الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس التنزاني يستقبل رئيس الوزراء لمناقشة العلاقات الثنائية.. ماجوفولي يشيد بالمقاولين العرب ويعلن عن زيارة مرتقبة لمصر.. ومدبولي: نتطلع لإنهاء مشروع إنتاج اللحوم المشترك ومزرعة كوبا للأرز

صدى البلد

  • رئيس تنزانيا ومدبولي يشهدان توقيع عقد إنشاء مشروع سد نهر روفيجي
  • الرئيس التنزاني: لجأنا إلى مصر لتنفيذ سد روفيجي كما هرب السيد المسيح لأرضها
  • وزير الكهرباء: تنزانيا تمثل نقطة الاتصال بين تجمع الطاقة لدول جنوب وشرق أفريقيا
  • رئيس البرلمان التنزاني: مصر قادرة على إنجاز سد ستيجلر
  • وزير الطاقة التنزاني: المقاولون العرب قادرة على تشييد سد روفيجي
  • محمد شاكر: برنامج تدريبي لـ ٢٠ تنزانيا في مجال الكهرباء
  • رئيس تنزانيا: غيرنا مكان سد كان سيضر بحصة مصر من المياه

استقبل الدكتور جون ماجوفولي، رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم، الأربعاء، وذلك على هامش مشاركة رئيس الوزراء في احتفالية توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، والفائز به التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك.

وفي مستهل اللقاء، نقل الدكتور مصطفى مدبولي إلى رئيس جمهورية تنزانيا تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى حرص الرئيس على تعزيز علاقات التعاون مع تنزانيا قيادة وشعبًا، وعلى العمل المشترك من أجل تحقيق التنمية والرفاهية لشعبي البلدين.

وأعرب مدبولي عن تقدير مصر للدفعة القوية التي تحققت في علاقات البلدين مؤخرًا، خاصة عقب زيارة الرئيس السيسي إلى دار السلام في أغسطس 2017، والتي نتج عنها انعقاد فعاليات الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين بالقاهرة في يناير 2018، وذلك بعد 21 عامًا من انعقاد الدورة الثانية في "أروشا" عام 1997.

وأكد رئيس الوزراء تطلع مصر لمواصلة العمل للبناء على نتائج تلك الزيارة على صعيد تعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات، خاصة الارتقاء بحجم التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة، وكذا التأكيد على تطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستقبال شقيقه الرئيس التنزاني "جون ماجوفولي" في زيارة إلى مصر في أقرب فرصة تلبية للدعوة الموجهة منه إلى الرئيس التنزاني.

وخلال اللقاء، قدم الدكتور مصطفى مدبولي التهنئة للجانب التنزاني على توقيع عقد إنشاء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر "روفيجي"، مؤكدًا حرص التحالف المصري الفائز لشركتي "المقاولون العرب" و"السويدى إليكتريك" على أن يكون التنفيذ وفقًا لأعلى المعايير العالمية وطبقًا للإطار الزمنى المنصوص عليه في العقد، خاصة في ظل الاهتمام الذي يحظى به المشروع في تنزانيا على المستويين الحكومي والشعبي باعتباره من المشروعات التنموية الكبرى في البلاد.

كما أكد مدبولي حرص مصر على مواصلة واستمرارية الجهود الرامية لدعم الأشقاء التنزانيين في مختلف المجالات ذات الأولوية بالنسبة لهم، مشيرًا إلى الدور الهام الذي تلعبه الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في هذا السياق من خلال برامجها وأنشطتها المتعددة، التي يشارك فيها عدد كبير من الكوادر التنزانية من مختلف الجهات.

وقال رئيس الوزراء: "إننا نتطلع الى الانتهاء من المفاوضات الجارية بين الجانبين بشأن عدد من المشروعات وخاصة مشروع إنشاء مزرعة مشتركة لإنتاج اللحوم، وهو المشروع الذي كان قد تمت مناقشته خلال زيارة الرئيس السيسي لتنزانيا، فضلًا عن مشروع مذكرة تفاهم بين الجانبين بشأن إنشاء مزرعة مشتركة في منطقة بكوبا على مساحة 1000 هكتار لزراعة الأرز".

