الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب : أفريقيا مستقبل الاقتصاد العالمي

صدى البلد

تعبر قارة أفريقيا من أهم القارات الاقتصادية التي كانت غائبة عنا لسنوات وربما لعقود طويلة من نواح كثيرة في الاقتصاد والثقافة عندما كانت بوصلتنا متجهة دائما الي دول أوروبا وأمريكا وآسيا , وان كان تعاملاتنا مع الاسواق الافريقية في الماضي محدودة ولم ترق الي عدد الاسواق واقتصاديات دولها المنتظر للمنتجات المصرية والزراعية الوصول اليها.. الا انه في الفترات الاخيرة بدأت مصر تنتبه الي الكنز الافريقي الغائب الحاضر الذي يضم 1.2 مليار مستهلك أفريقي منتظرين وصول المنتجات المصرية إليهم !

علي الرغم ان أفريقيا تعتبر ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، و تأتي في المرتبة الثانية بعد آسيا , و تبلغ مساحتها 30.2 مليون كيلومتر مربع وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطح الأرض، وتشغل 20.4% من إجمالي مساحة اليابسة , يبلغ عدد سكان أفريقيا حوالي 1.2 مليار نسمة وفقًا لتقديرات 2016 يعيشون في 61 إقليمًا، وتبلغ نسبتهم حوالي 14.8% من سكان العالم.. كما تخطي حجم التبادل التجاري بين مصر ودول القارة الإفريقية، لأكثر من نصف مليار دولار خلال أول شهرين من عام 2018، حيث ارتفعت قيمته إلى 509 ملايين و135 ألف دولار، مطلع العام الحالي مقابل 360 مليونا و340 ألف دولار في العام السابق، بزيادة قدرها 148.7 مليون دولار وهي امور تجعلنا نتجه بقوة نحو السوق الافريقية الواعدة والاقتصاد الافريقي والتعاون والتنسيق مع حكوماتها ومخاطبة الشباب الافريقي الذي سيقود سفينة البلاد في المستقبل لترسيخ هذا التعاون معا.

الرئيس السيسي أكد في كلمته أمام جلسة "شباب رواد الأعمال بإفريقيا" ضمن فعاليات منتدى "إفريقيا 2018" الذي بدأت أعماله أمس الاحد بمدينة شرم الشيخ " ان مصر حريصة على القيام بعدة إجراءات لدعم رواد الأعمال من الشباب"، مؤكدًا أن ذلك سياسة تقوم بها مصر نحو الشباب بمجموعة من الوسائل المشجعة حيث يعد المنتدى أحد قنوات التواصل وتعزيز العلاقات بين دول القار الإفريقية، ويمثل تأكيدا للرؤية تجاه الشباب في مصر ودول القارة الإفريقية، والثقة في عقولهم وقدراتهم، بسبب التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تتطلب مواصلة تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص لتحفيز وتنمية ريادة الأعمال في إفريقيا وتوحيد الجهود نحو تمكين شباب القارة وتوفير الإمكانيات التي تسمح لهم بإطلاق طاقاتهم وتنمية قدراتهم في الإبداع !

وأكدت دراسة حديثة ايضا ، أن الاتفاقية المصرية مع دول الكوميسا ستستفيد منها التجارة الخارجية لمصر من زيادة معدل التجارة البينية بين دول الكوميسا، الأمر الذى يؤدى إلى تخفيض عجز الميزان التجارى المصرى من خلال تشجيع الفرص المتاحة لفتح أسواق تصديرية جديدة لمصر فى تلك الدول والاستفادة من اتساع حجم السوق وزيادة فرص التجارة, واعتبرت الدراسة التى حملت عنوان "العلاقات الاقتصادية المصرية مع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "الكوميسا- الفرص والتحديات"، وقام بإجرائها الدكتور ناصر جلال حسنين أستاذ الاقتصاد، اتفاقية السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "الكوميسا" واحدة من الركائز الأساسية للمجموعة الاقتصادية الإفريقية..

كما أشارت الدراسة إلى أهمية اتفاقية الكوميسا للاقتصاد المصرى من خلال التوسع فى القاعدة التصديرية إفريقيًا، وفتح أسواق جديدة فى شرق وجنوب إفريقيا، وإيجاد الآليات المناسبة للتغلب على المعوقات والتحديات التى تواجه زيادة فرص الصادرات المصرية والسلع المصنعة أو السلع الزراعية واختراق أسواق الدول الأعضاء بالاتفاقية..!

ووفقا للدراسة , تواجه العلاقات الاقتصادية المصرية مع دول الكوميسا العديد من التحديات التى تعوق حركة التجارة المصرية والصادرات لتلك الدول وتحد من المزايا المتوقعة من الاتفاقية، وترجع تلك التحديات إلى اختلاف الإجراءات والنظم التجارية السائدة فى دول الكوميسا، وعدم توافر بيانات عن الموارد الاقتصادية، وعدم وجود معلومات عن السوق وعدم وجود خطوط نقل منتظمة (برية وبحرية وجوية) وما يرتبط بها من ارتفاع تكاليف النقل، وعدم وجود خطوط سكك حديدية متصلة بالدول المنغلقة، وعدم وجود أماكن للتخزين أو خدمات لوجستية تساعد على التجارة الحرة – أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وارتفاع نسبة المخاطر التجارية وصعوبة التمويل الخاص بالمشروعات الاستثمارية المشتركة وعدم التنسيق بين البنوك، وارتفاع تكاليف التأمين، وعدم وجود نظام بنكى متقدم وانخفاض نسبة تمثيل البنوك المصرية فى دول الكوميسا وهذه التحديات لابد من التغلب عليها لتسهيل حركة التجارة و الاقتصاد بين مصر ودول الكومسيا..!

ويتبقي السؤال الهام وهو بعد أن وقعت مصر و43 دولة أفريقية على اتفاق إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، حول أوجه استفادة مصر من هذا الاتفاق؟، وهل ستجنى الصادرات ثمار إتاحة الاتفاقية للنفاذ لـ1.2 مليار مستهلك؟، ومستقبل تواجد البضائع المصرية فى القارة السمراء عقب انهاء أزمة البنود الجمركية..! نحن نحتاج اليوم وغدا الي افريقيا وأسواقها فهي المنقذ الحقيقي للاقتصاد الوطني المصري الذي ننتمي اليه ونعمل جميعا من اجله !