الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطولات بورسعيدية.. فتحية الأخرس أول فدائية تدافع عن الوطن ضد العدوان الثلاثي

صدى البلد

شهدت المقاومة الشعبية في محافظة بورسعيد خلال فترة العدوان الثلاثي عام 56، مجموعة من الانتصارات التي لا يمكن أن ينكرها أحد، قامت بها مجموعات من شباب ونساء وأطفال ورجال بورسعيد ولكل منهم كان له دوره في الدفاع عن بورسعيد والجميع حمل السلاح دفاعًا عن أرض مصر وتراب المحافظة، وهناك العديد من النماذج التي قامت بعمليات فدائية لا ينكرها التاريخ لكنه سطرها في صفحات من نور.

ومن أبرز هذه القصص، حكاية البطلة فتحية الأخرس الشهيرة بأم علي.

كانت فتحية الأخرس أو "أم علي" أول من انضمت للمقاومة الشعبية من السيدات، خلال تصدى أهالي بورسعيد لعدوان 1956، حيث فكرت في استغلال عملها كممرضة فى عيادة الجراح الدكتور جلال الزرقانى، لتحول عيادته إلى مأوى آمن للفدائيين.

استغلت فتحية ضعف إقبال المرضى على العيادة بسبب العدوان واتفقت مع الرائد مصطفى كامل الصياد، قائد المقاومة الشعبية وقتها لتأوى الفدائيين وأسلحتهم داخل العيادة ليختفوا فيها بالنهار، وينتشروا فى المدينة فى المساء، وكانت توفر لهم ملابس المرضى البيضاء ليرتدوها في العيادة وتخفي أسلحتهم أسفل مراتب السرائر التي ينامون عليها، وأحيانًا كانت تقوم بنقل الأسلحة من قريتها بـ"القابوطي" والمهربة لبورسعيد عبر بحيرة المنزلة بواسطة صيادي الأسماك.

وفي أحد الأيام، سمعت "أم على" طرقًا شديدًا خلال العدوان على باب العيادة الخارجى فأحست أن هناك تفتيشا من القوات المعتدية على منازل المدينة فقامت بتنبيه الفدائيين، فأخذ كل منهم مكانه فوق سريره، وارتدوا الملابس البيضاء الخاصة بالمرضى وتظاهر كل منهم أنه مريض، وقامت بمنتهى الثبات والشجاعة بفتح باب العيادة وتظاهرت أمام الضابط الإنجليزى أن أحد المرضى توفى وأخذت تهلل وطلبت منه المساعدة وإبلاغ الجهات المصرية المسئولة لدفنه، وشرب هذا الضابط الإنجليزى الكبير "المقلب" وأمر جنوده بالانسحاب دون تفتيش العيادة، والتف الفدائيون حولها لتهنئتها وأشادوا بحسن تصرفها وشجاعتها.