ونوه رئيس الوزراء باستعدادات مصر لتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، مشددًا على حرص مصر على التنسيق مع الدول الأفريقية الصديقة قبل الإعلان عن أولويات الرئاسة المصرية، وتأكيد استعدادنا للتعاون والتنسيق مع تنزانيا خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وذلك في ضوء استعداد مصر لاستغلال إمكاناتها وقدراتها في دفع التعاون الأفريقي المشترك، وحرص مصر على تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة الرئاسة لتلبية الاحتياجات الحقيقية للدول والشعوب الأفريقية.

من جانبه، طلب الدكتور جون ماجوفولي، رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، نقل تحياته إلى شقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا بنتائج زيارته إلى تنزانيا في أغسطس 2017 والتي ساهمت في الارتقاء بأطر التعاون لآفاق أرحب.

وأعرب الرئيس التنزاني عن تقدير بلاده للجهود المبذولة لدفع علاقات التعاون الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ومشيدًا بدور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتي يحرص كوادر بلاده المختلفة على المشاركة في برامجها وأنشطتها المتعددة لرفع قدراتهم في شتى المجالات والاستفادة من الخبرات المصرية.

وأعرب الدكتور جون ماجوفولي عن سعادته بالمشاركة رفيعة المستوى للدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له، في احتفالية توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، خاصة أن بلاده تعتبر المشروع من أهم وأكبر المشروعات القومية والتنموية في تنزانيا في ضوء ما يتوقع أن يحققه المشروع من تنويع مصادر الطاقة في تنزانيا ومعالجة أزمات الطاقة المزمنة في بلاده، هذا إلى جانب توفير الإحتياجات المائية اللازمة من خلال التحكم فى تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان.

في السياق ذاته، أشاد رئيس جمهورية تنزانيا بالسمعة المتميزة للتحالف المصري لشركتي "المقاولون العرب والسويدي إلكتريك" الفائز بتنفيذ مشروع السد، خاصة في ظل ما تمتلكه كل من الشركتين المصريتين من باع طويل فى المشروعات الناجحة في أفريقيا، وهو ما يزيدهم تطلعًا نحو التوصل إلى مزيد من أطر التعاون مع الشركات المصرية ذات الخبرات الكبيرة، خاصة في المجالات ذات الاهتمام المشترك للاستفادة من الإمكانات والقدرات الهائلة التي تمتلكها دول القارة الأفريقية.

ونوه رئيس الجمهورية التنزاني بحرصه على تلبية الدعوة الكريمة لشقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر في أقرب فرصة لتعزيز العلاقات التنزانية المصرية في مختلف المجالات، مؤكدًا تطلع بلاده إلى مواصلة التنسيق مع مصر وتبادل وجهات النظر والرؤى فيما يتعلق بالموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة في ضوء تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019.

كما أكد أنه أصر على اختيار مكان اقامة السد فى نهر آخر غير النهر الذى تصب مياهه لمصر، حتى لا تتأثر حصة مصر الذى تربطنا بشعبها وقيادتها علاقات حب وود.

وقال الرئيس التنزاني جون جوزيف ماجوفولي، إن "مشروع سد روفيجي حلم انتظرناه طوال ٤٠ عاما منذ أن دعا إليه الأب الروحي للدولة أبي جوليس نيرري عام ١٩٦٧، ولكن لم يتم تنفيذه طوال هذه المدة بسبب تكلفته الباهظة، خاصة أننا دولة فقيرة ولكن يأتي اليوم لنشيده بأموالنا، حيث إنه يتكلف ٢.٩ مليار دولار، أي ما يعادل ١.٦ ترليون شيلنج تنزاني وسوف نشيده مع شقيقتنا مصر التي هربنا إليها لتنفيذ المشروع كما هرب السيد المسيح إلى مصر خوفا من القتل".

