بشرى التونسية تكتب: معنى الصمت

قد يساء فهمنا من خلال صمتنا ، وقد تندلع حرب ليس لنا يد فيها ، فقط لأننا لم نتكلم أو لم نعبر.

الصمت : تلك الكلمة التي طالما كان اقترانها موثوقا بكلمة.. نعم... أو وهو كذلك... أو بمعنى أصح هي دليل على القبول والموافقة على الشيء إن كان قرارا أو رأيا.

لكن للأسف الشديد وفي عصر اكتسحت أراضيه ومعانيه التكنولوجيا على كل خرائطه وفي أغلب محتوياته.. تغير مفهوم أو إيحاء معنى الصمت ..لم يعد أبدا يدل على المعنى الإيجابي .. بل انتقلت معانيه إلى تحاليل شائكة مفعمة بطعم الألم.

لقد أصبح الشعور بالخيبة والخذلان والاستسلام لعدم القدرة على توضيح معاني كثيرة تختلج النفوس ..هو السبب الذي يؤدي صاحبه إلى حالة الصمت دون الاكتراث بنتائجه.

لذا ارأفوا بأولئك الذين ابتلعوا ألسنتهم ألما لا انهزاما .. للذين انقادوا إلى هذه الحالة فرارا وليس اختيارا.

ارحموا أولئك الذين يتألمون في صمت وتتساقط عبراتهم في صمت .. ويخذلون في صمت .. ويعيشون إنكساراتهم في صمت .. ولا يزال الصمت هو ملجأهم وراءهم وقوت أيامهم التي لا يعرفون لها عددا للزمن.