خالد علوان يكتب: أفريقيا المستقبل

  وتعتبر السوق الإفريقية مهمة بالنسبة لمصر لزيادة حجم التبادل التجاري وزيادة الصادرات لما تشكله من أهمية كبري من هنا جاء اهتمام السيد الرئيس بمد جسور التعاون مع القارة السمراء بعد إن أهملت العلاقات المصرية الأفريقية لقرابة العشرين عاما بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك في أديس أبابا فشهدت مدينة السلام شرم الشيخ فعاليات منتدى الاستثمار إفريقيا 2018 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 فتعتبر استضافة مصر للمنتدى تأكيدا على محوريتها في القارة الأفريقية وتؤكد عودة مصر القوية إلى القارة الذهبية وهو ما يمثل الكثير من الانعكاسات الإيجابية على المستويين الإقليمي والدولي واهتمام مصر بالقارة الأفريقية يعزز مكانتها وتواجدها بشأن أي تعاون دولي في المنطقة في ظل تعدد أوجه التعاون المختلف مع الدول الكبرى سواء روسيا أو الصين وأهمهم إسرائيل والتي استغلت بعد مصر عن أفريقا والمتغيرات الدولية والإقليمية التي أسهمت في التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا أبرزها حصول عدد من الدول الأفريقية على استقلالها في ستينيات القرن الماضي.

 وسعت إسرائيل إلى تعزيز سياساتها الأفريقية بدرجة تفوق طموحاتها خلال هذه الفترة لكن الرئيس السيسي وقف بينهم في محاولة منه لعودة العلاقات المصرية الأفريقية فإذا نظرنا إلى جولات الرئيس السيسي باعتبارها ترجمة حقيقية للسياسة الخارجية المصرية في قارة إفريقيا في إطار انفتاح مصر على دول أفريقيا وحرصها على مواصلة تعزيز العلاقات في كل المجالات وتكثيف التواصل والتنسيق مع دول القارة السمراء إحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية.

 فالهدف من المؤتمر تحفيز الاستثمار في القارة الإفريقية والذي يعد من أهم التجمعات التي تشهدها القارة السمراء خاصة وأنها تجمع دول شرق وجنوب أفريقيا ويقام هذا المؤتمر في ظل تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019 وهذا التجمع سيتيح للدول الإفريقية الاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات التنمية المستدامة والإصلاحات الاقتصادية ونقل التكنولوجيا والبنية التحتية والعمل على تطوير حركة التجارة بينهم والتغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجههم وتمتلك القارة السمراء العديد من الفرص التي لا تزال حتى ألان دون استغلال.