وأكد الرئيس التنزاني، خلال كلمته على هامش توقيع عقد إنشاء سد روفيجي، أن تنفيذ مشروع السد يأتي ليكذب ويرد على الاعتراضات التي قابلت المشروع أنه سوف يدمر ولكن الحقيقة أنه سيحافظ على البيئة لأنه سيوقف نزيف الأشجار التي يتم قطعها بمعدل ٢٣ مليون طن سنويا أو ٥٨٣ شجرة يوميا لتصنيع الفحم الذي يستخدم في توليد الكهرباء التي تغذي تنزانيا، حيث إن ٩٢٪ من الكهرباء المنتجة تأتي من الفحم و٧٪ من البنزين بجانب تكلفتهم العالية، ولكن توليد الكهرباء من المياه أوفر بكثير فكل كيلو وات يتكلف ٣٦ شيلنج، في حين باقي المصادر تتكلف أكثر من ١٠٠ شيلنج، كما أن السد يكفي لتغطية احتياجات سكاننا البالغين ٥٥ مليون نسمة حتى ٦٠ عاما مقبلا.

وكشف جون ماجوفولي، أن "تنزانيا رفضت تنفيذ سد على نهر النيل حرصا وحفاظا على حصة مصر من مياه النيل واخترنا مكانا آخرا لتنفيذ السد ونحن مستعدون لسداد نسبة مقدم التنفيذ البالغة ١٥٪ من التكلفة الإجمالية من أجل سرعة بدء الأعمال دون انتظار باقي المفاوضات ونحن نثق في قدرة المصريين على إنجاز المشروع حتى قبل المدة المقررة، ولهذا طلبنا من الرئيس السيسي أن يضع المشروع تحت إشرافه، خاصة أن مصر لديها تقنيات تفوق دولا كبرى".

وقال إن "هناك علاقات قوية بين مصر وتنزانيا ممتدة منذ قرون حتى قبل مجيء الاستعمار البريطاني لأرضنا، فكان التجار المصريون يأتون إلينا للعمل فاكتسبنا منهم الثقافة واللغة حتى بعض أنواع الموسيقى، كما اشتدت العلاقات خاصة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والأب الروحي لتنزانيا واشتركا في تأسيس الاتحاد الأفريقي والمساعدة في استقلال الكثير من الدول".

وفي السياق ذاته، شهد رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة، ورئيس الوزراء، مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي الواقع في "محمية سيلوس"، المملوك لوزارة الطاقة التنزانية، والفائز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، بقيمة 2.9 مليار دولار.

حضر من الجانب المصري الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، وعدد من المسئولين ورجال الصناعة والمستثمرين، بينما حضر عن الجانب التنزاني، نائبة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والمسئولين.

من جهته، قال المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب: "يأتي مشروع إنشاء السد في إطار خطط الحكومة التنزانية لإحداث نهضة تنموية في البلاد، حيث يعد المشروع من أهم وأكبر المشروعات القومية والتنموية في تنزانيا، في ضوء ما يتوقع أن يحققه من تنويع مصادر الطاقة في تنزانيا، ومعالجة مشكلات الطاقة هناك، هذا إلى جانب توفير الاحتياجات المائية اللازمة من خلال التحكم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان".

وأوضح صلاح أن المشروع من شأنه إنشاء سـد رئيسي خرساني لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية من محطة الكهرباء، وكذا إنشاء أربعة سدود أخرى لتخزين المياه ليصل إجمالي مخزونات المياه المتوقعة إلى 33 مليار متر مكعب، هذا فضلًا عن إنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة تصل إلى 2115 ميجاوات ومحطة ربط كهرباء فرعية بطاقة 400 كيلو فولت، بالإضافة لخطوط نقل الكهرباء 400 كيلو فولت لأقرب نقطة بالشبكة العمومية.

وألقى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلمة أثناء مشاركته في مراسم توقيع عقد إنشاء "سد روفيجى" بجمهورية تنزانيا المتحدة، أعرب فى بدايتها عن تقديره العميق لحكومة وشعب جمهورية تنزانيا، وأعرب عن سروره من مشاركته فى مراسم حفل توقيع عقد إنشاء "سد روفيجى" بجمهورية تنزانيا.

