الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير سابق بالأمم المتحدة لـ صدى البلد: السيسي أعاد مصر لمكانتها الدولية.. نؤمن بحق تقرير المصير لكل الدول.. جميع قضايا أفريقيا تهمنا.. أؤيد التقارب العربي الإيراني.. وفيتو أمريكا أفسد الشرق الأوسط

السفير سمير زهران
السفير سمير زهران يتحدث لـ«صدى البلد»

  • السفير منير زهران، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، لـ«صدى البلد»:
  • سياسة الرئيس الخارجية أعادت مصر لمكانتها الرائدةالدبلوماسي المصرية تستحق أعلى تقدير على حسن إدارة أزمة سد النهضة
  • الرئيس متمسك بسامح شكري لتفانيه في أداء مهامه
  • مصر تؤيد حق تقرير المصري لكل الدول التي تعاني من التشرذم
  • مصر تهتم بكل القضايا التي تهم أفريقيا
  • فيتو أمريكا أضر الشرق الأوسط ومنع استقراره
  • قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس مخالف للشرعية الدولية

على مدار 5 سنوات ماضية، تكاتفت أركان الدولة المصرية ومؤسساتها، وتوحدت صفوفها قيادة وشعبا وحكومة؛ لاستعادة دور مصر الريادي على المستوى الإقليمي والدولي، وهو ما أكده بعض الخبراء المتابعين لملف السياسة الخارجية، وأبرزهم السفير منير زهران، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ومندوب مصر السابق في الأمم المتحدة.

ليس هذا فحسب ما حاور فيه «صدى البلد» السفير المخضرم، بل تطرق الحوار إلى العلاقات المصرية الأفريقية؛ حيث أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن مصر استطاعت استعادة موقعها المتميز من الدول الأفريقية، والدليل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام المقبل، أيضا استعرض رؤية مصر في إدارة أزمة سد النهضة وأنها أجادت بصورة كبيرة، وكذلك الحديث عن ثقة الرئيس في سامح شكري، وزير الخارجية الحالي، الذي تولى حقيبة الخارجية عقب تولي الرئيس مسئوليته بشهرين.

وأيضا دار حوار «صدى البلد» مع السفير منير زهران حول قضايا المنطقة العربية وأبرز أزماتها مثل القضية الفلسطينية والسورية والليبية، وما تطمح إليه الدولة المصرية من رئاسة الاتحاد الأفريقي.

وإلى نص الحوار..
الرئيس السيسي له رؤية واضحة في إقرار السياسة الخارجية منذ توليه المسئولية، إلى أي مدى ساهمت هذه الرؤية في عودة مصر لمكانتها الريادية إقليميا ودوليا؟


الرئيس عبد الفتاح السيسي نشيط جدا في السياسة الخارجية ولقاءاته بزعماء العالم، سواء الذين يزورون مصر أو في زياراته الخارجية، وهذه اللقاءات تأكيد على دور مصر ومكانتها بين دول العالم.

كما أن الرئيس حرص منذ توليه المسئولية في 2014 على أن يحضر دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقام باتصالات كثيرة مع رؤساء الدول والحكومات الذين شاركوا في هذه الدورات المتتابعة، وكذا الزيارات التي يقوم بها الرئيس لدول أفريقيا وآسيا، ورأينا زيارته إلى الصين وكازاخستان والهند، وكل هذه الزيارات الثنائية تصب في صالح تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر وتلك الدول، وتدعم التعاون فيما يتعلق بمختلف المشروعات التي تقوم مصر بتنفيذها، وأيضا تعزيز التبادل التجاري وزيادة حجم الصادرات.

وساهمت سياسة الرئيس السيسي الخارجية في إعادة مصر إلى الساحة الدولية كمحاور رئيسي مع دول العالم كله، وزياراته المتبادلة مع دول العالم ساهمت بصورة كبيرة في هذا الملف.

الرئيس كان حريصا على زيارة الدول الأفريقي واحدة تلو الأخرى، كما استقبل في القاهرة عددا من رؤساء هذه الدول، آخرها منتدى أفريقيا 2018 الذي عقد قبل أيام في مدينة شرم الشيخ، والذي دعم التعاون المصري الأفريقي لزيادة حجم التعاون التجاري والاعتماد الجماعي على الذات فيما بين مصر ودول أفريقيا، وكذا الشراكة بينهم، وقيام الوكالة المصرية للتنمية ذراع وزارة الخارجية في مد هذه الدول باحتياجاتها سواء من الخبراء والاستشاريين وتقديم المعونة الفنية، وهذا الدول متواصل ومتكامل في القارة الأفريقية.

