناهج، وذلك بما يتماشى مع عصر المستقبل، موضحًا أنه لابد من التركيز على تنمية المهارات التي يتكتسبها الطالب خلال دراسته؛ حتى يستطيع أن ينافس في مجالات سوق العمل، مشيرًا إلى أن من بين المهارات قدرات الاتصال والمعرفة والشخصية والحلم والابتكار والإبداع والشغف بالمعرفة.

وعلى هامش قمة المعرفة 2018 في دبي ، تسلم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم جائزة تحدي الأمية عن فئة الحكومات ، من الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولى عهد دبى. 

كما قررت مصر والإمارات والسعودية، تدشين تحالف لتنفيذ أكبر مكتبة رقمية معرفية في العالم. 

جاء هذا الاتفاق خلال فعاليات قمة المعرفة 2018 التي تنعقد بمدينة دبي بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي.

وتتضمن هذه المكتبة إطلاق منصة إلكترونية رقمية لتربط بنك المعرفة المصرى ومكتبة دبي الرقمية والمكتبة الرقمية السعودية، كما يتضمن التعاون المرتقب بحث سبل الاشتراك في نظام التعليم المصري الجديد بين الدول الثلاث.

جدير بالذكر أن قمة المعرفة 2018 بدبي ، هي منصة سنوية دولية رائدة، تجمع تحت مظلتها نخبة من صناع القرار والأكاديميين والمختصين من جميع أنحاء العالم، يتم خلالها بحث ومناقشة أهم وأبرز القضايا المعنية بعمليات إنتاج ونشر وصناعة المعرفة وبناء مجتمعات قائمة عليها، وقد سلطت الدورة الخامسة للقمة الضوء على رؤية الإمارات 2021 لبناء اقتصاد تنافسى قائم على الاستثمار فى المعرفة، وداعم لمفاهيم الابتكار والإبداع وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة فى تعزيز رفاهية ورخاء الإنسان؛ لتأسيس جيل متميز من رواد الأعمال ضمن بيئة أعمال محفزة.