الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 أسباب لانسحاب قطر من أوبك.. الدوحة تغازل واشنطن بالخروج من المنظمة.. الإمارة تخطط لاستثمارات غاز ضخمة بالولايات المتحدة.. والسيد غاز كلمة السر

منظمة أوبك
منظمة أوبك

  • قطر تهرب من تشريع أمريكي مقترح ينظر لأوبك باعتبارها تكتلا احتكاريا
  • الدوحة تتبع بوصلة ترامب بعد انتقاده لـ أوبك
  • الرئيس التنفيذي لقطر للبترول يدير تحول قطر من التركيز على النفط إلى الغاز

كشفت وكالة "رويترز" عن أن هناك 4 أسباب رئيسة وراء انسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اعتبارا من يناير المقبل.

وعددت الوكالة هذه الأسباب، ومنها أن أوبك قد تكون حجر عثرة أمام طموحات قطر للبترول في الولايات المتحدة، خصوصا أن الدوحة تدرس شراء أصول غاز أمريكية.

أما السبب الثاني، فإنه يتمثل في "السيد غاز"، أو سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لقطر للبترول الذى كان يرغب في أن تغادر الدولة الخليجية منظمة "أوبك" حتى قبل أن يتولى إدارة سياسة الطاقة القطرية في تغيير حكومي الشهر الماضي.

والسبب الثالث، أنه قد يعرض تشريع أمريكي مقترح معروف باسم نوبك (قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط) أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى دعاوى قضائية، وهو ما سيكون مبعث تهديد لقطر للبترول في الوقت الذي تخطط فيه لاستثمار مزيد من المليارات في الولايات المتحدة.

أما السبب الرابع، فيتمثل أن هذا الانسحاب يضع قطر في قائمة المرضي عنهم أمريكيا، بعد الانتقاد العلني الذي شنه الرئيس دونالد ترامب ضد أوبك إذ يلقي عليها باللوم في ارتفاع أسعار النفط.

وقبل أن يتولى إدارة سياسة الطاقة القطرية في تغيير حكومي الشهر الماضي، كان سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لقطر للبترول يرغب في أن تغادر الدولة الخليجية أوبك.

وقالت ثلاثة مصادر في القطاع إن الكعبي كان يشعر بالقلق من أن عضوية قطر في أوبك قد تكون حجر عثرة أمام طموحات قطر للبترول في الولايات المتحدة، حيث تملك الشركة واحدا من أكبر مرافئ الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتشتيتا لجهودها في الوقت الذي ترفع فيه الدوحة إنتاجها من الغاز إلى المثلين.

وتقول المصادر إن خروج قطر جرى الإعداد له منذ أشهر، مدفوعا برغبة الكعبي في التركيز على عنصر قوة قطر في الغاز الطبيعي المسال بدلا من أوبك، حيث للدوحة ثقل محدود كونها لا تنتج الكثير من النفط.

وقال جيمس دورسي، الباحث في كلية س. راجاراتنام للدراسات الدولية: "يُخرج هذا قطر عن مجمل الجدل الدائر داخل الكونجرس بشأن ما إذا كانت أوبك تكتلا احتكاريا أم لا، وعلى الأقل يضع هذا قطر في قائمة المرضى عنهم أمريكيا".

وأوضحت مصادر لرويترز أن التهديد باتخاذ إجراء قانوني محتمل بموجب نوبك تعتبره الدوحة مصدر خطر، في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز مركزها كأكبر منتج للغاز المسال في العالم.

وقطر للبترول المملوكة للدولة هي مالك حصة الأغلبية في مرفأ جولدن باس للغاز المسال في تكساس، وتحوز شركتا النفط الأمريكيتان إكسون موبيل وكونوكو فيليبس حصصا أصغر.

وتدرس قطر للبترول شراء أصول غاز أمريكية، ومن المقرر أن تبت قريبا في ضخ مزيد من الاستثمار في مشروع جولدن باس للغاز المسال.

وقال الكعبي في فيينا الأسبوع الماضي إن لكون قطر منتجا للغاز في المقام الأول، فإن الدوحة لا ترى قيمة مضافة في عضويتها بأوبك وإن مغادرتها "لم تكن قرارا سياسيا بنسبة 100 بالمائة".

وأضاف للصحفيين عشية أول وآخر اجتماع يحضره كرئيس لوفد قطر لدى أوبك: "ليس لنا وزن كاف في أوبك كي يكون لنا تأثير"، متعهدا بأن تحدث قطر للبترول "دويا كبيرا" قريبا.

و‭‬‬‬تقول مصادر بالقطاع إن الخروج من أوبك يحمل بصمات الكعبي الذي قام على نحو جريء بتبسيط هيكل قطر للبترول منذ توليه منصبه في 2014، ليدمج شركات تابعة ويسرح آلاف الموظفين بغية إعادة التركيز على أمر واحد هو إنتاج مزيد من الغاز.

والكعبي، وهو مهندس تلقى تعليما في الولايات المتحدة، أحد أهم الشخصيات في قطر، وبعد سنوات من إبرام الصفقات لصالح قطر للبترول أصبح معروفا باسم "السيد غاز"، ورغم أنه ليس عضوا في الأسرة الحاكمة، فإنه مسئول عن موارد الغاز الحيوية، وهو مقرب من الدوائر الداخلية لصنع القرار.

ووفق المصادر، فمن المرجح أن تكون خطة الانسحاب من أوبك قد بدأت، في يونيو، حين حضر الكعبي محادثات أوبك في فيينا مع وزير الطاقة القطري في ذلك الوقت محمد السادة.

وبسبب الخلاف الخليجي، لم تعد قطر تحضر اجتماعا تقليديا مغلقا لوزراء النفط الخليجيين للاتفاق على السياسة قبيل المحادثات التي تجري مرتين سنويا مع جميع أعضاء أوبك.

وقال مسئول خليجي إنه على الرغم من المقاطعة، ظل السادة يملك بعض الاتصالات مع نظيريه السعودي والإماراتي. وفي ضوء توليه رئاسة أوبك في 2016 كان للسادة دور فعال في جمع منتجي النفط، بما في ذلك روسيا غير العضو في أوبك، للاتفاق على خفض الإمدادات لدعم أسعار النفط الخام.

لكن الشهر الماضي، أزاح تغيير حكومي السادة ودفع بالكعبي إلى تولي منصب وزير الدولة لشئون الطاقة، مما يجعله الرئيس الفعلي لشئون الطاقة.