وأيضا الحوار العربي الأفريقي، والتعاون العربي الأفريقي، فقد كانت هناك قمة تم تنظيمها التنسيق ما بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، لتنشيط هذا التعاون لصالح الجميع.

ما سر تمسك الرئيس بالوزير سامح شكري في إدارة حقيبة وزارة الخارجية؟ وما تقييمك لأدائه خلال السنوات الماضية؟
سامح شكري، وزير الخارجية المصري، محل ثقة الرئيس، إذ استمر وزيرا الخارجية منذ سنة 2014، بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة، وهذا دليل على ثقة الرئيس في وزير الخارجية، الذي يبذل جهودا كبيرة جدا ومتواصلة، وعلاقاته الوطيدة مع وزراء الخارجية الآخرين والقادة في العالم سواء في أفريقيا أو آسيا، والرئيس يثق فيه وأنه يقوم بتلك المهام الصعبة، لأنها متواصلة ولا يستريح منها، لدعم السياسة الخارجية المصرية وإعلائها وإعلاء شأن مصر بالتشاور المستمر مع الرئيس.

كما أن شعار «الاعتماد الجماعي على الذات» هو الذي يحكم العلاقات المصرية الأفريقية حاليا، ويعني أن جميع الدول في القارة السمراء تساند بعضها البعض، فمصر تمد يدها إلى الدول الأفريقية، وفي الوقت ذاته فإن الدول الأفريقية تحتاج إلى مصر في كثير من المجالات التي تستشير مصر فيها من خلال خبرائها ووزرائها وأيضا على مستوى القمم، وهو ما يعد دليلا على الثقة المتواصلة في مصر.

كيف ترى رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام المقبل؟

مصر دولة مؤسسة لمنظمة الدول الأفريقية التي تأسست عام 1964، التي تحولت فيما بعد إلى «الاتحاد الأفريقي»، ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019 ليست المرة الأولى التي تتولى فيها مصر رئاسته، بل إنها تولت رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية أكثر من مرة من قبل، كما تولت رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، كما أن مشاركة مصر في عمليات حفظ السلام في أفريقيا مشهود لها، كما أنها من أكثر الدول استضافة لبعثات قوات حفظ السلام، وهذا يعتبر تعاونا أمنيا لعودة الاستقرار والأمن إلى الدول التي أصابتها إضرابات أو حروب أهلية، لتستعيد مكانتها مرة أخرى ونشاطها، وتتوصل في النهاية إلى إنهاء حالات النزاعات التي جرت في بعض الدول الأفريقية مثل التي جرت في جنوب السودان، وكوتيفوار والكونغو الديمقراطية وفي رواندا وبوروندي، وكذلك في سيراليون وفي ليبيريا، فمصر تشارك في بعثات حفظ السلام لحفظ الأمن في القارة السمراء.

ما الدور الذي تتمنى أن تلعبه مصر في أفريقيا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي؟

كل القضايا التي تهم أفريقيا تهمنا، لذا يجب التركيز على كل القضايا في القارة السمراء، سواء قضايا سلم وأمن أو قضايا مكافحة الإرهاب، والقضايا الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري، وتبادل ونقل العلم والتكنولوجيا إلى إفريقيا، وكذا استضافتنا لاجتماعات ومؤتمرات وحلقات نقاشية ودراسية لدعم قدرات الدول الأفريقية، وأيضا فإن الوكالة المصرية للتنمية لها دور مشهود في دعم أفريقيا، وكل هذا من الروافد التي تدعم الموقف المصري خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.

مصر بوابة العالم لأفريقيا.. كيف تستفيد مصر من هذا الموقع؟
مصر تستفيد بالفعل من خلال علاقاتها الطيبة مع جميع الدول، فنحن ليس لنا أي هدف غير التعاون والتشاور والتنسيق فيما بين مصر وبين جميع دول العالم بلا استثناء، فمن يرغب في التعاون معنا فنحن نرحب بذلك، ونحن منفتحة بهدف التواصل والتعاون والنسيق مع جميع الدول.

