الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل تحصينات الفاطميين لأسوان والإسكندرية ضد الغزوات

صدى البلد

كشف الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق،أن الفاطميين اهتموا بتحصين المدن الكبرى كما فعلوا في القاهرة،وذلك ببناء الأسوار والمنشآت الدفاعية.

تفاصيل هذا جاءت في كتاب عبد اللطيف"الجيش والأسطول المصري فى العصر الإسلامي"،الصادر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر الإسكندرية،ومنحته عنه جامعة المنصورة جائزتها التشجيعية.

وكشف عبد اللطيف في كتابه الأسوار والمشاهد الدفاعية لمدينة أسوان،حيث كانت حدود أسوان متداخلة مع بلاد النوبة ، ولذلك كان على من يملك من أهلها ضياعًا داخله بأرض النوبة أن يؤدى خراجها إلى ملك بلاد النوبة ، وقد أُبتيعت هذه الضياع من بعض رجال النوبة فى صدر الإسلام فى عهد الدولة الأموية وأوائل العصر العباسى.

وقد أغار ملك النوبة سنة 344 هـ/ 955م فى العصر الإخشيدى على أسوان فخرج إليه محمد بن عبد الله الخازن بجنوده برًا وبحرًا وهزمه وأسر وسبى كثيرًا من النوبيين وسار جنوبًا حتى وصل (أبريم) وفتحها،وكان ثغر أسوان حتى نهاية العصر الفاطمى خاضعا تماما للدولة،حيث كانت بأسوان دائمًا قوات جيش على أهبة الاستعداد لحمايتها ضد غارات النوبة والسودان.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف ألا وهو حماية أسوان، فقد قامت الدولة الفاطمية بتحصينها بأسوار قوية منيعة تجرى فوق الهضاب المحيطة بجنوب أسوان، ومازالت بقايا هذه الأسوار حتى الآن،ولتدعيم هذه الأسوار ، فقد شيدت أبراج على مسافات شبه متساوية وحتى تكون حلقات اتصال بين بدايات هذه الأسوار ونهايتها.

بالإضافة إلى هذه الأسوار والأبراج، فقد وجد نظام دفاعى آخر فى أسوان يعود إلى العصر الفاطمى وهو ما يعرف باسم المشاهد ، وهذه المشاهد عبارة عن قباب صغيرة تقام على قمم الجبال والهضاب العالية المرتفعة وذات وظيفة مزدوجة الأولى ظاهرية ولها صفة دينية حيث يخالها الناظر إليها عن بعد على أنها قبة مسجد.

وهى فى الحقيقة ذات وظيفة عسكرية للمراقبة والمشاهدة للقادمين عن بعد والإبلاغ عنهم حتى تكون القوات العسكرية على استعداد تام لمقابلتهم وقتال الغازين وهذه الوظيفة للمشاهد هى الثانية وهى صاحبة الغرض الأصلى من إقامتها.

وطبقا لما ورد في الكتاب،تتميز مدينة أسوان بوجود العديد من هذه المشاهد العسكرية وخاصة فى جنوبها،لمراقبة تحركات وغارات النوبيين الذين كانوا دائمًا يغيرون على جنوب مصر،ولكن فى ظل هذه الدفاعات المحكمة فقد فشلت غاراتهم طوال العصر الفاطمى،وما أن زالت الدولة الفاطمية فأهمل أمر هذه الأسوار والمشاهد مما شجع ملك النوبة على الهجوم والاستيلاء على ثغر أسوان.

وكشف الكتاب أيضا تفاصيل دفاعات كوم الناضورة بالإسكندرية،موضحا أنه من بين الآثار العسكرية والدفاعية الباقية من العصر الفاطمى موقع كوم الناضورة،وإن كان البناء بشكله الحالى يعود إلى سنة 1345هـ/ 1926م.

لكن إختيار هذا الموقع المتميز بارتفاعها كان بداية من العصر الفاطمى،بغرض مراقبة البحر بعد أن غادر المراقبون موقع منارة الإسكندرية القديمة، وقد دلت حفائر هيئة الآثار عام 1982- 1983م على الكشف عن العديد من المقابر الفاطمية على عمق 6 أمتار من مستوى سطح الشارع الحالى مما رجح نسبته إلى العصر الفاطمى.

ومن خلال هذا المكان المرتفع نستطيع حاليًا مشاهدة عديد من معالم الإسكندرية،مثل قلعة قايتباى وعمود السوارى وقصر رأس التين وميناء الإسكندرية،وقباب مسجد المرسى أبو العباس، وكل هذا يدل دلالة واضحة على دقة إختيار هذا المكان الذى يستطيع كشف المدينة وحمايتها من أى خطر قادم يهددها،وخاصة فى العصور الماضية التى لم تكن المدينة بمثل هذا الاتساع الحالى.