وأوضح شاكر أن "سد روفيجى" يعد من أكبر السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية على نهر روفيجي في شرق أفريقيا، حيث تبلغ قدرته 2100 ميجاوات وسوف يؤدى إلى إحداث نقلة اقتصادية لدولة تنزانيا.

وقال: "إنه لفخر لنا أن نشهد اليوم فوز شركتين مصريتين رائدتين "المقاولون العرب والسويدي إلكتريك" بمناقصة إنشاء هذا المشروع العملاق في بلدنا الشقيقة تنزانيا، وهذا ما يؤكد استمرار التعاون القائم بين مصر وجميع الدول الأفريقية، وتلتزم مصر دوما بالوقوف جنبا إلى جنب مع البلدان الأفريقية الشقيقة".

وأكد شاكر اعتزاز مصر بعلاقاتها مع الأشقاء فى القارة الأفريقية ولا سيما دول حوض النيل، حيث نتقاسم نفس المصير "ماء واحد دم واحد"، وهى علاقات تمتد جذورها فى أعماق التاريخ وشهدت مؤخرًا نقلة نوعية فتحت آفاقا جديدة للتعاون فى مختلف المجالات، وذلك انطلاقًا مما يجمعنا من مصالح مشتركة وبما يحقق إقامة شراكة حقيقية بين أبناء قارتنا.

وقدم التهنئة لشركتى المقاولون العرب والسويدى إلكتريك صاحبتى الخبرة المتميزة في مشاريع الطاقة والبنية التحتية في مصر وأفريقيا، متمنيًا لهما كل النجاح والتوفيق.

وأضاف أن الطاقة الكهربائية تعد من مفردات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للدول، وأصبح التقدم الحضارى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور إنتاج واستهلاك الطاقة الكهربائية، وسوف يسهم مشروع سد روفيجي للطاقة الكهرومائية فى إحداث نهضة صناعية بتنزانيا، كما سيؤدى إلى التغلب على العجز فى الطاقة الكهربائية وتوفيرها لتلبية جميع متطلبات التنمية، وكذا خلق الكثير من فرص العمل وجذب الاستثمار من أجل تحسين مستوى معيشة المواطنين بتنزانيا.

وأكد أنه من المتوقع أن يتم تصدير فائض الطاقة الكهربائية المولدة من سد روفيجي إلى باقى دول شرق أفريقيا، مكملا: "نعلم جميعًا أن تنزانيا تمثل نقطة الاتصال بين تجمع الطاقة لدول جنوب أفريقيا "SAPP" وتجمع الطاقة لدول شرق أفريقيا "EAPP".

وأشار إلى أن مصر تسعى من خلال عضويتها في تجمع الطاقة لدول شرق أفريقيا "EAPP" إلى تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تحقيق مزيد من التكامل بين مشروعات الطاقة الكهربائية فى القارة الأفريقية، كما تواصل تحركاتها الإقليمية الناجحة والقيام بدورها فى أفريقيا من خلال المشاركات في كل الفعاليات الأفريقية وفى مقدمتها القمم الأفريقية، وكذا المشاركة بفاعلية فى المنظمات الأفريقية التى تحمل صوت وقضايا أفريقيا للعالم.

ولفت شاكر فى كلمته إلى الربط الكهربائي الإقليمي والذى يلعب دورًا أساسيًا فى تحقيق أمن الطاقة على المدى القصير والطويل ولهذا تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث ترتبط مصر كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا مع الأردن وغربًا مع ليبيا، وجنوبا يتم اتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء خط الربط الكهربائى بين مصر وجمهوية السودان الشقيق والمتوقع دخوله الخدمة مطلع العام القادم لنقل قدرة كهربائية تصل إلى 300 ميجاوات.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالًا مع قبرص واليونان فى قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركزًا محوريًا للربط الكهربائي بين ثلاث قارات "أفريقيا ـ آسيا ـ أوروبا".

جدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين قارة أفريقيا وأوروبا سيعمل على استيعاب الطاقات الكهربائية الضخمة التى سيتم إنتاجها من مصادر الطاقات المتجددة فى أفريقيا، ولتحقيق ذلك تعمل مصر بشكل فعال مع جميع تجمعات الطاقة والتجمعات الاقتصادية الإقليمية ومنها النيباد، والاتحاد الأفريقي، وعلى المستوى الدولي مع منظمة الربط الكهربائى العالمى "GEIDCO"، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "IRENA" وغيرها.

وسيسهم سد روفيجي كمصدر للطاقة النظيفة والمتجددة بنصيب كبير فى تفعيل مبادرات الطاقة المتجددة في أفريقيا ودعم المجهودات المبذولة لمجابهة التغيرات المناخية.

وأكد أنه أصبح لقطاع الكهرباء المصري خبرات متميزة فى النواحى المتعلقة بالسياسات والتشريعات وإعادة الهيكلة وكذا الدراسات الخاصة بالتكنولوجيات المتطورة لمحطات توليد الكهرباء، ويمكن التعاون مع الأشقاء بجمهورية تنزانيا فى هذه المجالات، ومن أهمها إعداد استراتيجية إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، الدعم الفنى لتقييم مصادر الطاقات الجديدة والمتجددة، والتعاون فى دراسات مشروعات الربط الكهربائى، وإعداد الدراسات الخاصة بتدعيم وتحديث شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، ومشروع تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وإعداد تعريفة التغذية لمشروعات الطاقة المتجددة وتأهيل الشركات للمشاركة فى تنفيذها، وإعداد التشريعات الخاصة بتحفيز الاستثمار فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة وإعداد ومراجعة اتفاقيات شراء الطاقة، وإعادة هيكلة تعريفة الطاقة الكهربائية، والجوانب التنظيمية لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.

وأوضح أن قطاع الكهرباء المصري يلتزم بالتضافر مع نظيره التنزانى لتنفيذ هذا المشروع الهام من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتعظيم المشاركة المحلية فى تنفيذ المشروع لما تمتلكه مصر من إمكانيات متميزة في مجال تصنيع مهمات القوى الكهربائية، حيث بلغت نسبة المكون المحلي بالمشروعات الكهربائية فى مصر 100% من مهمات شبكات توزيع ‏الكهرباء وشبكات النقل حتى جهد 220 كيلوفولت، بالإضافة إلى 42% من مهمات محطات ‏توليد الكهرباء، وذلك من خلال قاعدة صناعية كبيرة.

وتابع: "وفي هذا الصدد، فإنني على ثقة من أن الشركات المصرية العاملة في مجال تصنيع المعدات الكهربائية لن تدخر وسعًا للوقوف بجانب شركات تنفيذ مشروع روفيجي وتوفير المكونات المطلوبة بسعر تنافسي وجودة عالية".

وأكمل: "يقوم قطاع الكهرباء المصري بتوفير برامج تدريبية لبناء القدرات للمهندسين وكافة العاملين في مجال تشغيل وصيانة مشروعات الطاقة الكهربائية، ويمتلك قطاع الكهرباء المصري 22 مركزا تدريبيا متخصصا في مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، ومنها مركز تدريب أسوان للطاقة المائية المعتمد من منظمة المرافق الكهربائية الأفريقية "APUA".

وأشار وزير الكهرباء: "يمثل التعاون المصرى الأفريقى فى مجال بناء القدرات والدعم الفنى سياسة مصرية طويلة الأجل، حيث بلغ عدد المتدربين من الدول الأفريقية فى قطاع الكهرباء المصرى حوالى 7805 منذ بداية عام 2003 من بينهم 208 متدربين من تنزانيا فى مختلف مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة".

وكشف: "استمرارًا لدعم الأشقاء بدولة تنزانيا، يسرني أن أعلن أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية ستقدم برنامج تدريبى ممول بالكامل لـ25 متدربًا تنزانيًا وفقًا لاحتياجاتهم ومتطلباتهم التدريبية".

