الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد مقدم يكتب ..بضاعتكم ردت إليكم‎

رائد مقدم يكتب ..بضاعتكم
رائد مقدم يكتب ..بضاعتكم ردت إليكم‎


نفس المشهد. نفس السيناريو. نفس الطريقه. نفس المواجهات. كل شئ يتكرر. وأنا أتابع الأحداث في فرنسا علي مدار الأسبوعين الماضيين. أتذكر كل أحداث يناير ٢٠١١ في مصر. وكيف تحولت المظاهرات السلمية إلي أعمال سرق ونهب وعنف متبادل بين المتظاهرين والسلطات. ورغم الفرق في الثقافات ومستوي التعليم نجد نفس الممارسات من المتظاهرين ولكن الفرق الوحيد بين الحدثين. هو المكان.

باريس مدينة النور تحولت إلي مدينة الفوضي ولا يعلم أحد غير الله ماهي تطورات المشهد في الأيام القادمة. فرغم تراجع الرئيس ماكرون عن قراره بزيادة الضرائب علي البنزين والإنصياع لطلبات المتظاهرين ولكن تواصلت التظاهرات والمواجهات بين المتظاهرين والسلطات وتواصلت الإعتقالات ولكن أغلب ما يدهشني في ما يحدث في فرنسا.

هي ممارسات السلطات والشرطه الفرنسيه وكيفية التعامل مع الأوضاع. فهم تقريبا يتعاملون بنفس طريقة الشرطه المصريه أثناء أحداث يناير من ممارسات وإستخدام القوة المفرطة والعنف ضد المتظاهرين والضرب والسحل ضد المخربين والبلطجية وحملة إعتقالات واسعه للخونه والعملاء. وتبرير ذلك أيضا بنفس مبررات السلطات المصريه في الأحداث وهي الحفاظ علي الأمن القومي وحماية المنشآت الحيوية والقضاء علي الفوضي والتصدي لأعمال السرقه والنهب رغم أن فرنسا وأغلبية الدول الغربيه كانت تلوم وتهاجم السلطات المصريه علي تلك الممارسات ويطالبون الشرطة بضبط النفس وحماية حقوق الإنسان وخصوصا حق التظاهر والتعبير عن الرأي والإفراج عن المعتقلين فورا وتبني َجهة نظر المتظاهرين وإظهارهم بمظهر الأبطال وتشويه السلطات المصرية وإتهامهم بالفساد .

لقد سقطت الأقنعة وتعلم المصريين ما هي أغراض الدول الغربية وما هي أهدافهم للمنطقه كلها ولمصر علي وجه الخصوص وكيف إستغلوا كل المصطلحات البراقة والعناوين الرنانه التي يتعاطف معها الشعوب لتغييب عقولهم والتلاعب بوجدانهم وتعزيز الإنقسام مستغلين الجماعات الإرهابية والمتطرفة وأطماعهم لتدمير الأوطان لتشريد الشعوب. وتفتيت الدول وإسقاطها بأيدي أبناءها وبتدخل الخونه والعملاء والأغبياء والحاقدين علي هذا الوطن. فهنيئا لكم يا فرنسيين بما صنعت يداكم.

فهذه بضاعتكم قد ردت إليكم. فأنتم تتحملون ذنب كبير فيما يحدث في ليبيا وسوريا وما كان سيحدث في مصر لولا عناية الله وتضحيات جيش مصر العظيم ووعي الشعب المصري. تذوقوا طعم الخيانه والفوضي والتدخلات الخارجية وتعاملوا مع الفوضويين والمخربين والجواسيس بضبط النفس وحافظوا علي حقوق الإنسان وسوف نري ماتحمله الأيام لكم أيها الكاذبون المضللون وحمي الله مصر وشعبها وجيشها