فمصر بوابة أفريقيا؛ إذ إنها تقع في الركن الشمالي الشرقي للقارة، وبها نهر النيل، وهو شريان الحياة في مصر، ونحن نسعد بتعزيز علاقاتنا مع دول حوض نهر النيل، خاصة دولتي المصب إثيوبيا والسودان؛ إذ لولا تدفق المياه من حضبة الحبشة فلم تكون مصر، لأن مصادر المياه في مصر تتمثل في 86% من هضبة الحبشة والـ 14 الباقية تأتي من البحيرات العظمى (فيكتوريا – إدوارد - ألبرت)، وهم البحيرات الثلاث المتواجدة في الجنوب الأفريقي، ولذا يجب أن نرتكن إلى ذلك، ويجب تنمية قدراتنا المائية، من خلال قدراتنا المائية الإضافية، والتي تأتي من المياه الجوفية، والتي تأتي من تحلية مياه البحر، ومن ضمن مصادر تحلية مياه البحر هي المحطات النووية والمفاعلات التي سوف تقام في الضبعة، فهذه المحطات من المفترض أنها ستولد كهرباء وأيضا ستحلي مياه البحار، لأنها تستخدم في التبريد، ولهذا السبب أقيمت بالقرب من البحر المتوسط، وأثناء استخدامها في التبريد فإنها ستتحول إلى بخر، ويمكن تحويل هذا البخر إلى تكثيف للمياه، فتكون هناك مياه عذبة تساعد في التنمية الاقتصادية واستصلاح الأراضي في الصحراء الغربية.

كيف تقيِّم جهود الدبلوماسية المصرية في إدارة أزمة سد النهضة؟

الدبلوماسية المصرية تستحق أعلى تقدير ممكن في إدارتها لقضية سد النهضة، إذ إنها كانت تعمل وفق الإمكانيات الممكنة والتي تمتلكها، فمصر استطاعات أن مصر أدارت بدرجة كفاءة قصوى في المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وما تبقي فهو لا يعتمد على جهود مصر، ونأمل مع رئاسة رئيس الوزارء الإثيوبي الجديد الجديد آبي أحمد، وهو منفتح وأبدى حسن النية معنا ومع السودان، ولذا نحتاج إلى تواصل وتعاون مع السودان التي تعد بعدا استراتيجيا لمصر ومصر بعد استراتيجي للسودان، والبعد الاستراتيجي للدولتين هو إثيوبيا.

ما تقييمكم لإدارة جامعة الدول العربية لملف الأزمات العربية في المنطقة؟

جامعة الدول العربية وأي منظمة بين الحكومات، التي تمثل الدول الأعضاء، وعددهم في جامعة الدول العربية 22 دولة، وبالتالي فإنها تعكس الإرادة المشتركة للدول الأعضاء، كمرآة، أي أنه إذا نهضت جامعة الدول العربية، فإن هذا النهوض يرجع إلى توافق الدول الأعضاء، أما إذا اختلفت الدول الأعضاء فيما بينها فإن هذا الاختلاف سنعكس على كفاءة الأداء.

وأداء جامعة العربية في إدارة ملف الأزمات العربية يعكس إرادة الدول العربية، وظهور أزمات هناك وهناك في المنطقة فإنه يؤثر على وضع الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ لأنه ليس لديه عصا سحرية، فالتنسيق والتعاون والتضامن فيما بين الدول العربية الأعضاء سيكون سببا لنجاح مهام جامعة الدول العربية، فالأمين العام لجامعة الدول العربية يعمل في إطار ما اتفق عليه زعماء الدول العربية، فهو لا يستطيع إجبار الدول الأعضاء على التعاون في مجال ما بدون توافقهم.

الأمم المتحدة تقف إلى جانب القضية الفلسطينية ضد الإرادة الإسرائيلية والأمريكية.. ما سر ذلك؟

الأمم المتحدة تعني تجمع لدول العالم، وهي مرآة لما يحدث في العالم، وإرادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة توصلت إلى قرارات على الأمين العام أن ينفذها، وهذه القرارات نوعان، هناك قرارات تسمى توصيات، وهناك قرارات ملزمة، ولصدوره يلزم أكثر من ثلثي الدول الأعضاء، وهذه القرارات التي صدرت من الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد توصيات في أغلبها، أما بالنسبة للذراع المنوط به الأمن والسلم الدوليان فهو مجلس الأمن، ويعيبه أن هناك 5 دول لديها حق الفيتو، وبالتالي فإنها تمنع مجلس الأمن من القيام بعمل ما، وأكثر الدول التي استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

