الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يحيى ياسين يكتب: ليل الشتاء الحزين‎

صدى البلد

كلما تعاقبت الليالي عليه بينما تمر ريح البرد تراوده ثرثرات البشر وكُل ما أهمه، فيصحب نفسه إلى فِراشه يلتف جيدًا ويُدليه على رأسه كأنه يغيب عن العالم قليلًا.

يظل يهمهم كالصبيان حتى تهدأ أطرافه من الصقيع ويستجمع نفسه في ركن مضجعه محدثا رفيقة خياله قرينته في وحدته قائلًا "دعينا نرتدي قفازاتنا ونغلق بابنا نترجل أسفل هطول المطر، هيا نُخرج أطرافنا في هذا السقيع ترتجف قليلا وتبتسم شفاهك وتتلعثم كلماتك من خجل نظراتي.

لمِ لا تدعيني أحدق في عينيكي بينما تتطاير شعراتك مع الريح فلا تشيحي بوجهك عنّي، بل بُثّي ذاك السقيع من فيكِ في وجهي فوالله به دِفءُ الحر على صقيعه.

أفلا تعانقيني بكفيكي مداعبة أطرافي فتخبرينني بآخر ما قرأتِ في ذاك الذي يُشغلك عني، هلّا ذكرتينني بقول البُحتري عن العربية في عشقها؟

أغار من رشفة شفاهك لتلك القهوة بينما تهيمين مع الريح سارحة في جمال النيل وغيوم السماء، وتهوى أذني هرطقتك عن الكون وفلسفته فإني بثرثرتك مُغرم كأنها حديث الصباح بين الملوك.

لا زلت أشتم ريحك في أطرافي وأحتضن فراشي وأبسط جسدي فكيف لمن ذاب في العشق أن يهنأ بنومِ؟ وريح الشتاء يناديني كأنه يحملك في طياته فأجلس القرفصاء أسفل المطر وجسدي بالسقيع مُتيّم بعشقك دافئ!.

أما عن مضجعي الحزين فيرثو بُعدك وينوح فراقك بالياء والنون كأنه يُنغص عليّ مجلسي به دونك سيدتي! فلا زال يذكرني جمودنا أعلاه سويعات نهمهم بحديث العشاق حتى نختصم من أكثرنا عشقا!.

ألا ليت الليت يكون، تُراه متى ذاك الليت سيكون؟
يظل مهرطقا حتى تغفل عيناه.