الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحجيم الخلع ومبادرة مودة..الحكومة والبرلمان إيد واحدة لحصار الطلاق بمصر

صدى البلد

الزواج ليس نزهة ولكنه مسئولية بناء بيت وأسرة..عندما يتربى الابن على ثقافة سي السيد و تتربى الفتاة على ثقافة ومفاهيم جديدة ينهار الزواج وتتزايد حالات الطلاق في مصر حيث تقع عشر حالات طلاق في الساعة، مما يعني وقوع حالة طلاق كل ست دقائق.. هنا لابد أن نتذكر قول الإمام علي كرم الله وجهه: "ربوا أولادكم على غير تربيتكم لأنهم ولدوا لزمان غير زمانكم".

حقيقة الأمر أن حدة الارتفاع الرهيب في معدلات الطلاق في مصر خلال السنوات الأخيرة بسبب فشل كثير من الأسر فى إعداد فتياتها الإعداد النفسي والاجتماعي الذي يؤهلها لأن تكون ربة منزل ناجحة وزوجة مسؤولة تستطيع تحمل مسؤولية البيت والزوج والأطفال.فمن المسؤول عن إعداد الفتاة وتأهيلها للزواج؟ هل هي مسؤولية الأم أم الأب؟ أم الاثنين معًا ؟ أم هي مسؤولية مجتمعية مشتركة بين الأسرة ومؤسسات المجتمع وأجهزته المعنية؟ أم هي مسؤولية الفتاة نفسها؟

يستطيع الشاب والفتاة الإقدام على الزواج عندما يشعران بأنهما قادرين على التوفيق بين العقل والقلب، وأن يكون الزواج بالنسبة للزوجين حبا وتفاهما وتضحية وأمانة، لأن الزواج أوله شهوة الغريزة وأوسطه تفاهم وآخره أمانة، متى افتقد الزواج لأحد هذه الشروط فشل، وأصبحت العلاقة جحيما لا يطاق، حتى تنتهي بالطلاق..أن انعدام سبل الحوار بين الزوجين، واعتداد كل منهما برأيه، بعيدًا عن المشاركة التي هي الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الزوجية يؤدى حتما للخلافات والنفور والطلاق.

لابد على الأسرة أن تعيد التفكير ألف مرة في تربية الولد والبنت تربية جديدة وجادة تواكب مستجدات العصر، و أن تضع في اعتبارها تفادى هذا الخطر العظيم وهو الطلاق وتنمية الاعتزار بالزواج والأسرة.. والزواج علاقة يرعاها الله ويحوطها بسياج من القداسة ويجعلها أصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل: "وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا" و"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" و"هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن".

نسبة الطلاق في مصر أصبحت مقلقة للغاية.. يتم عقد 980 ألف زيجة في العام، ينتهي 198 ألف منها بالطلاق، وهناك 20% من الزيجات تنتهي بالطلاق.ونسبة الطلاق في السنوات الثلاث الأولى من عمر الزواج تصل إلى 40%، وترتفع بين الأزواج صغار السن من 25 إلى 35 عامًا.


الحكومة تطلق مبادرة مودة قريبا

تعمل الحكومة المصرية حاليًا على إعداد مبادرة تحت عنوان «مودة» لحماية كيان الأسرة ومواجهة ارتفاع معدلات الطلاق.


وكأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أشار إلى هذه الظاهرة، وه سيتم عرض الأمر المبادرة على الرئيس منتصف الشهر المقبل ليعلن إطلاقها.

وتتضمن المبادرة تقديم دورات تدريبية مكثفة للمقبلين على الزواج، وستُقدم للمجندين في القوات المسلحة وطلبة الجامعات وصغار الموظفين المقبلين على الزواج، موضحًا أن المبادرة تضم عدة وزارات في مقدمتها التضامن الاجتماعي.

كما أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، حملة "وعاشروهن بالمعروف"، بهدف التوعية بخطورة زيادة معدلات الطلاق، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة مستقرة و علاج هذه الاختلالات للحفاظ على كيان الأسرة المصرية.


قيود على الخلع

فيما طالب النائب سليمان فضل العميري، عضو مجلس النواب عن محافظة مطروح، الحكومة بتقديم تعديل لقانون الخلع يهدف لوضع حد وقيود تَحول دون الاستسهال في استخدامه حفاظًا على الاستقرار الأسري، مؤكدًا أن ارتفاع نسبة الطلاق فى الفترة الأخيرة تتطلب تضافر جهود الدولة لمواجهة هذه الظاهرة للحفاظ على استقرار الأسرة المصرية.

وأكد العميري، في بيان له، ، أنه يمكن استشارة هيئة كبار العلماء بالأزهر لوضع تشريع يحافظ على الأسرة ويحد من ظاهرة الطلاق، مؤكدًا أن قانون الخلع فى الكثير من الأحيان يكون الملاذ الآمن للزوجات للهروب من جحيم الحياة الزوجية، ولكن فى نفس الوقت كان القانون سلاحًا في يد بعض الزوجات لتطليق أنفسهن، وهذا يعد من الأسباب القوية لزيادة نسبة الطلاق، لهذا لا بد من تعديل جديد لوضع المزيد من الضوابط على استخدام الزوجة للقانون واللجوء لطلب الخلع في الوقت الذى لا يضيق عليهن في استخدام هذا الحق.

وشدد عضو مجلس النواب على ضرورة عقد جلسات حوار مجتمعي موسعة؛ للاستماع لجميع الآراء، سواء من قِبل المرأة أو الرجل للتوصل لصيغة منضبطة تهدف للحفاظ على الأسرة المصرية، وفى نفس الوقت يظل القانون محتفظًا بفلسفته وعدم التضييق على طرف على حساب الآخر

أسباب كثيرة لحدوث الطلاق

هناك أسباب تؤدي إلى انهيار الزواج سريعا مثل عيب في شخصية أحد الطرفين و عدم التوافق و غياب الحب والغيرة الشديدة و تدخل عائلة أحد الطرفين في العلاقة بينهما و عدم النضج يجعل الزوج أو الزوجة شديد الارتباط والاعتماد على أسرته وكأنه لم يتزوج ويستقل بحياته الخاصة فعلًا، و عدم قدرة أحد الطرفين التكيف مع الآخر ، علاوة على بناء تصورات وهمية وغير حقيقية لشريك الحياة.و وقد يكون السبب الأصلي للشقاق كامنًا في العلاقة الجنسية الخاصة بينهما، وقد وجدت بعض الدراسات أن هذا السبب يكمن وراء 70 إلى 90% من حالات الطلاق. و سيطرة المادة وتراجع القيم الاجتماعية التقليدية حتى أصبح الزواج مجرد عملية اقتصادية أكثر منه عملية اجتماعية، وهذا يؤدي لعدم استقرار المجتمع.

حتى الثلاثين عامًا الماضية كان الزوج يقود الأسرة بسلام وهدوء بدون دعاوى وشعارات، لكن مع مساهمة المرأة في الإنفاق على الأسرة جعلها تطالب بالمساواة، وقد تصدر القرارات الأسرية من منطلق أنها تساهم مثله في نفقات المنزل لأن المرأة في هذه الحالة كما يقولون بالبلدي "تستقوى" على زوجها وتطالب بالطلاق عند أي خلاف.

كما أن ارتفاع الأسعار والفقر والعجز الذي يصيب الأزواج أمام الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية المادية يؤدي لوقوع مشكلات يومية توهن العلاقة الزوجية وتحدث مشكلات باستمرار تؤدي لانهيار الحياة الزوجية.