الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسرح الخاص يستخرج شهادة وفاته.. خبراء: مات إكلينيكيا.. نجوم السينما وغياب المضمون والكوميديا والسياحة العربية أسباب التراجع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بهيج إسماعيل:
المسرح الخاص اندثر ولن يعود.. والكوميديا ونجوم السينما السبب
اعتماد المسرح الخاص على نجوم السينما أدى لزيادة سعر تذاكره
تراجع السياحة بعد الثورة أحد أسباب تراجع المسرح الخاص 
المسرح الخاص اعتمد على نجوم السينما لكنهم لم يعودوا مطلوبين
نجوم السينما من الشباب ليسوا بالقوة التي تجذب الجماهير للمسرح 
المسرح الخاص لن يعود أبدا لسابق عهده 

مدير المسرح القومى: 
التسلية والإضحاك والعروض التجارية أسباب أدت لسقوط المسرح الخاص

ناقدة:
اعتماد المسرح الخاص على تقديم الكوميديا من أجل الكوميديا أدى لتراجعه
انتشار التكنولوجيا الحديثة صعب من مهمة قدرة المسرح الخاص على نزول الجماهير من منازلهم 
الأمل في عودة المسرح الخاص لسابق عهده تبنى منتجيه لفرق المسرح المستقلة 

عرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عن طريق التفاعل مع أوروبا، وعلى مدار التاريخ شهد موجات من النجاحات والانكسارات، ويؤكد تاريخ المسرح الحديث في مصر أن نهضة الحركة المسرحية كانت في أغلب الأوقات تحدث من صناعة منتجي القطاع الخاص، الذي شكل دائما قطبا مهما في الحركة المسرحية المصرية إلى جانب مسرح الدولة، حتى وصل إلى أوج نجاحه وتألقه على المستوى الجماهيري مع بداية حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي حتى بدأ في الانحدار التدريجي إلى أن وصل للحالة المرثية التي هو عليها الآن من اختفاء وتراجع بشكل كبير، خاصة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، فى مقابل حالة من التوهج والتألق لمسرح الدولة.. وعدد المتخصصون في هذه الصناعة لـ صدى البلد، الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الكبير الذي يرقى لوصفة بحالة "الوفاة الإكلينيكية"، فضلا عن العوامل التي من الممكن ان تعود به إلى أضواءه وبريقه مرة أخرى. 

انطفاء النور.. وأسباب الانحسار والتراجع

قال المؤلف المسرحي بهيج إسماعيل، إن سبب انحسار مسرح القطاع الخاص واندثاره بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة يرجع لاعتماده على المشاهير من نجوم السينما، الأمر الذي كان يؤدى إلى زيادة التكاليف والأعباء المادية على العمل المسرحي بجانب عوامل كثيرة أخرى وهو الأمر الذي كان يصب في النهاية في صالح زيادة أسعار تذاكره بشكل كبير وبالتالي لا يدخله إلا القادرين من طبقة الأثرياء أو السائحين القادمين من الخليج أو الدول العربية المختلفة بسبب نشاط السياحة في أوقات بزوغ المسرح الخاص في مصر.

وأضاف أن الوضع الآن اختلف كثيرا حيث أصبح كل مشاهير ونجوم المسرح الخاص من كبار السن وغير مطلوبين من الجماهير ، حتى أن سمير العصفوري في احد تجاربه لمواجهة هذا استقدم 6 من نجوم السينما في هذا التوقيت على رأسهم هانى رمزى ومحمد هنيدى واحمد السقا وشريف منير ومنى ذكى لعمل عرض مسرحي "عفروتو" ، وهو ما زاد من تكاليف إنتاج العمل بشكل كبير فلم تحقق التجربة النجاح المرجو منها .

وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة لم يعد هناك قطاع خاص ينتج عروضا مسرحية باستثناء عرض احمد الإبيارى لمسرحيات سابقة الإعداد من تأليف والده المؤلف الراحل الكبير أبو السعود الإبيارى وتجارب أخرى ليست على قدر كبير من القوة، ولم يعد هناك اى تواجد الان حقيقي للقطاع الخاص في المسرح .

وأشار إلى أن نجوم السينما من الشباب ليسوا بالقوة التي تجذب الجماهير للمسرح ، باعتبار أن الجمهور يأتى بالدرجة الأولى للنجم والنجوم الان انصرفوا إلى الأعمال التليفزيونية لتحقيق ربح سريع، فضلا عن المشكلات الاقتصادية التي يعانى منها المجتمع التي ستؤدى لعزوف الجماهير عن الذهاب للمسرح الخاص صاحب التذاكر الغالية الثمن، إضافة إلى اكتفاء الجمهور بمشاهدة التليفزيون. 