وفى ختام كلمته، أكد شاكر أن تحقيق التعاون الإقليمى فى مجال الطاقة الكهربائية سوف يكون له المردود الإيجابى على استخدام الموارد الطبيعية المتنوعة للطاقة بشكل أمثل، وتحقيق تنمية إقليمية مستدامة تعتمد على تكامل سياسات الدول لحاضر ومستقبل الطاقة، وإيجاد منظومة كهربائية تربط بين دول القارة الأفريقية.

كما كرر التهنئة لحكومة وشعب تنزانيا الشقيق على هذا المشروع العظيم، متمنيًا أن نكون معًا قريبًا للاحتفال بافتتاحه وتشغيله.

وألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كلمة أعرب فى بدايتها عن امتنانه للحكومة التنزانية على حسن الاستقبال، وحفاوة الترحيب التي تلقاها والوفد المرافق له خلال زيارته الأولى إلى هذا البلد الكريم.

وقال رئيس الوزراء: "يشرفني أن أكون هنا اليوم لأشهد مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع روفيجي للطاقة الكهرومائية، والذي يعد دليلًا على التزام مصر بدعم الجهود التنموية في تنزانيا، ونأمل أن يكون هذا المشروع بوابة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين بلدينا".

وأكد أن مصر وتنزانيا ترتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة، فقد احتفل البلدان في عام 2014 بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، عندما أصبح سالم أحمد سالم، الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، أول سفير تنزاني في مصر في عام 1964 بعد الوحدة بين تنجانيقا وزنزبار.

وأضاف: "لقد تعاون الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع زعيم الأمة التنزانية موالمو نيريري بشكل وثيق جدا في معركة التحرير من الاستعمار، حيث تجمعهما رؤية واحدة لأفريقيا مستقلة سياسيا واقتصاديا، واليوم نحن سعداء بالزخم الكبير الذي اكتسبته العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا في العام الماضي بعد زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى دار السلام في أغسطس 2017، والتي تبعها عقد اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المصرية / التنزانية المشتركة للتعاون بالقاهرة في يناير 2018، بعد 21 عامًا منذ انعقاد الدورة الثانية في أروشا في عام 1997، ونحن نتطلع إلى مزيد من البناء على تلك الإنجازات الهامة لدفع العلاقات الثنائية في جميع المجالات".

وأوضح مدبولى أنه في السنوات القليلة الماضية، بدأت العديد من الشركات المصرية العمل في تنزانيا، وعملت جنبًا إلى جنب مع الأشقاء التنزانيين في مشروعات تدعم الجهود التنموية والصناعية في تنزانيا، وشهدت الأشهر القليلة الماضية وصول العديد من الوفود المصرية إلى تنزانيا، وهو ما يعد خير دليل على الزخم الموجود حاليا في علاقاتنا الثنائية.

وتابع: "هناك أيضا العديد من المشروعات المشتركة المهمة الجارى العمل عليها بين بلدينا في مختلف المجالات، ومع ذلك، فإننا نعتقد أنه مازالت هناك إمكانيات هائلة يمكن استغلالها لتعزيز التعاون بين بلدينا، ونود أن نؤكد على التزام مصر بالعمل جنبًا إلى جنب مع أشقائنا في تنزانيا لتعظيم الاستفادة من هذه الإمكانات".

وأشار إلى أنه في إطار الاستعدادات المصرية لرئاستها للاتحاد الأفريقي لعام 2019، نتطلع إلى مواصلة التعاون والتنسيق مع تنزانيا في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ضوء استعداد مصر والتزامها بتعزيز التعاون الأفريقي وحرصها على تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة رئاستها، وأن تكون تلك النتائج نابعة من الاحتياجات الفعلية للبلدان والشعوب الأفريقية.

وأكد فى ختام كلمته، أن الحكومة المصرية بمختلف مؤسساتها السياسية والاقتصادية والتقنية تعمل بجد لتعزيز علاقاتها الثنائية مع تنزانيا، قائلا: "تحيا مصر، وتحيا تنزانيا، وتحيا أفريقيا".

