الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفنان محمد عزت يكتب : الأغنية البديلة

صدى البلد

أن يكون هناك وزيرة على رأس وزارة الثقافة تنتمى الى عالم الموسيقى، فهو يدفع الكثيرين من المبدعين ان يطلقوا العنان لأحلامهم ويمنون النفس بأن تتناول أفكارًا وموضوعات ربما يتجاهلها وزراء آخرون لا ينتمون الى عالم الموسيقى أو الفن فى حال تقلدهم هذا المنصب.

من هنا أصبح من حقنا عليها وحقها علينا ان نطرح لها ما يجول فى خاطرنا من مقترحات , نحن من ننتمي الى عالم الموسيقى ربما نجد الى جانب همومها الوزارية استجابة لهذه الأفكار ، ويأتى موضوع الأغنية البديلة من أهم هذه الموضوعات التى نرى انها تحتاج دعما كبيرًا من وزيرة الثقافة لما تمثله من أهمية فى عالم الموسيقى والفن على مستويات عدة ، وعلنا نتذكر أن الشيخ امام عيسى سيبقى ظاهرة فنية فريدة , اكتسب شهرته من ثنائية أبرمت بينه وبين الشاعر احمد فؤاد نجم وامتدت موهبة ورسالة الشيخ لتكتسب عمقا بالتلحين لعدد كبير من الشعراء الذين يعشقون مصر, امثال : فؤاد قاعود , زين العابدين فؤاد , نجيب سرور , فدوى طوقان , محمد جاد , شهاب الدين, زكى عمر , بيرم التونسى , محمود الطويل , مصطفى زكى، وغيرهم.

ومن ثم أسهمت هذه الظاهرة فى تأصيل تيار ثورى استدفأ بأغانى الشيخ منذ أواخر السبعينيات حتى الثورات المصرية الاخيرة كنا نستمع لصوت الشيخ فى ميادين مصر الثائرة وذلك بالرغم من غيابه جسدا ورحيله عنها بعدة سنوات ، كما يمكننا ذكر الفنان عدلى فخرى اذ كان محققا مع الشاعر سمير عبد الباقى خطا لامعا فى نفس الاتجاه حتى انهم استنبتوا حولهم جيلا من المغنين الشبان الذين ساروا على نفس الدرب , ولا يزال العديد منهم يكرس" للغنوة البديلة " وقته وجهده وحياته بغض النظر عن مردود ذلك من قبل الاعلام الحكومى المصرى , ومنهم على سبيل المثال لا الحصر : عطية محمود , حمدى رؤوف , فاروق الشرنوبى , محمد جاد , جمال عطية, احمد اسماعيل , احمد خلف , على السيد اسماعيل , حمدى الواعى , وجيه عزيز , حاتم عزت , حازم شاهين.

ومن المثير والغريب ان الشيخ رغم انه تربع على عرش "المغنى السرى " واغانى المقاومة الانسانية فى مواجهة كل ما هو رديء اجتماعيا وسياسيا , واستقبلته الجماهير بحفاوة منقطعة النظير فى دول عربية واجنبية الا انه سيظل "زمار الحى لا يطرب " ونحن فى ظل وجود وزيرة الثقافة يمكننا ان نطرح مقترحات نأمل فى تحقيقها منها رصد دقيق لمن أرسوا " لتأسيس الاغنية البديلة " ، والعناية بمنتجهم الفنى وعمل قسم خاص لهم بمكتبة الاوبرا الموسيقية تحتوى على كتيب يلخص حياة كل منهم اجتماعيا وسياسيا وكتابة وحفظ اعمالهم الغنائية عن طريق التدوين الموسيقى , حيث ان هذه خدمة ثقافية تحتاجها المكتبة العربية , وليس هناك اولى بتقديمها من اصحابها .

ونقترح العمل على جمع اغانى هذه القامات الغنائية النادرة لإثراء مكتبة الموسيقى العربية , وجعلها فى متناول الجميع " متذوقين ومفكرين ومتخصصين " كما ان ذلك سيسهل على الدارسين الراغبين فى ادراج هؤلاء المبدعين فى ابحاثهم او رسائلهم العلمية ، ولا نستعمل حفلات للتعريف بفن هؤلاء فى المناسبات الملائمة , وكذلك ادراجهم ضمن المكرمين فى فعاليات ثقافية مخصصة لذلك .

وفى كل الأحوال لا يسعنا الا ان نشكر القائمين على الثقافة فى مصر, معتبرا قبولهم مناصب صانعى القرار بمثابة التكليف وليس التشريف , مع الاحتفاظ بقامتهم اسما وقدرا , ونتمنى لهم التوفيق لما فيه الخير لصالح الأمة وجعلهم امتدادا طيبا لجذور النماء , وأن تعود لمصر ريادتها للعالم العربى كما كانت قبلا.