واوضح ان المسرح الخاص لن يعود أبدا لسابق عهده حيث أن الزمن لا يعود أبدا للوراء ، فالموضعات تغيرت والنجوم أيضا والمسرح الخاص كان يعتمد فقط على الإضحاك وممثلين مهرجين حتى وصل الأمر إلى أن المشاهد بدلا من أن يشترى أدوية أو مخدرات كان يذهب للضحك، كما أن التليفزيون قضى بشكل كبير على المسرح بشكل عام، إلا أن الأمل الوحيد يكمن في الميزة المتبقية للمسرح التي يمكن المراهنة عليها والتي تتمثل في انه فن حى يشاهد على الطبيعة، والجمهور يفضل مشاهدة نجومة على الطبيعة بشكل كبير.

أما الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى فيرى أن حالة الانحسار التى تعرض لها مسرح القطاع الخاص ليست وليدة اللحظة ولكنها لها تاريخ يعود إلى بداية الألفية، بدأت حالة الانحسار التدريجى منذ عام 2001 واستمر التراجع والانحسار إلى ان وصل للحالة التى هو عليها الان .

واضاف ان احد اهم اسباب التراجع للمسرح الخاص اعتماده فى فترة تألقة على موضوعات وعروض تجارية هدفها الاساسى التسلية والضحك دون اى رسالة حقيقية أو مضمون ومعنى حقيقيى يخرج به المتلقى . 

وأشار إلى أن المسرح الخاص أيضا كان يعتمد على السياحة العربية بشكل كبير والتى كانت عاملا مهما لرواجه خاصة فى ظل ارتفاع اسعار تذاكر عروضه، ولكن بعد تغير الاحوال والاوضاع الاقتصادية وتراجع نسبة السياحة العربية وتراجع الأحوال الأقتصادية بعض الشىء وعدم قدرة الجمهور المصرى على شراء التذاكر ذات الاسعار المرتفعة التى يقدمها المسرح الخاص أدى كل هذا إلى حالة تراجع كبير فى المسرح الخاص وعدم قدرته على استكمال المسيرة، فى ظل ايضا حالة من التوهج والتألق لمسرح الدولة الذى بدأ يعود لمكانته مرة أخرى .

من جهتها ترى الناقدة المسرحية رشا عبد المنعم أن أحد أهم أسباب اندثار مسرح القطاع الخاص هو اعتماده بشكل كبير على السياحة العربية والجماهير القادمة من الخليج ، فضلا على اعتماده على تقديم الكوميديا من اجل الكوميديا دون التدقيق في مضمون أو رسالة ، وهو الأمر الذي صرف المصريين عن هذا المسرح بالإضافة إلى غلاء أسعار تذاكره الأمر الذي جعله يخاطب طبقة الأثرياء فقط فانصرف المنتجين عنه لعدم قدرتهم على تحصيل التكليف الباهظة التي يكلفها المسرح الخاص في إنتاج عروضه ، كما إن انتشار التكنولوجيا بشكل كبير وظهور عناصر جذب جديدة صعبت من إمكانية نزول الجماهير من منازلها لمشاهدة مثل هذه العروض المسرحية التي تخلو من المضمون في أغلب الأحوال . 

روشتة لعودة المسرح الخاص للحياة

أما عن الحلول التي من الممكن أن تؤدى إلى عودة المسرح الخاص لسابق تألقه فيقول يوسف إسماعيل ان السبيل الوحيد لعودة مسرح القطاع الخاص للتألق الاعتماد بالدرجة الأولى على موضوعات ذات قيمة ليس هدفها الرئيسى هو الضحك والتسلية بالرغم من أن الإضحاك هو هدف مهم ، ولكن ينبغى ان تكون هناك رسالة من وراء العمل، وان يحاول المسرح الخاص على تخفيض تكاليف انتاج اعماله، حتى يتثنى تخفيض اسعار التذاكر لتناسب طبقات المجتمع . 

أما "بهيج إسماعيل" فيختلف مع هذه الرؤية معتبرا ان المسرح الخاص لن يعود أبدا لسابق عهده حيث أن الزمن لا يعود أبدا للوراء ، حيث إن المواضيع تغيرت والنجوم أيضا والمسرح الخاص كان يعتمد فقط على الإضحاك وممثلين مهرجين حتى وصل الأمر أن المشاهد بدلا من أن يشترى أدوية أو مخدرات كان يذهب للضحك ، كما أن التليفزيون قضى بشكل كبير على المسرح بشكل عام ، إلا ان الأمل الوحيد يكمن في الميزة المتبقية للمسرح التي يمكن المراهنة عليها والتي تتمثل في أنه فن حى يشاهد على الطبيعة ، والجمهور يفضل مشاهدة نجومة على الطبيعة بشكل كبير . 

فيما ترى الناقدة المسرحية "رشا عبد المنعم" أن الأمل الآن في عودة المسرح الخاص لسابق عهده ومنافسته لمسرح الدولة هو تبنى منتجي المسرح الخاص لفرق المسرح المستقلة ، لأن هذه الفرق تهتم بالموضوعات التي تقدمها والفنيات بشكل كبير ، فضلا عن الاهتمام بعدم غلاء أسعار التذاكر ، وهذا الحل الاقتصادي من وجهة نظرها من الممكن أن يعيد الجماهير إلى هذه المسارح التي انطفأت أنوارها الفترة الأخيرة وتصحح مسارها.