الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين شحاتة يكتب : الإنتاج هو الحل في مسرح الطفل القومي

صدى البلد

نعيش حرباً منزوعة السلاح حقيقة علينا أن نجليها تجليه تزيل عنها كل شك، وتعصمها من كل لبس، وتبرئها من كل ريب، حرب فكرية يستخدم أعداء الوطن شتى الوسائل التى تقصف العقول لتنتج الإرهاب الأعمى الذى لا يبصر الحقائق، وتنتج مواطناً أسير الإحباط واليأس وتخرجه من دائرة الإنتاج إلى دائرة السلبية واللامبالاة.
 حرب فكرية تقصف العقول فيقل الوعى ويُقتل الأمل وتتراخى العزوم، لذلك علينا أن نجهز الرصيد الحربى المناسب لهذه المواجهة الشرسة لحروب الأجيال التى تتنوع فى وسائلها وتتحد فى أهدافها، ولن نجد رصيد حربى له من الكفائة والقوة كقوة مصر الناعمة الكامنة فى الفن وبخاصة المسرح وبالأخص مسرح الطفل الذى يوكل إليه تجسيد القيم وغرسها فى وجدان الأطفال شباب الغد وأمل الستقبل، ولعل عرض (كوكب سيكا) الذى يعرض الخميس والجمعة من كل أسبوع على المسرح القومى للطفل بالعتبة للمخرج سيد جبر و النجمة إيناس نور والذى يروى رحلة فضاء لعالم مصرى على سطح الفضاء داخل المحطة الفضائية "مصر 2020" ، ويرى الأطفال على خشبة المسرح على شاشة ضوئية صاروخ فضائى يحمل اسم " مصر2020"، ويرافق العالم الدكتور ممتاز ممتاز ممتاز ثلاثة من أبناء صعيد مصر ويتولد من هنا الصراع و الكوميديا نتيجة سفر هؤلاء بالخطأ لتبرز الرسالة القوية للعرض أن هذا الخطأ كان من ترتيبات القدر لأن الرحلة التى يقودها عالم كانت فى أمس الحاجة إلى الفلاح وفأسه التى شاهدها الأطفال على المسرح وشاهد ثمارها على شاشة عرض سبقها إبداع الفنانة "إيناس نور" التى جسدت بملامحها الأرستقراطية الممزوجة بالطيبة المصرية دور الملكة التى تستعين بأبناء الحضارة المصرية للبحث عن حلول لمشاكل شعبها والتى أثبت لها المصريين أنها كامنة فى باطن أرض مملكتها وتحتاج إلى سواعد شعبها لاستخراجها، ووصل إبداع الفنانة "إيناس نور" إلى قمته بمشاركتها الأطفال الجالسين على بعد خطوات من خشبة المسرح و كأنها معلمة تقف فى صدر فصلهم الدراسي ولكنها معلمة بأمكانيات الفنان المبدع الذى يدرك قيمة الفن ورسالته التى تعكس قدرات المخرج الفنان سيد جبر الذى جسد دور العالم المصرى الذى يرى أن العمل والإنتاج هو الحل وأساس النجاة وأن الأمم يتم تأمينها بالعمل والوعى إلى جانب العمل الأمنى الذى يحوى عجلة الإنتاج ويضمن كفاءتها واستمراريتها ، وعرض مثل هذا لا يمكن أن يصل إلى هذا المستوى من الإتقان دون خلية نحل تعمل من خلفه داخل المسرح إداريًا وفنيا وصولًا إلى هذا المستوى الذى ينحنى الجمهور لعظم رسالته ولإبداع فريق العمل .

والسؤال هنا: أين وزارة التربية والتعليم ومدارسها من هذا النوع من العروض التى يتم إنتاجها داخل مسارح وزارة الثقافة؟ أين الإعلام من تغطية هذا الفن الذى يحصن الأطفال ضد أمراض المستقبل التى لا تقل خطورتها عن شلل الأطفال وغيره من الأمراض التى نحصن أطفالنا ضدها؟، نتمنى أن يكون هناك مشروع قومى للثقافة والوعى لبناء الإنسان القادر على مواجهة التحديات وإختراق المستقبل لتحيا مصر.