وقال جون موجفلي، رئيس جمهورية تنزانيا، إن "سيدنا المسيح فر ولجأ لمصر هربا من أعدائه حين كان سيقتل ونحن نفر الآن لمصر لإحياء مشروع تشييد سد روفيجي لإيماننا بقدرة وعظمة المصريين"، موجها الشكر والتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه للشعب التنزاني.

وأوضح موجفلي، في كلمته خلال مراسم التوقيع على مشروع تشييد سد ستيجلر جورج "روفيجي"، أن التنزانيين تعلموا من التجار المصريين منذ قديم الأزل الثقافة واللغة العربية وبعض أنواع الموسيقى، مشيرا إلى أن مصر وتنزانيا كان لديهم مشاركة كبيرة في تأسيس الاتحاد الأفريقي فمصر وتنزانيا لديهما علاقات طويلة قبل مجئ الاستعمار.

وقال رئيس تنزانيا: "تحدثت كثيرا مع أخي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو أكد لي أن هذا المشروع سيتم بناؤه فالمصريون علموا العالم بحضارتهم"، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن هذا المشروع هو مشروعه الخاص وأن المصريين جاهزون له.

وأضاف: "التنزانيون يحبون المصريون جدا وكان هناك سد سيتم بناؤه في مكان آخر ولكننا وجدنا أنه سيؤثر علي نهر النيل في مصر فقمنا علي الفور بتغيير مكان بناء السد واخترنا موقع سد آخر وهو سد روفيجي"، مناشدا شركة المقاولون العرب الانتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد له وهو 3 سنوات قائلا: "لو أنجزتوا المشروع قبل موعده سأكون شاكرا لكم".

وقال إن المصريين يحبون دولتهم وإذا أرادوا شيئا فعلوه، مضيفا: "لو نظرنا لن نجد دولة في العالم بنت حضارة مثل الأهرامات فمصر لديها العقل والكفاءات في مختلف القطاعات".

ووجه رئيس الجمهورية التهنئة للشعب التنزاني ولشركة المقاولون العرب على هذا المشروع، مؤكدا أن هذا المشروع سيولد كهرباء لتنزانيا لمدة 60 عاما قادمة.

من ناحيته، أعلن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، عن برنامج تدريبي ممول بالكامل من وزارة الكهرباء لـ 20 تنزاني، في إطار التعاون المشترك بين مصر وتنزانيا.

وقال شاكر في كلمته، إن هذا السد من أقدم السدود وقدراته 2115 ميجاو وات بنفس قدرات السد العالي، مؤكدا تعاون مصر مع أشقائها من الدول الأفريقية وخاصة دول حوض النيل، موضحا أن هذا السد سيقدم نخصة صناعية لتنزانيا ويخلق فرص عمل ويجذب الاستثمارات.

وأكد وزير الكهرباء أن مصر تشارك بقوة في مشروعات الربط الكهربائي، خاصة أن مصر تمتلك خبرات وإمكانيات هائلة في قطاع الكهرباء.

وأعلن الوزير عن توفير برامج تدريبية في مجال تشغيل وصيانة مشروعات الطاقة الكهربائية، موضحا أن هناك 7800 متدرب من الدول الأفريقية تدربوا في مصر منذ عام 2003.

ورحب وزير الطاقة التنزاني برئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له بحضورهم توقيع عقد إنشاء سد ستيجلر جورج.

وقال وزير الطاقة إن مشروع بناء سد ستيجلر على نهر الروفينجي تاريخي، مكملا: "يجب أن نستمر في بنائها ولا نتوقف كما حدث من قبل"، كاشفا أنه تم التفكير في بناء السد عام ١٩٧٠ وأن دراسات السد انتهت في ١٩٧٦ ولم تنفذ، متابعا: "قمنا بعمل دراسات أخرى عام ٨٠ ولم نستطع تشييده بسبب عدم وجود مال معنا حينها".

وأضاف وزير الطاقة خلال توقيع عقد بناء السد الذي ستنفذه شركة المقاولون العرب أنه "منذ عام 1980 لم نفعل شيئا في السد"، مشددا على أن هذا العام بدأ بتفعيل الدراسات لبناء السد الذي يعرف باسم ستيجلر.