وتشكيل مجلس الأمن، مكون من 15 دولة، منها 5 دائمون، وباقي الدول أعضاء غير دائمين يتم انتخابها لمدة عامين، وكل عام يتم انتخاب 5 سنوات، والعضوية الدائمة تخالف مبادئ ميثاق التي جاءت في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على المساواة في السياسة فيما بين الدول الأعضاء، وهذه ليست مساواة، فقد استفادت إسرائيل من الفيتو الأمريكي الذي عرقل استتباب السلم والأمن في الشرق الأوسط، وهذا انعكس جليا عندما غضبت إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما امتنع عن استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار مجلس الأمن لإدانة إقامة المستوطنات الإسرائيلي في 2015، قبل تسلم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المسئولية في يناير 2016.

وأيضا تأثير الفيتو على القضية الفلسطينية وكم مرة تم استخدامه لعرقلة قرارات مجلس الأمن لحل الأزمة السورية، فعرقل عودة الأمن والاستقرار إلى الأراضي سوريا، ويمكنك حصر عدد المرات التي استخدمت فيها روسيا وأمريكا حق الفيتو ضد بعضهما البعض، وأيضا استخدامه فيما يتعلق بالادعاء الأمريكي بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، رغم نفي هذا الاتهام، والشعب السوري يعاني من مأساة الفيتو، ونحن نتعاطف من الشعب السوري، فنحن شعب واحد بإقليمين، كما نتعاطف مع أي شعب عربي يصاب بحالة الإرهاب، ونحن نكافح سويا للقضاء على بؤر الإرهاب في العالم لعودة الأمن والاستقرار في الدول.

لماذا خلت الساحة السورية من التواجد العربي؟

الدول العربية مشاركة في حل الأزمة السورية، وللأسف فإن بعض الدول العربية أدت إلى سوء الأوضاع في سوريا عن طريق تأييد الجماعات المتطرفة، مثل قطر، وكذا تركيا، لذا نقول هم ارفعوا أيدكم عن سوريا، واتركوا السوريين يحلون مشاكلهم بأنفسهم، وكذا لا يجب لأي دولة عربية التدخل في شأن الدولة السورية، فيجب أن تترك لإعادة بناء الدولة بحدودها الدولية المتعارف عليها بدون التدخل الخارجي، وبإعمال حق تقرير المصير.

وفق المعطيات الحالية.. إلى أين تسير الأزمة السورية؟

يجب أولا منع التدخلات الخارجية، إذا تحققت الإرادة السياسية لمنع التدخل في الشئون السورية، وترك السوريين يعالجون مشاكلهم بأنفسهم لاستعادة الدولة بمؤسساتها التشيعية والسياسية والقضائية من خلال خارطة طريق.

ومن المهم جدا أن ترفع تركيا يدها عن سوريا، ولا تقم باحتلال مناطق سوريا تحت ذريعة محاربة الأكراد، كما فعلوا في شمال العراق، فعلى أنقرة أن تحترم حدود الدول الأخرى ولا تنتهج حقوقها تحت أي ذريعة.

هل تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية زاد من مأساة السوريين؟

أنا من أنصار أن تعود سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية مرة أخرى، وتساهم في العمل العربي المشترك، حتى قبل تسوية الأزمة، لأنه حاليا هناك حكومة سورية واحدة فقط في دمشق، يجب أن تستمر وتشغل هذا المقعد وتساهم في المناقشات الخاصة بتقرير مصير السوريين، لأنه بهذا الوضع فإن العمل العربي لتسوية المشكلة السورية غير كامل لغياب سوريا من حضور الاجتماعات في جامعة الدول العربية.

وأيضا على إيران أن تكف عن التدخل في الشأن السوري واللبناني والعراقي، فيجب أن تبقى حدودها، بغض النظر عن الشيعة والسنة، فنحن لا نختلف فيما بين المذاهب، ونرجو أن يكون الملف المذهبي بعيدا عن رسم السياسات، وما يجمع الشيعة والسنة اكثر بكثير مما يفرقهم.

بعض الأصوات نادت بالتقارب العربي الإيراني.. ما رأيك في هذا الطرح؟
أنا أؤيد هذا الطرح تماما، لأن العداوة مع إيران هي تنفيذ للأجندة الأمريكية يجب ألا تنساق الدول العربية خلف هذه الرغبة الأمريكية، فأمريكا لا تنتمي إلى هذه المنطقة، لماذا نساعدها في ذلك، فما تقوم به سلطنة عمان هو تصرف حكيم لأنها تتعاون مع الجميع بما في ذلك إيران، وهناك علاقات وطيدة بين الإمارات والكويت وإيران وقطر، ومن المفترض أن يكون بين العرب وبين إيران حوار متواصل، ولا يجب ألا نندم على الحوار وألا نندم على إعادة اللحمة فيما بين جميع الدول العربية أو جميع الدول الإسلامية.

وفي رأيك من هي الدولة التي يجب أن تأخذ بمبادرة التقارب العربي الإيراني؟

كل الدول العربية منوط بها هذا الدور، ولا يمكننا أن نتحدث باسم الدول، فطرحي في هذا الملف يخص موقف منير زهران فقط، ولا يتعلق بجهة رسمية.

الرئيس الأمريكي اتخذ قرارا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كيف أثرت هذه الخطوة على مكانة أمريكا عالميا؟

قرار الرئيس الأمريكي خالف المواثيق والأعراف الدولية، وليس له الحق في اتخاذ هذا القرار، كما أنه مخالف لميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي أحياه العالم ذكرى صدوره الـ70 قبل أيام.

كيف ترى الدور المصري في حل أزمات المنطقة، مثل القضية الليبية؟

الرئيس السيسي نشيط جدا في السياسة الخارجية، ولقاءاته مع زعماء العالم، وحريص على أن تنال القضايا العربية جزءا من هذه القمم الرئاسية، فالجميع تابع الاجتماع الذي دعا إليه رئيس وزارء إيطاليا في بالرمو عن ليبيا، والرئيس حرص على تأييد دور مصر المتواصل لعودة الاستقرار والأمن إلى ليبيا، وأن تعود إلى ليبيا إلى سابق عهدها كدولة متماسكة آمنة بعيدة عن الإرهاب الذي طرأ عليها بعد اغتيال القذافي سنة 2011، وما حدث من تدخلات خارجية في الشأن الليبي سواء من جانب الأوروبي أو من جانب الولايات المتحدة التي ساعدت في ضرب بعض المواقع في ليبيا مبكرا، وكذلك قطر، وبالتالي فإن التدخل في الشأن الليبي عقد أزمة وأدى إلى الحالة التي وصلنا إليها حاليا، وأهم شيء هو التآلف والتضامن فيما بين أبناء الشعب الليبي وكذلك رفض التدخلات الخارجية سواء من دول أو من تنظيمات إرهابية يتم تمويلها من الخارج سواء من الدول الأوروبية أو من الشرق الأوسط، مثل تدخلات قطر وتركيا، وتشجيعهما للتنظيمات الإرهابية لبحث حالة من عدم الاستقرار في ليبيا، وهذا أمر مرفوض تماما من جانب مصر ومن جانب مجلسنا، المجلس المصري للشئون الخارجية.

وبالنسبة لباقي المشاكل في المنطقة فقد قامت الدولة بجهود بناءة لعودة الأمن والاستقرار في سوريا.

وماذا عن الملف الفلسطيني خصوصا المصالحة؟

مصر ترعى بصورة جدية ملف المصالحة الفلسطينية، وبذلك كل ما في وسعها لرأب الصدع الفلسطيني الفلسطيني، والأمر بات بيد أبناء الشعب الفلسطيني.

في النهاية نود أن نتعرف أكثر على المجلس المصري للشئون الخارجية؟

المجلس منظمة مدنية يخضع لقانون الجمعيات الأهلية، له استقلالية ولا يتلقى مساهمات خارجية، فالمساهمات داخلية، ونتعاون فيما بيننا وجميع المؤسسات والمنظمات التي تهتم بالمجتمع المدني في مصر، كما أننا في تواصل دائم مع وزارة الخارجية والحكومة، وما نتوصل إليه من استنتاجات ومن حلقات بحث ومن مؤتمرات نوافي بها وزارة الخارجية اولا بأول ربما تستفيد بها، فلها أن تستفيد أو لا تستفيد بها.