وعن اسم السد، قال وزير الطاقة التنزاني: "ستيجلر هو شخص وقد مات في حادث هناك ويجب علينا الآن أن نغير اسم السد ليصبح روفيجي باسم النهر الذي يبني عليه السد".

وأضاف الوزير أن السد سوف يساعد في الإنتاج الصناعي بسبب ما سيوفره من كهرباء، مشيرا أن السد سوف يولد ٢١١٥ ميجاوات، مؤكدا أنه سوف يساعد في بناء اقتصاد تنزانيا، كما أن السد يسع لـ ١٠٠ كيلو متر مكعب مكملا: "نخطط أن يسعى لـ ٣٠ بليون متر مكعب"، لافتا إلى أن السد سوف يساعد في توليد الكهرباء و الزراعة والصناعة.

وقال إن السد يتكون من 9 محطات وكل محطة تساهم في توليد 235 ميجا وات، مشيرا إلى أن السد التنزاني سوف يدخل ضمن أضخم السدود العالمية، حيث إنه يحتل المركز الـ ٦٠ عالميا وفي المرتبة الـ ٤ في أفريقيا ويحتل المرتبة الأولى في شرق أفريقيا.

وأضاف أن مقصد السد أن ينتج ٥٠٠٠ ميجا وات ونستهدف أن يصل إلى ١٠ آلاف ميجاوات في عام ٢٠٢٦ مما يمكننا من تسير القطارات الكهربائية الجديدة وبيع الكهرباء لدول أخرى وخفض أسعار الكهرباء للمواطنين في تنزانيا.

وأشاد الوزير باختيار شركة المقاولون العرب لتشييد السد، مؤكدا أنه اختيار حسن لأنهم قادرون على إنجاز السد.

وقال رئيس البرلمان التنزاني إن "توقيع عقد بناء سد ستيجلر جورج هو يوم فريد جدا ومنذ السنوات الماضية لم نتذكر أن لدينا يوما ممتازا مثل هذا اليوم"، مضيفا أن المشروع يمثل نقلة كبرى لتنزانيا في مجالات الصناعة والكهرباء.

وأضاف رئيس البرلمان التنزاني في كلمته خلال توقيع عقد بناء سد ستيجلر جورج الذي تنفذه هناك شركة المقاولون العرب مع شركة السويدي إلكتريك، أن الدولة واجهت عقبات كثيرة لتشيد هذا المشروع ويتوقف ولم يستكمل لكن الرئيس التنزاني جون موجفلي لم يلتفت لهذه العقبات وقام بالبدء في تشييد السد، وتابع: "الآن فرصتنا لاستخدام إمكانيات المكان الجغرافي الذي ميزنا الله به للانتهاء من السد".

ووجه كلمته للرئيس التنزاني قائلا: "نحن معك في جهودك للانتهاء من المشروع"، مشيرا إلى أن البرلمان وافق على وضع الميزانية الخاصة للسد وسوف يوجهون خطابهم في البرلمان للشعب لتوضيح أهمية السد لتنزانيا.

وقدم الشكر لمصر قائلا: "مرحبا بكم في بلدكم الثاني ونحن نحبكم جميعا"، مشيرا إلى أن مصر قادرة على إنجاز هذا المشروع العظيم.

ومن ناحيته، وجه الشيخ أبو بكر بن زبير، مفتي دولة تنزانيا، التحية لمصر والشعب المصرى على تعاونهم مع تنزانيا في بناء سد روفيجي قائلا: "أشكر القيادة السياسية في مصر ورئيس الوزراء المصري على مساندتهم للشعب التنزاني في بناء هذا السد".

وقال في كلمته علي هامش التوقيع على عقد مشروع بناء سد" روفيجي" الذي تنشئه المقاولون العرب: "نرجو من الله أن يبارك بناء هذا السد".

من جانبه، قال أمين مذهب البهرة بتنزانيا، وعدد من القساوسة، إن بناء هذا السد سيدخل تنزانيا في عصر الصناعة.